مارب .. بين إرهاب بايدن وتحركات ليندر وناصر
المستجدات الأخيرة التي تشهدها الساحة اليمنية وعلى رأسها مستجدات مارب والمحافظات الجنوبية وقياس ردود الفعل الخارجية إزاء هذه التطورات .
بلا شك الانتصارات التي يحققها المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية في محافظة مارب زادت من درجة قلق دول الرباعية الأمر الذي جعل بايدن يتوجه للكونجرس ويطلق حزمة تصريحات متناقضة عن الإرهاب في اليمن، كشف من خلالها أن محافظة مارب أصبحت مستودعا لعناصر القاعدة وداعش ويتوعد بمكافحتها وهو على يقين تام بأن من يشرف على إدارتها وتسليحها وتمويلها هو السفير الأمريكي لدى اليمن وكذلك دول تحالف العدوان + حكومة فنادق الرياض، الأمر الذي جعلني أقول بأن كلام بايدن متناقض بل يحمل في طياته التضليل والزور والخداع .
يتجلى التناقض في ترويجه للكذب والنفاق بطريقة دبلوماسية أمام الكونجرس خصوصا بعد أن أصبحت لعبة الإرهاب الأمريكي مكشوفة في اليمن وبقية دول الربيع والمهمة التي أوكلها الأمريكان لتنظيمي داعش والقاعدة قد فشلت وتحطمت أمام الإرادة الفولاذية للمجاهدين من الجيش واللجان الشعبية .
ألم تدرك المخابرات الغربية أن سلطان العرادة هو من تنظيم القاعدة وأحد العناصر التي كانت تقاتل في صفوف التنظيم بأفغانستان ويمثل السلطة المحلية لحكومة فنادق الرياض في مارب ؟ ألم يدرك الأمريكان أن(( أبو الحسن المصري)) من ضمن عناصر تنظيم القاعدة ولديه معسكر يقاتل إلى جانب دول التحالف ومن يمولهم ويمدهم بالسلاح هي دول الرباعية.؟
هل تصريحاته لمزيد من التضليل ؟ أم أنها رسائل تهديد لتنظيمي القاعدة وداعش لكونها قد فشلت في محافظة مارب الأمر الذي جعله يصب جام غضبه من خلال هذه التصريحات كرسائل تهديد غير مباشرة لمرتزقة العدوان ؟
هل إقدام دول تحالف العدوان على قصف الأسرى الذين كانوا قد سلموا أنفسهم للجيش واللجان الشعبية يوم الخميس الماضي في محافظة مارب جزء من العقاب وتنفيذا لرسائل بايدن ؟ أم كيف ؟
هل ارتفاع درجة القلق لدى إدارة البيت الأبيض هو جراء فشل تحالف العدوان في مارب الامر الذي جعل واشنطن تضع عدة آليات تكفل إيقاف قوات صنعاء عن دخول مدينة مارب ومن ضمن الآليات تدشين رسائل التهديد غير المباشرة في الكونجرس للبدء في معاقبة مرتزقتهم بنفس المحافظة من خلال قصفهم وتفعيل سرية الاغتيالات، والآلية الثانية تم تخصيصها للمبعوث ليندر كينغ بإعادته للتحرك نحو السعودية وسلطنة عمان بهدف إجراء محاولات في اطار لعبته السحرية الهادفة الى إبقاء مارب تحت سيطرة المرتزقة ، والآلية الثالثة خصصت من المحتمل للاستعانة بعملاء الرباعية ممن هم من الداخل أي ممن هم مؤمركون من النخب السياسية الذين وضعتهم في المستودع الاحتياطي للعملاء كعلي ناصر محمد الذي يعد وصوله إلى عدن يوم الخميس الماضي في ظل الأوضاع التي تشهدها الجنوب والشمال يضع العديد من علامات الاستفهام .
دعونا نتوقف أمام تصريحات بايدن بخصوص تنظيمي القاعدة وداعش في مارب:
أولا : ثمة مؤشرات توحي بأن الهزائم التي تجرعها المرتزقة في مارب تعد هزيمة لدول الرباعية تحديدا لأن ذلك ترتب عليه فشلها في تحقيق بنك أهداف مطامعها في مارب التاريخ والثروة خصوصا بعد خوضها المعركة منذ ٦سنوات مضت ودخول العام السابع وهذا الفشل من المحتمل دفع بايدن لإطلاق حزمة من التهديدات لمرتزقتهم من تنظيمي القاعدة وداعش، فربما بدأت الرياض نقل تلك الرسائل الى حيز التنفيذ من خلال قصف مرتزقتهم من الأسرى ومحاولة اغتيال بعض قيادات هذا التنظيم في مدينة مارب .
ثانيا: تنامي قلق الرباعية من استمرار الانتصارات التي تحققها صنعاء في مارب دفع بايدن توجيه ليندر كينغ للقيام بإجراء جولة أخرى للسعودية وسلطنة عمان عل ذلك يكفل إيقاف تقدم صنعاء نحو مدينة مارب التي لم يعد يفصلها عن قوات صنعاء سوى كيلومترين .
ثالثا : بحكم إخفاق مسارات دول الرباعية عن إيقاف القوى المضادة للعدوان من استكمال تحرير مارب فإنه من المحتمل أن يجعل ذلك الرباعية تتخذ قراراً بالاستعانة بعملاء من الداخل لتحقيق جزء من أهدافها ممن يتقنون التلون والخداع والمكر السياسي كعلي ناصرمحمد الذي قد يكون وصوله إلى عدن واستقباله بحشد قبلي مسلح رافقه إلى مسقط رأسه محافظة أبين بضوء اخضر من كوكتيل الرباعية مع أن ناصر شخصية دموية خدم الأمريكان قبل وبعد أحداث ١٣ يناير ٨٦م ولازال يمارس العمالة وفقا لتطورات المرحلة بشكل ذكي ومبطن وربما قد يكون هو الرجل المؤمرك كبديل عن الفار هادي ، على غرار ترقيع البالي بأبلى ، مع انني اعتبر جزءاً من أهداف عودة هذه الشخصية الدموية يندرج في إطار تطبيق القاعدة الأمريكية التي تنص على الفوضى الخلاقة لتقسيم المقسم وتمزيق الممزق والمدخل لذلك هو تصفية حسابات أحداث ١٣يناير ٨٦م لتكرار نفس المشهد واخشى ان مجيئه هو لتنفيذ نفس المخطط ضد رجال ثورة أكتوبر من أبناء ردفان والضالع ويافع والصبيحة وعدن وما تيسر من ابناء حضرموت والمهرة وشبوة .. بهذه الحالة عودة علي ناصر محمد إلى عدن في ظل هذه الأوضاع يعد مبعوثاً سرياً للرباعية وقد يكون قد اتفق مع الرباعية على تنفيذ مخطط اشد خطورة من المخطط الذي ينفذه الفار عبدربه حيث بصَّم مقدما على التطبيع مقابل إيصاله الى الكرسي من جديد .
لهذا كلما اتذكر هذه الشخصية الدموية استحضر قصيدة الشاعر البردوني التي رشق بها ناصر خلال احداث يناير ٨٦م.. التي قال فيها:
يا «خور مكسر» ، يا « المعلا»
لغة الجدال اليوم أعلى
أتكون أمثل حجةٍ
بسوى القذائف غير مثلى؟
فرأيتما جدل الرصاص
أحر برهنة وأجلى
حسناً، ولكن ما الذي
خط انفجاركما، وأملى؟
ماذا، كفجر اليوم لاح؟
وما الذي، كالأمس ولى؟
اليوم يتلو القصف..
والأخبار بعد اليوم تتلى
كي ترتقي جدل النضال
عليه أن يصلي ويصلى
* * *
فيما التصاعق يا «معاشق» ؟
لا أرى للأصل أصلا
سئم السكوت سكوته
وهل الضجيج الآن ملا؟
لم لا تجيب؟ لأنني
تل يجر إليه تلا..
* * *
ماذا أتركض ياحريق
وتزحف الأخبار كسلى؟
أشكا «يناير» برده..
فأتى هنا يشوى، ويغلى؟
لا القتل أفضل، ياغموض
ولا السلامة منه فضلى
* * *
يا «دار سعد» لفتةً
يسعد صباحك يا «المعلا»
فوقي روابٍ من، متى
مما الذي، من هل، وهلا ؟
أأقول قبل تساؤلي
أهلاً، وكيف الحال، أم لا ؟
نائب وزير الإعلام