أكاديميون ورياضيون يؤكدون الأهمية الكبيرة للرياضة أثناء الصيام بدنياً ونفسياً واجتماعياً في رمضان .. أنشطة رياضية ومسابقات ثقافية

 

الخولاني رمضان فرصة لإقامة الأنشطة .. وننفذ العديد من الفعاليات في المحافظات
النظاري المأكولات الرمضانية تترك أثراً سلبياً على الجسم ويجب ممارسة النشاط البدني للتخلص من الدهون والسعرات الحرارية
النونو البطولات الرمضانية فرصة لاكتشاف المواهب وتعود بالنفع لصحة الإنسان

يشكل قدوم شهر رمضان المبارك فرصة للكثير من الأندية الرياضية لإقامة المسابقات والأنشطة في مختلف الألعاب الرياضية التي أصبحت تقليدا سنوياً يلازم الشهر الفضيل منذ سنوات.
ومع حلول الشهر الكريم يتأهب الرياضيون كل عام للانخراط في الأنشطة الرياضية التي تقام على شكل تجمعات في الأندية تضم العديد من لاعبي الأندية ونجوم المنتخبات الوطنية الذين يستغلون مثل هذه المنافسات لاستعادة جاهزيتهم والتغلب على التوقف السلبي للمسابقات الرياضية الرسمية نتيجة العدوان الغاشم على بلادنا والذي تسبب في تجميد البطولات وفي مقدمتها الدوري العام لكرة القدم.
وباتت المسابقات الرياضية الرمضانية البديل المتاح لغياب البطولات على مدار العام، ليشكل رمضان فرصة لتفعيل الأنشطة في الأندية حتى أن مباريات تلك البطولات أصبحت تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة لما لها من أهمية كبيرة وما تستقطبه من نجوم مميزين على الساحة الرياضية المحلية.
دوري الأهلي الرمضاني من البطولات الرياضية التي لها باع طويل، حيث يقام بصورة سنوية منتظمة منذ ما يقارب أربعين عاماً ليصبح النادي الأهلي خلال الشهر الكريم مزاراً للجماهير الرياضية التي تتقاطر إلى مقر النادي في منطقة باب اليمن لمتابعة الدوري الذي يضم العديد من نجوم الكرة اليمنية الذين يشاركون ضمن فرق العاصمة وفرق أخرى تحمل مسميات شركات وعلامات تجارية برعاية رجال القطاع الخاص الذين يقدمون الدعم في سبيل إنجاح هذه المسابقات.
وعلى هامش المباريات الكروية تقام أيضا منافسات في ألعاب: الشطرنج وتنس الطاولة وكرة السلة، بالإضافة إلى المسابقات الثقافية التي تقام في النادي بصورة سنوية خلال الشهر الفضيل والتي تتضمن مسابقات في القرآن الكريم والشعر والقصة والمسابقات الثقافية العامة.
كما أن نادي الوحدة صنعاء بات ينظم ملتقى رمضانياً يشتمل على أنشطة رياضية تحظى بمشاركة فاعلة من نجوم كرة القدم في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى.
ويشهد شهر رمضان هذا العام العديد من المسابقات الرياضية في مختلف المحافظات التي تقام على كأس الرئيس الشهيد صالح علي الصماد في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده إحياءً لذكرى استشهاد رجل بحجم الوطن ومؤسس مشروع “يد تبني ويد تحمي” ، حيث نُظمت العديد من البطولات الرياضية في محافظات، إب وحجة وعمران وصعدة والمحويت والبيضاء وذمار والحديدة ، وسط مشاركة كبيرة من الفرق الرياضية في تلك المحافظات التي حرصت على خوض المنافسات خلال الشهر الفضيل مجسدة الروح الرياضية الخلاقة في أجواء رمضانية تبعث السكينة في نفوس الشباب والرياضيين الذين انخرطوا في تلك المسابقات بعزيمة عالية تجسيداً لمبادئ الصمود والتحدي لقوى العدوان التي فشلت في كسر عزيمة الشباب اليمني المتسلح بالإيمان والإرادة الصلبة.
وخلال ليالي الشهر الكريم تقام مسابقة شاعر الصمود التي تبثها يومياً قناة المسيرة الفضائية والتي تقام بمشاركة نخبة من أبرز الشعراء الذين يقدمون عصارة جهودهم من أعمال شعرية تعكس عظمة الصمود اليمني في وجه العدوان الغاشم وتفوق المقاتل اليمني على الترسانة العسكرية التي تحولت إلى ركام تحت أقدام اليمنيين بفضل التسلح بالإيمان.
كما تقام خلال شهر رمضان مسابقة القرآن الكريم بمشاركة العديد من حفَّاظ كتاب الله من مختلف محافظات الجمهورية ، تحت إشراف لجنة من فضيلة العلماء الذين يشرفون على المسابقة الأكبر على مستوى الجمهورية..
وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة حسين الخولاني أوضح أن ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان لها فوائد كثيرة على صحة الإنسان ، حيث تتضاعف فوائد ممارسة الرياضة في شهر رمضان ويتخلص الجسم من الكثير من الدهون والسموم وبالتالي تصبح ممارسة الرياضة عنصراً مهماً لا غني عنه.
مؤكداً أن شهر رمضان هو الوقت الأنسب لمزاولة الرياضة والجميع يتذوق نكهة ممارستها خلال رمضان ، فتجد أن الرياضة تتمدد وتتوسع لتكتسح غالبية الأحياء والمدن وهذا ما يجب أن يدركه القائمون علي الرياضة في اليمن.
مبيناً أن وزارة الشباب والرياضة وبتمويل من صندوق رعاية النشء والشباب وبالتنسيق مع مكاتب الشباب في المحافظات تنفذ العديد من الفعاليات الرياضية والشبابية خلال شهر رمضان على مستوي الأحياء الشعبية ، متمنياً أن تتضاعف ممارسة الأنشطة الرياضية في مختلف المحافظات.
لافتاً إلى أن الوزارة تتطلع للتوسع في إقامة الأنشطة الرياضية الرمضانية وهناك العديد من الرؤى المستقبلية في هذه الصدد.
مثنياً على المبادرة الإيجابية للعديد من الأندية الرياضية في إقامة المسابقات والأنشطة الرمضانية التي تستحق التقدير والثناء شريطة أن تكون بالتنسيق مع وزارة الشباب ومكاتبها في المحافظات.
نجم المنتخب الوطني لكرة القدم السابق علي النونو أوضح أن ممارسة الرياضة في رمضان لها عدة فوائد سواء صحياً أو رياضياً واجتماعياً ، فالرياضة خلال رمضان بشكل عام هي مصدر تجمع للزملاء والأصدقاء وتساهم في توطيد وتنمية العلاقات بينهم على الجانب الاجتماعي.
مضيفاً أن تلك البطولات تعزز اكتشاف المواهب، حيث من المعروف أنه في شهر رمضان بالذات تقوم معظم الأندية بإقامة عدة دوريات رياضية ومن هنا تبرز بعض المواهب الجديدة من خلال مشاركتها في الدوري، فنلاحظ أن عدة مواهب في مختلف الألعاب الرياضية لم تظهر لعدم إتاحة الفرصة لهم ليظهروا موهبتهم، كما يشكل شهر رمضان محطة سنوية لإظهار هذه المواهب.
مشيراً إلى جملة من فوائد ممارسة الرياضة على الجانب الصحي ، حيث تساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة والدهون بحيث يكون الجسم مجبرا على الاستعانة بالدهون كمصدر للطاقة التي اكتسبها الجسم نتيجة لنمط التغذية غير المنضبط ، مبيناً أن مزاولة الرياضة على معدة فارغة له تأثير فعَّال جدا على الجسم لأنها تقوم بحرق الدهون أكثر ، وتساعد على تحسين كفاءة الجهاز الهضمي وتحمي من مشاكل عسر الهضم ، كما أن الانتظام على ممارسة الرياضة في رمضان يساعد الأشخاص المنتظمين في برنامج تمارين رياضية على استئنافه بسهولة بعد رمضان ولا يدع فرصة للكسل ليتسرب إلى أجسادهم.
مؤكداً أن الرياضة هي أساس بناء الأجسام والمحافظة عليها حتى في شهر رمضان الفضيل، إذ يعود بالنفع والفائدة لصحة وأجسام الجميع وفي مقدمتهم الشباب والرياضيون.
بدوره تحدث الدكتور محمد النظاري -الأستاذ الجامعي في التربية الرياضية- مبيناً أن الرياضة والصيام يتم تناولها كلما حل شهر رمضان المبارك ، مؤكداً أنه لا يوجد تعارض بينهما، وأن ما ينظم العلاقة بين الصوم وممارسة النشاط الرياضي عدة أمور ، أولها تحمل الشخص ،فالفوارق البدنية تختلف من شخص لآخر، وبهذا يصبح كل شخص بصيراً بنفسه ، بالإضافة إلى التوقيت فلا يفضل ممارسة الرياضة وسط النهار، بل يحبذ ممارستها (مع عدم الإجهاد) بعد الفجر وقبيل المغرب.
مضيفاً: لعامل الطقس تأثير سلبي على الرياضيين في رمضان (خاصة المناطق الحارة)؛ كون الجسم يفقد سوائل كثيرة ويحتاج للتعويض ، كما أن الجهد البدني المخصص للتنافس يختلف عن غيره المخصص للترويح، فالنوع الأول يشكل عبئ كبير وينصح بإرجائه إلى ما بعد ثلاث ساعات من آخر وجبة.
مشيراً إلى أن الرياضيين الذين يخافون نقص لياقتهم في رمضان، يمكنهم ممارسة ما يعرف بالراحة الإيجابية (ممارسة الحد الأدنى) مما يحافظ على لياقتهم مع مراعاة الشروط المذكورة سابقا.
مبيناً أن هناك من يفضِّل الراحة السلبية (التوقف تماما وجعله شهر استشفاء) ولكن يجب عدم التوقف، على الأقل المشي نصف ساعة، لأن العادات الرمضانية ومأكولاتها لها تأثير سلبي إن رافقها توقف تام عن أي نشاط بدني ، وهو ما يستوجب ممارسة النشاط البدني للتخلص من الدهون والسعرات الحرارية.

قد يعجبك ايضا