محمد علي الحوثي وقيادات عسكرية يضعون إكليلا من الزهور على ضريح الشهيد الصماد
الرئيس الشهيد صالح الصماد جسّد معاني التضحية والشجاعة والإخلاص والوفاء لدى أبناء اليمن
العميد سريع يفصح عن عمليات عسكرية موجعة قادمة في العمق السعودي
العميد القحوم: اليمن سينتصر على العدوان بصمود وتلاحم أبنائه وأبطاله المرابطين في الجبهات
الخيواني: الرئيس الشهيد الصماد رسم خارطة طريق لمواجهة مشاريع الوصاية والتبعية
الشيخ الورد: كانت للشهيد الصماد عين على الجبهات وتطوير الصناعات العسكرية وأخرى على حياة المواطن واستقراره
وضع عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أمس، إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد صالح علي الصماد في العاصمة صنعاء، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده.
وقرأ عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي- ومعه عدد من مساعدي وزير الدفاع ورؤساء الهيئات ومدراء الدوائر والقيادات العسكرية، ورئيس الاستخبارات العسكرية اللواء عبدالله الحاكم، ورئيس عمليات الأمن المركزي العميد محمد أحمد القحوم- الفاتحة على روح الشهيد الصماد ومرافقيه.
وأشار عضو السياسي الأعلى، إلى أن الشهيد الصماد كان قائداً شجاعاً قدم أسمى معاني التضحية والفداء من أجل الوطن والشعب.
وأوضح أن الانتصارات التي تتحقق يوماً بعد يوم في كافة جبهات العزة هي بفضل التضحيات الجسيمة لأبطال الجيش واللجان الشعبية .. مؤكداً أن قيم الشهيد الصماد والشهداء العظماء ستظل حاضرة تستقي منها الأجيال معاني الصمود والثبات ورفض الوصاية وكافة أشكال الهيمنة والتبعية.
الثورة / أيحيى الربيعي
الحاضرون بدورهم أشادوا بالنهج الوطني الحكيم للشهيد الصماد وما بذله من جهود جبارة في تعزيز الصمود الوطني وتماسك الجبهة الداخلية في وجه العدوان ومرتزقتهم، إلى جانب أعماله المشهودة في الحفاظ على البنيان المؤسسي للدولة وإعادة تحريك عجلة البناء والتنمية رغم التحديات الكبيرة التي واجهها اليمن بسبب العدوان والاحتلال والحصار الاقتصادي الشامل.
وفي الزيارة أفصح الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، أن هناك عمليات عسكرية نوعية قادمة في العمق السعودي ستكون موجعة، وتنتظر إشارة القيادة بتحديد الزمان المناسب لتنفيذها، مؤكدا أن دم الشهيد الصماد لن يذهب هدرا، وأن المواقع السعودية كلها صارت في مرمى طائراتنا المسيرة وصواريخنا الباليستية.
وفي السياق، شكلت ذكرى الرئيس الشهيد الصماد أهمية كبيرة في وجدان أبناء الشعب اليمني لاستحضار مواقفه المشهودة في البذل والفداء وتحصين الجبهة الداخلية التي ظلت وما تزال عصّية على كل المؤامرات والمخططات التي ينسج العدوان ومرتزقته خيوطها ولم يحصدوا غير الهزائم… ولايختلف إثنان من أبناء الشعب- بمختلف مشاربهم ومكوناتهم السياسية- على عظمة ما قدمه الرئيس الشهيد الصماد من نموذج راقٍ وشاهد حقيقي على قيادة سفينة الوطن في ظل ظروف استثنائية قاهرة وتحديات كبيرة، مجسداً بهمومه وآماله رؤيته الحكيمة ونظرته الثاقبة والشاملة لمشروع بناء الدولة.
وهي ذكرى يتذكر اليمنيون فيها شخصية وطنية مثلت أعلى معنى الصمود والحكمة والنزاهة والشجاعة والإقدام والبأس والإلهام.. شخصية عملت على ترسيخ دعائم الثبات ورسمت ملامح البناء والنهوض والتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية وقوة الردع اليمنية لمواجهة العدوان الإجرامي.
فقد صنع الشهيد الصماد- رغم التحديات في زمن قصير- فارقاً كبيراً في أدائه وتحركاته وبصماته الوطنية والتنموية، وهو على قمة هرم السلطة التي لم يرها وسيلة سوى لإحقاق الحق وخدمة الوطن والمواطن، انطلاقا من ثقافته القرآنية ووعيه وصبره وتوجيهاته الإيمانية وأخلاقه الكريمة وتطلعاته في بلورة مشروع بناء اليمن واقعاً عملياً.
مسيرة الشهيد
“الثورة”- وخلال مراسم زيارة ضريح الرئيس الشهيد الصماد- استطلعت آراء عدد من القيادات، الذين تناولوا الدور الفعال للرئيس الشهيد صالح الصماد في مسارات البناء ودلالات مواقفه الخالدة، حيث أشاروا إلى أن ذكرى الرئيس الشهيد صالح الصماد تجسد كل معاني التضحية والشجاعة والإخلاص والوفاء لدى أبناء اليمن، بما مثله من رمز وعنوان وطني وجهادي صادق ومدرسة ونموذج وقدوة يسير على نهجه ومبادئه الأحرار في البلد، وقالوا “الشهيد الصماد ما يزال حيا بيننا بمناقبه ومواقفه وبمشروعه الوطني “يد تحمي.. ويد تبني”، فقد زاد اغتياله الشعب ثقة بعظمة المشروع الذي أطلقه والذي يمثل رسالة للعدوان بأننا سنحمي الوطن بيد ولن تغيب اليد الأخرى التي ترتكز على العلم والبناء لتقود قطار التحديث والتقدم للشعب”، وأكدوا أهمية جعل الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الصماد ذكرى عهد ووفاء لدمه ودماء كل الشهداء الأبرار والعمل على تنفيذ مشروعه لبناء دولة يمنية قوية.. وأشاروا إلى أن مسيرة الشهيد الصماد ونضاله حتى استشهاده بنيران العدوان نتاج تربية إيمانية قرآنية وإيمانه بأنه حمل مشروعا وطنيا حتى دفع روحه ثمناً لهذا المشروع.. مشيرين إلى أن الرئيس الشهيد الصماد خلّد مواقفه في أنصع صفحات التاريخ وستتناقلها أجيال اليمن، مؤكدين أن العدوان أحيا في قلوب اليمنيين صمودا اشتق من صمادهم، يمضون على دربه ويجسدون نهجه ومشروعه لبناء اليمن ومواجهة تحالف العدوان والتصدي لمخططاته، لافتين إلى أن الشهيد جسد خلال مراحل حياته أنصع صور البذل والتضحية والإخلاص، معتبرين مشروعه الوطني” يد تحمي .. ويد تبني” دليلاً على رؤيته الثاقبة لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
قائد استثنائي
إلى ذلك اعتبر رئيس عمليات قوات الأمن المركزي العميد محمد أحمد القحوم، أن النموذج الذي قدمه الشهيد الصماد في إدارة شؤون اليمن خلال ظروف صعبة، ساهم في تعزيز التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمواجهة صلف وغطرسة العدوان، مؤكدا أن اليمن سينتصر على العدوان بصمود وتلاحم أبنائه وأبطاله المرابطين في الجبهات للدفاع عن سيادة الوطن، لافتا إلى أن الشعب اليمني صار أكثر تماسكاً وصلابة وأن محاولات العدو للنيل من إرادته ستبوء بالفشل ولن يجنِ سوى الخزي والذل.
ولفت القحوم إلى أن الرئيس الشهيد الصماد كان مثالاً للرجل المخلص الذي قام بواجبه على أكمل وجه خلال مسيرته الحافلة بالعطاء والإخلاص لوطنه في ظروف استثنائية وصعبة.
وقال: “فقد اليمنيون رمزاً وطنياً صاعداً، قدّم روحه رخيصة في سبيل الله وخدمة وطنه وشعبه وضرب أروع الأمثلة في الوفاء، ومن واجب الوفاء في هذه الذكرى تجسيد نهجه ودوره في مواجهة العدوان والاستمرار في التحشيد ورفد الجبهات، وتخليد ذكرى قائد استثنائي مثّل رحيله خسارة كبيرة على الوطن”.
وأشار قائد الأمن المركزي إلى أن الرئيس الشهيد دأب- رغم الفترة الزمنية القصيرة التي تولى فيها قيادة البلاد- إلى توحيد اليمنيين على قلب رجل واحد لمواجهة العدوان بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة، وشهدت المؤسسة العسكرية في عهده نقلة نوعية في التصنيع الحربي ومنها الطائرات المسيّرة والمنظومة الباليستية المتنوعة والتي كان لها أثرها العظيم في تغيير معادلة المواجهة وانتقال اليمن من الدفاع إلى الهجوم والردع ومن الضربات الباليستية الأحادية إلى دفعات موجعة في العمق السعودي، مؤكدا أنه ومنذ تحمله مسؤولية البلاد ظل الرئيس الشهيد الصماد كابوساً يقّض مضاجع العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، وجعلهم يعيشون حالة هيستيرية من خلال خطاباته وتحركاته التي ترجمها ميدانيا في جبهات وميادين الكرامة، والتي كان لها الأثر القوي في إلحاق الهزائم والخسائر في صفوف العدوان، ورفع معنويات المرابطين من أبطال الجيش واللجان الشعبية.
تحدى العدوان
من جانبه أشار مدير معهد الموسيقى العسكري كمال الخيواني، إلى ما اتسم به الشهيد الصماد من مناقب وصفات قيادية توّج بها مسيرة حياته رئيسا لليمن وجاد بنفسه شهيدا في الدفاع عن الوطن وكرامة أبنائه.. وأكد أهمية استلهام الدروس من حياته والسير على خطاه وكل الشهداء في البذل والتضحية والفداء حتى تطهير كامل تراب الوطن من دنس الغزاة والمحتلين، كما أكد أن مواقف الرئيس الشهيد الصماد ما تزال في قلوب اليمنيين، بما تحلى به من تواضع ونزاهة وما قدمه من أنموذج وقدوة في إدارة شؤون البلاد ولم الشمل في ظروف بالغة التعقيد.
ولفت الخيواني إلى أن المشروع الوطني الذي دعا إليه الرئيس الشهيد “يد تحمي.. ويد تبني” لبناء الدولة ومواجهة العدوان هو مشروع يتطلع لتحقيقه كل أبناء الشعب اليمني، مشيراً إلى أن تضحيات الشهيد ستظل حاضرة في وجدان أبناء اليمن للسير في طريق البناء والحرية.
وقال الخيواني: أدرك الرئيس الشهيد الصماد عندما رفع شعار “يد تحمي .. ويد تبني” أن مشروعه ليس سهلا وأن الطريق أمامه ليس معبداً، وأن هذا المشروع سيواجه عراقيل وصعوبات داخلية وخارجية وأن قوى العدوان لن تسمح ببناء الدولة اليمنية القوية دولة المؤسسات والقانون، ولكنه تحدى العدوان ومرتزقته وقرّر خوض غمار معركة البناء، ورأى بمشروعه “يد تحمي.. ويد تبني” يمناً مستقلاً حراً عزيزاً غير مرتهن لأيّ دولة، فسعى حثيثا لتوجيه ضربة قاصمة للعدوان يحمي فيها الوطن ويبنيه بعد أن أحاطته يدان وكفّان تكمل إحداهما الأخرى بل ولا تكتمل إحداهما إلا بتوأمها.. وركز مشروعه على ثلاثة مقومات رئيسية لتثبيت مشروع بناء الدولة، تمثلت في الاستقلال والخروج من التبعية التي أضرت اليمن طوال العقود الماضية والمصالحة والاستقرار السياسي، من خلال تعزيز الشراكة في إدارة الدولة والاعتماد على الذات في تقوية المؤسسات بمختلف قطاعاتها، ولم يكن هذا المشروع الوطني سوى انعكاس لروحه ومسيرته النضالية التي لم تغره يوما شهوة المال والسلطة، وهذا ما تبين من خلال ما خلّفه من مواقف عكست نزاهته وزهده.
وأضاف الخيواني: “الرئيس الشهيد الصماد رسم خارطة طريق جديدة لتحقيق العزة والكرامة لأبناء اليمن، خارطة أكدت رفض مشاريع الوصاية والتبعية، وهو ما شكّل حالة فزع أرعبت الأعداء وجعلتهم يتجهون نحو وأد هذا النهج باغتيال مهندسه وراسم خطوطه العريضة، لكسر شوكة البناء واستقلال القرار السياسي، فتعزز باستشهاده صمود الشعب وقوة الإرادة والعزيمة اليمنية وروح الإصرار على مواصلة البناء والتطوير، رغم العدوان وما يقوم به من قتل وتخريب وتدمير”.
أنموذج القائد
أما الشيخ عبدالله محمد قائد الورد- أحد مشايخ محافظة المحويت- فقد أشار إلى أن خسارة الوطن باستشهاد الرئيس الصماد كانت فادحة ومؤلمة للجميع، منوها بما حققه الشهيد من مكاسب في فترة عصيبة ما يزال الشعب اليمني يعيش لحظاتها ويقدم التضحيات الجسيمة من أجل استقلال قراره الوطني، وأوضح أن الرئيس الشهيد كان أنموذجا للقائد الوطني الحصيف والمدرك لأبعاد إحداث خلل في الجبهة الداخلية، لذلك كان- سلام الله عليه- حريصاً على ألا يحدث أي شرخ في الصف الوطني، وستبقى مآثره في هذا الجانب وحنكته القيادية والسياسية تنهل منها الأجيال معاني العزة و الكرامة، ولغة التسامح والإيثار لمصالح الوطن على ما دونه من الاعتبارات، لافتا إلى أن تضحيات الرئيس الصماد وكافة شهداء الوطن وشجاعتهم ستظل خالدة في وجدان الشعب اليمني، مؤكدا “حظي الرئيس الصماد باحترام وتقدير كافة الفرقاء السياسيين والقوى الوطنية التي لن تنسى جهوده في توحيد الجبهة الداخلية وإدارة شؤون البلد بحنكة واقتدار، وتميز بصوابية تخطيطه وأهدافه وكل توجهاته، عين له على الجبهات وتطوير الصناعات العسكرية وأخرى على حياه المواطنين ومؤسسات الدولة وتوفير الفرص رغم العدوان، وكل ما يعانيه اليمن من ويلات حمل الرئيس الشهيد الراية السياسية بعزم وثقة منتهجاً أخلاق القادة العظماء في مواجهة طواغيت الظلم والاستكبار متسلحاً بإيمانية جهادية وروح زاهدة، فكان يرى أن مسح التراب من على نعال المرابطين أشرف من كل مناصب الدنيا، فلم يُخفه أو يحد من تحركاته رصد الطائرات الاستطلاعية والأقمار الاصطناعية”.
وأكد الشيخ الورد “تجلّت في شخصيته ملامح القائد العظيم لشعبه، حيث كان خطيبا بليغا فقيها سياسيا حكيما، سعى بكل ما أمكن لتضميد الجراح وتوحيد الجبهة الداخلية- بإجماع كل الفرقاء- وانجذب الجميع إلى فصاحة بيانه وحجة لسانه ورجاحة عقله وسعة صدره وإخلاصه لكل أبناء وطنه. لم يميز أو يفرق بين أحد بل كان رئيساً لكل اليمنيين ورجل دولة لا يفتر ولا يتذمر ولا ينتظر أحداً ولا يلتفت لمتخاذل، يبذل جهده في النصح والإرشاد والتبيين، يسعى في كل الميادين، ويتواجد في كل الجبهات، لم ير نفسه إلا جنديا من جنود الوطن. وعلى الرغم من مسؤولياته ومهامه ومشاغله وحضوره في الدورات التدريبية والعسكرية، إلا أنه كان يغبط المرابطين في جبهات ومواقع البطولة، وعلى مكانتهم وتضحياتهم يستشعر في خلجات نفسه أن ساحات العزة والكرامة مكانه الأنسب، لم يدخر جهدا في الدفاع عن الأرض والعرض والحرمات وصون مختلف المناطق خاصة الساحلية منها، لعلمه بخطورة المعركة هناك وأهميتها كي لا تسقط بأيدي المحتلين والغزاة، وفي الوقت ذاته لم يغب عنه لحظة تحرير المناطق الواقعة تحت الاحتلال”.