يوم الصمود وبشارات النصر
بالأمس طوى شعبنا اليمني ستة أعوام من عمر العدوان التحالفي الغادر على اليمن ، خلالها حطمت بطولات وملاحم شعبنا وصبره وتضحيات أبطاله معادلات العدوان التحالفي «أمريكياً سعودياً بريطانياً إسرائيلياً» وأسقطوا أهدافه الاحتلالية التي سعوا لتحقيقها منذ بداية العدوان إلى اليوم بالقتل الجماعي للإنسان ، والاستهداف الشامل لسبل الحياة ومقوماتها بالقصف والحصار.
بالأمس أيضاً دشن اليمنيون العام السابع من مواجهة العدوان والتصدي والمقاومة للغزو والاحتلال ، بحضور جماهيري غير مسبوق في مظاهرات اليوم الوطني للصمود التي احتضنتها 25 ساحة وميداناً في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات الحرة، رغم كل الظروف والتحديات وانعدام الوقود ، وبعملية عسكرية هي الأكبر والأعنف على دول العدوان نفذها الأبطال ليلة أمس الأول التي تصادف ليلة شن الحرب على اليمن قبل ستة أعوام ، بدأت العملية التي استهدفت العمق السعودي من أقصاه إلى أقصاه منتصف ليل الجمعة إلى صباحها.
الخروج غير المسبوق في مظاهرات اليوم الوطني للصمود ، العمليات البطولية التي شنتها القوات المسلحة باسم عمليات اليوم الوطني للصمود بـ 18 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية، طافت على منشآت وقواعد ومطارات ومدن المملكة السعودية من جيزان إلى الدمام ورأس تنورة ورابغ ، الخطاب التاريخي الذي ألقاه قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي مساء الخميس، هي مرتكزات فاتحة لعام المواجهة السابع ترسم شكل حرب الدفاع المشروعة والمقدسة ، وتحدد سقوفها ووجهتها النهائية.
في اليوم الوطني للصمود من كل عام يستحضر اليمنيون المآثر والبطولات والتضحيات ويستذكرون البدايات والمآلات وما أثمره خيار الصمود، ويجددون العزم والإصرار على مواجهة العدوان والتصدي له حتى تحقيق النصر، لكن رسائلهم في اليوم الوطني للصمود هذا العام كانت أكثر وضوحاً وتأثيراً، وفيها تَرسيخ للموقف الذي أكده قائد الثورة في الخطاب، وتَكريس للحالة الوطنية التي جسّدها الشعب اليمني في الساحات والميادين، وصياغة لمعادلات المواجهة والتصدي للعدوان من خلال العملية العسكرية الواسعة «عملية اليوم الوطني للصمود»، وعلاوة على أن العملية تأتي في إطار الرد المشروع على تحالف العدوان ، فهي تحدد المقادير وترسم الأهداف وشكل عمليات العام السابع.
على عتبة العام السابع وقف اليمنيون بقوة الثابتين المدافعين عن الحق واثقين الخطى باتجاه نصر ناجز بدحر جيوش الغزو والارتزاق وقطعان التكفير والإرهاب وطردهم من كافة المحافظات اليمنية ، باتجاه تحقيق السلام المشرف والعادل الذي لن يقبل اليمنيون أقل من استكماله بجعل العدوان يرفع الحصار ويوقف الغارات ، ويسحب قواته من كافة الأراضي اليمنية ، ويرحل عن اليمن محملاً بحقائب الهزائم والخيبات ، وسيتحقق حتماً بالصمود ، بالإيمان والعزيمة والثبات ، بالصبر وتحمُّل الصعاب والمعاناة ، بالتحرك والعمل الجاد والمسؤول ، بالقدرات والخبرات الذاتية ، بالممكنات المتاحة ، بالتطوير والبناء ، بالمراهنة على الشعب المكنوز بالكرامة والإباء والاستعداد للتضحية حفظاً للكرامة والحرية ، بالاعتماد على الله والتوكل عليه، بالقيادة الحكيمة والتسليم لها ولتوجيهاتها.
قادمون في العام السابع ومتقدمون ، قادمون بمعنويات عالية دلالتها الحضور الجماهيري غير المسبوق في الميادين والساحات، رغم الظروف وانعدام الوقود ، قادمون بعزم وصلابة وثبات وبوعي ورؤية وفهم ومعرفة بطبيعة المعركة وبالأعداء، لن يتسلل معها الشك ولن تضيع الطريق ، قادمون بما مكننا الله من سلاح وعتاد وقوة…قادمون وسنكون على موعد يقدم فيه اليمنيون معاني جديدة في الصمود والثبات والصبر، وأن عاقبة ذلك نصر مبين مهما كانت الظروف والتحديات والأحوال.
سترفع اليمن شارات النصر العظيم قريباً، لكن ليس قبل أن تجعل العالم يتعرف على أن الله هو القوي العزيز بيده النصر والتمكين ، وتجعل العالم يكتشف أن سر قوة اليمنيين هي في اعتمادهم على الله وفي توكلهم واستعانتهم به ، وفي حقهم وقضيتهم وانتمائهم.. هذا ما بعث به اليمنيون في اليوم الوطني للصمود، ولكن للصمود أحاديث وحكايات ومناسبات قادمة وسابقة.. اليمن سينتصر ويصنع التاريخ كما يَليق به.. المجدُ والخلود لشُهدائنا.
بقلم / عبدالرحمن الأهنومي – رئيس التحرير