على مشارف النصر

عفاف محمد

 

 

مُدً بصرك.. وتأمل.. تلك المراحل التي عشناها.. تلك التي تساءلنا فيها مراراً: متى ينتهي العدوان الكوني على اليمن؟!
كان هذه العدوان الهمجي الغاشم قد أنهك قوى المواطن اليمني وجعله يعيش أصعب أيامه، لكن مع مرور الوقت تجلّد وأصبح يجد حلولاً بديلة تعينه على النهوض من عثراته، إذا أن العدو قد أوصد كل المعابر الجوية والبحرية والبرية في وجهه؛ كما أنه يفرض حصاراً جائراً دون وجه حق على سفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية الحاصلة على تراخيص الأمم المتحدة التي تقف مكتوفة الأيدي، وهذا موقف المتآمر مع تحالف العدوان.
لم يدرك هذا التحالف المتهالك أنه طوال تلك السنوات استنزف كل ما لديه دون أن يحرز التقدم الذي توهمه.
لقد منًى نفسه بالكثير وبذل في سبيل ذلك الغالي، لكنه لم يحصد غير الخيبات المتوالية.
ما نعيشه اليوم هو عز وشموخ؛ ما نعيشه اليوم هو ثورية واتقاد ضد الظلم، فقد باتت حصون المعتدين تتهاوى دون توقف الواحد تلو الآخر كأحجار الدومينو.
والسبب في ذلك أن شعب اليمن شعب صعب المراس لا يلين بسهولة ولا تهزه الأهوال أو تنال منه.
نحن الآن على أعتاب العام السابع للعدوان الكوني، ومما لا شك فيه أن بداية عدوانهم علينا كانت فاجعة لم نتوقعها، قصف وحشي على الأسقف التي انهارت فوق الرؤوس، وقنابل عنقودية على عطان ونقم هزت الأرض بمن عليها وخلًفت دماراً ورعباً هائلين، ومجازر مفجعة لم يكن الشعب اليمني يتوقع حدوثها في أرض الحكمة والإيمان، ومنعت أمريكا محاكمة المعتدين.
تجرعنا البؤس ألواناً في بداية عدوانهم ونحن نعيش مشاهد غريبة علينا، فالدماء والأشلاء والدمار تملأ كل ما حولنا.. كم أوجعتنا تلك المشاهد الدامية، وتلك الوحشية المفرطة، لكنا بالإيمان بالله والتمسك بحبله أدركنا أننا بقيمنا وأخلاقنا وحضارتنا سننتصر مهما كانت جحافلهم محتشدة ومهما كانت إمكانياتهم هائلة.. كان التأييد الإلهي الملموس مرافقاً لجنود الله البواسل الذين أعطونا دروساً تلو الدروس؛ تعلمنا منها كيف نقاوم العدو بشتى الوسائل بالرغم من عدم إمكانية المقارنة بين أحدث الأسلحة التي يملكها تحالف العدوان والأسلحة البدائية التي يمتلكها رجال الله في الميدان.
فقد أصبحنا بعد انقضاء العام السادس على مقربة من النصر، فبعد كل ما عشناه وعاصرناه من مشاهد كان العدو قد تلطخ بالعار والهزائم النكراء وتكشفت أقنعه تختبى تحتها الوجوه القبيحة البشعة لمجلس الأمن والأمم المتحدة وأمريكا!!
وكان غض الطرف عن التحالف العدو الصهيوني لعبة مكشوفة، ولطالما تحدث عنها قائد المسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين “رضوان الله عليه” ولكم تنبأ بأمور عشنا تفاصيلها وأدركنا حجم تلك العقلية الإيمانية العظيمة والنادرة التي عرفت المخاطر المحيطة بالأمة في وقت مبكر .
تلك الثقافة القرآنية أضحت منارة تقودنا إلى طريق الصواب، تقودنا أكثر لمعرفة الله، ومعرفة كيفية الخلاص من قيود الذل والعبودية ، بها استبصرنا أسباب الانتصار لدين الله ،وأسباب النصر بكل اتجاهاته وطرق الوصول إليه.
نحن اليوم على مقربة من الوعد الإلهي بالنصر المبين الذي وعد به رجاله الصادقين، ومن مارب ستكتمل حكاية النصر، وفي مارب ستكون الفصول الأخيرة لحكاية انتصار الخير على الشر، وانتصار الحق على الباطل.
على مشارف النصر نحن في خطى ثابتة نسير بعزائم رجال الرجال الأعزاء الأحرار، نحن ننتصر بفضل الله الذي مدهم بقوة الإيمان فثبتهم ومنحهم القوة في سواعدهم الحديدية، فأصبحت قلوبهم المفعمة بالإيمان بالله، وبعدله ورحمته تلك القلوب لا تهاب الموت أبدا، نحن بإذن الله ننتصر.
تلك الجباه السمراء التي تشع نوراً وتفيض ولاء، من أصحابها تفوح نسائم الحرية، هم جنود الله من نكلوا بالعدو وأذاقوه الويل وعلموه أخلاق الحرب والدروس في التعامل مع الجريح والأسير، كما علموه كيفية تذليل كافة الصعاب لتحرير الأرض من براثن احتلالهم.
نحن على مشارف النصر الإلهي، فهبوا أيها الأبطال لترسموا لوحة أسطورية سيخلدها الزمان ..العدو منهزم.. منهزم، وبمعنوياتكم العالية ننتشي بالنصر الذي تهدوه لنا.
فمارب الحضارة لن تكون إلا لأهلها الشداد السمر الأقحاح الذين لا يقبلون بدخيل أو غازٍ أو محتل.. لن يمكنوا أحداً من ثروات أرضهم ولن يضعوا أيديهم إلا في أيدي رجال الله من الجيش واللجان.
النصر وقته قد حان؛ فبيارقه تلوح أمامنا.. النصر الإلهي آت، آت، ونحن على قاب قوسين أو أدنى منه.

قد يعجبك ايضا