ماذا يعني تحرير مارب لقطاع الكهرباء وبقية القطاعات الخدمية؟

تقي الدين محمد المطاع

 

 

انتهج العدوان منذ ساعاته الأولى حرباً شاملة مستهدفاً كل البُنى التحتية والمنشآت الخدمية والحيوية سواء عبر الاستهداف المباشر بالغارات الجوية أو غير المباشر، وفرض حالة من الحصار الاقتصادي المُطبق والإغلاق الشامل لكل المنافذ البحرية والبرية والجوية ومنع وصول المشتقات النفطية كنوع من العقاب والإبادة الجماعية والذي لازال مستمراً حتى يومنا هذا حيث بلغت مدة احتجاز السفن التموينية حالياً أكثر من خمسة أشهر “160” يوما , لعدد 21 سفينة نفطية منها سفينتان محملتان بمادة المازوت وسفينتان تحملان الغاز المنزلي
لم يراع العدوان الحد الأدنى من الاعتبارات الإنسانية أو الأبجديات والأعراف والمواثيق الدولية بتحييد القطاعات والمنشآت المدنية والخدمية ولم يصدر عن المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمختلف هيئاتها أيّ موقف أو تنديد جِدي نتيجة لتلك الجرائم , واُستهدف قطاع الكهرباء بمحطات التوليدية والتحويلية وشبكاته ومنشآته كغيره من القطاعات الخدمية على مرأى ومسمع من العالم بسلسلة من الغارات ومنها على سبيل المثال ما حصل لمحطة المخاء البخارية التي تعرضت لتسع غارات مباشرة من طيران تحالف العدوان اُستهدف فيها سكن العاملين ايضاً واستشهد وأصيب فيها الكثير من عمال المحطة مع أسرهم.
كما استهدفت أبراج وخطوط نقل الطاقة 400 كيلو وات مارب – صنعاء بالغارات والقذائف والعبوات من مرتزقته و قاموا بإزالة خمس أبراج لنقل الطاقة بذريعة وكِذبة إنشاء مطار مارب الاقليمي لقطع إمداد الطاقة الى صنعاء من محطة مارب الغازية.
واليوم، تعاني كل القطاعات الصحية و الخدمية والزراعية والصناعية والمياه والبيئة … الخ حالة مزرية من تردي الأوضاع والخدمات نظراً لمحدودية الطاقة المنتجة بل وتوقفها وانقطاعها في فترة سابقة ولنفس السبب قامت بعض القطاعات بالإعلان مؤخراً عن إغلاق بعض المنشآت الطبية والخدمية نتيجة انقطاع وقود الطاقة.
تعتبر مارب بمحطتها الغازية بمرحلتيها (الأولى) بقدرة توليدية 400 ميجاوات و (الثانية) بقدرة ( 400 ميجاوات تحت الإنشاء) هي الرافد الأساسي والأول منظومتنا الوطنية الكهربائية , حيث باتت معظم محطات التوليد قديمة والبعض منها متهالكة وتحتاج للصيانات العمرية و الطارئة والدورية.
كما تعتبر مارب مصدراً للمشتقات النفطية التي قطعتها ومنعت الإعتمادات المخصصة من المحروقات (ديزل , مازوت) التي كانت مخصصة لتشغيل محطات مثل رأس كتيب المركزية بالحديدة ومحطة حزيز وذهبان وصنعاء (القاع) بصنعاء والحالي والكورنيش بالحديدة وغيرها من المحطات مما يقع تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى ..
من هنا تعني معركة تحرير مارب لقطاع الكهرباء وقطاعات حيوية وخدمية أخرى والمواطن بالدرجة الأولى اليوم أهمية اقتصادية بالغة وتكتسب ضرورة قصوى بل وملحة لفك الحصار المفروض علينا لإستعادة الخدمات التي حرم منها المواطن بعودة الطاقة الكهربائية .
تعني عودة الخدمات الأساسية المختلفة المرتبطة بقطاع الكهرباء سواء في الصحة والمياه ووحدة المعالجة البيئية للصرف الصحي والصناعة والزراعة و معيشة وحياة الناس .
تعني أيضاً عودة عجلة العمل لموظفي قطاع كبير مثل قطاع الكهرباء وعودة استحقاقاتهم التي توقفت بصورة مبكرة وعانوا بسبب ذلك الأمرين .
كما أن تحرير مارب يعني أيضا عودة المشتقات النفطية والتي تجاوز الاحتجاز التعسفي للعدوان مدة الاحتجاز في فترات سابقة للسفن المحملة بالمحروقات المستوردة من الخارج .
يعني أمننا النقدي من العملة الصعبة التي تذهب لشراء المحروقات من الخارج وأيضا النقد من العملة المحلية التي يتم احتكارها وتكديسها في بدرومات العملاء بمارب .
وختاماً نتقدم بالشكر وعظيم الامتنان والعرفان والدعاء بالثبات والصمود والنصرُ للمجاهدين وقادتنا رجال الرجال في الجيش واللجان الذين يقدمون دماءهم وأرواحهم الطاهرة رخيصة لتحرير محافظة مارب وكل بقعة بوطننا الغالي وللسيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه ربي ورعاه وسدد على طريق النصر خطاه.
*وكيل وزارة الكهرباء والطاقة

قد يعجبك ايضا