ما بين سطور معركة تحرير مارب وعمليات الردع

عبدالفتاح حيدرة

 

 

إن الحديث وتحليل ما بين سطور معركة تحرير مارب منذ بدايتها وما بعدها من تداعيات قصف الطيران المسيًر والصواريخ اليمنية لمطارات ومنشآت كيان العدو السعودي وصولا إلى لحظة قصف طيران تحالف العدوان الأمريكي السعودي العاصمة اليمنية صنعاء صباح يوم الأحد 7 مارس 2021م وإعلان القيادة المركزية الأمريكية مشاركة طائراتها B52 في عملية القصف وحماية ما أسمته حلفاءها في المنطقة، انتهاء بإعلان ليلي للقوات المسلحة اليمنية عن عملية الردع السادسة التي استهدفت ميناء ومصافي رأس تنورة السعودي، المحطة والموقع الأهم الذي يخرج منه أكثر من 90٪ من النفط السعودي للعالم، والذي أصبح من بعد هذا المساء رأساً من غير تنورة..
الفقرة السابقة توضح مجموعة من الأحداث المتراكمة، نعرفها جميعا، وبالتالي فإن نتيجة أي تراكم تعني أن هناك خطة واستراتيجية لها أهداف وغايات وفوائد، لنا ولعدونا ، وإذا بدأنا بتلخيص جميع الأهداف سوف نجد كم هو وضع تحالف دول العدوان والحصار رخوا وهشا وقابلا للسقوط، ويقابل ذلك عظمة كم هي معركة تحرير مارب وعمليات الردع الصاروخية والطيران المسيًر اليمني في العمق السعودي أكثر قوة وصلابة وتطوراً لا يمكن اللحاق به، وإذا ما لخصنا الغايات سوف نجد أن ولادة أي مشروع أمريكي أو حتى دولي لمنع تحرير مارب وحماية السعودية، مع استمرار العدوان والحصار على اليمن سوف تكون ولادة قيصرية، وسوف تكون آلامها أكثر وجعا على مرتزقة مارب وعلى السعودية وعلى العالم ..
أما تلخيص الفوائد فيكفي أن تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية لتحرير مارب فضح علاقة دول الاستعمار الصهيوني والأمريكي والبريطاني بالدواعش والإرهابيين، ويكفي أن كل شعوب الأمة الإسلامية بدأت ترى وتسمع وتلمس كيف يتنافس ذل وهوان الأنظمة الخليجية العميلة في خدمة مستعمرها الصهيوني، ويكفي أن كل شعوب المنطقة العربية بدأت تدرك أن الصهاينة والأمريكان والبريطانيين هم العدو وليس إيران، وأن السعودية ودولة الإمارات ونظام البحرين ودولة قناة الجزيرة هم العدو وليس إيران ، ويكفي أن شعوب دول مجلس التعاون الخليجي نفسها بدأت تعرف أن الأنظمة الحاكمة لها تأتمر بأوامر كيان العدو الصهيوني وتنفذ سياسته، وتلتزم التزاما حرفيا بانتماءاته، وتجسد توجهاته حرفيا بلا أي اجتهاد ودون الخروج عن النص الصهيوني..
الخلاصة أن على العالم كله بلا استثناء، أقويائه وضعفائه، التكيف والتأقلم مع متغيرات معارك التحرر والاستقلال اليمني وعمليات الردع الصاروخي اليمني، وأن هذه المتغيرات تعني أن لا بقاء للجماعات الإرهابية والتكفيرية والدواعش، وأن لا مكان للارتزاق والخيانة والعمالة، وأن لا وجود للممالك والدويلات والمشيخات الصهيوأمريكية أو استمرارها بدون أي خسائر، وأن الاستخدام الصهيوبريطاني الساذج لتكتيك (حد الهاوية) مع كل دول محور المقاومة لم يعد له أي جدوى ، لأن الجميع بات يعلم جيدا أن وباله سيكون وخيما على الكيان الصهيوني أولا وعلى كافة المصالح البريطانية والأمريكية ثانيا، وأن ادعاء السعودية والإمارات أن النشاط التسليحي لليمن يهدد الأمن القومي الخليجي، وادعاء إسرائيل وأمريكا وبريطانيا أن السلاح الإيراني يهدد امنهم القومي، كلها ادعاءات زائفة وباطلة عليهم أن لا يتجاهلوا أن كل الجرائم والحصار والسياسات والمواقف والانحيازات لهذا التحالف الصهيوني تهدد الأمن العالمي بأكمله.

قد يعجبك ايضا