الأسرة/ جميل القشم
تميز القطاع النسائي في محافظة صنعاء بالتنوع في إحياء فعاليات وأنشطة الذكرى السنوية للشهيد، بحضور وحشد نسوي غير مسبوق على مستوى قرى وعزل المديريات لتجسيد عظمة ومكانة الشهداء وتخليد مآثرهم باعتبارهم مفاتيح النصر الأكبر للوطن.
وتنوعت برامج إحياء هذه الذكرى بتنفيذ مبادرات التكافل والإحسان وتسيير قوافل العطاء وزيارات أسر الشهداء وتكريمها والاستماع لقصص وتضحيات ذويها وما سطروه من مواقف وبطولات خالدة.
نماذج تضحية
أسرة الجاكي في مديرية سنحان، سجلت أروع النماذج في التضحية والفداء وترسيخ قيم ومبادئ الجهاد والاستشهاد في معركة الشرف والبطولة دفاعا عن الحق ضد جبروت الباطل وقوى البغي والاستكبار.
ابنة الشهيد صالح علي الجاكي تتحدث عن استشهاد والدها وأخويها عبدالكريم ومهدي بمشاعر العزة والفخر والرضا وتمني الشهادة في سبيل الكرامة والحرية، إذ تقول “تلقينا نبأ استشهاد الوالد وإخوتي عبدالكريم ومهدي بكل سرور وكان ذلك مصدر فخر لأسرتي وأمنيتي أن أكون شهيدة في مواجهة الباطل”.
وأضافت : “كان الوالد الشهيد كثير التحصن بالقرآن والثقافة الدينية، عشنا حياة الرفاهية لسنوات، لكننا لم نعرف لذة السعادة إلا عندما سلكنا طريق الحق والعزة وإحياء المبادئ السامية”.
وتطرقت الجاكي، إلى مخاطر الحرب الناعمة التي يشنها أعداء الدين لاستهداف الأمة وطمس هويتها الدينية الأصيلة.. مؤكدة ضرورة تجسيد المبادئ والقيم التي انطلق لأجلها الشهداء الأبرار وتنشئة الأجيال وفق أسس عقائدية جهادية متينة.
وأشارت إلى أهمية تعزيز الرسالة التوعوية لترسيخ ثقافة الجهاد في أوساط المجتمع، مبينة فضل الشهادة في الدفاع عن الدين والوطن، ومكانة الشهداء العظيمة وتضحياتهم النابعة من ثقافة القرآن وحب الجهاد والصمود في وجه العدوان من أجل سيادة الوطن وكرامته وعزة أبنائه.
فيما أكدت مسئولة القطاع النسوي بالمكتب الإشرافي في المحافظة أمة الله المحطوري ضرورة مواجهة مؤامرات أعداء الأمة الإسلامية التي تعمل على تشويه ثقافة الجهاد، لافتة إلى أن تضحيات الشهداء أنقذت الوطن من المؤامرات التي تحاك ضده، كما كانت إلى جانب صمود الشعب اليمني العامل والحصن المنيع الذي تحطمت عليه آمال العدو في احتلال الوطن ونهب ثرواته.
وأشارت إلى أن عطاء الشهيد في سبيل الدفاع عن وطنه وعرضه أمام قوى العدوان نابع من إيمانه بالعيش بكرامة.
وذكرت أن الذكرى العبقة للشهداء ستظل وساما يباهي به اليمنيون وسيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته نظير تضحياتهم ذودا عن حياض الوطن وأمنه واستقراره.
بدورها تناولت المسؤولة الإعلامية للقطاع النسوي في المحافظة أشجان الحملي أهمية الذكرى السنوية للشهيد لدى اليمنيين باعتبارها محطة لاستذكار ما انطلق من أجله الشهداء في سبيل تعزيز مبادئ الحرية والكرامة والعزة.
وأكدت أهمية العمل بمتطلبات تأصيل الهوية الإيمانية والتصدي لمخططات الغزو الفكري الذي يستهدف هوية الأمة في أخلاقها ومعتقداتها وسلوك أبنائها.. مشيرة إلى ثمار التحصن بالقرآن الكريم وتطبيق المنهج النبوي قولا وفعلا .
وأوضحت أن تكريم أسر الشهداء وإقامة المعارض الخاصة بصورهم ، وتسليط الضوء على سيرهم ، أقل ما يمكن أن يقدم لأولئك الخالدين الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الوطن.
من جهتها بينت مديرة إدارة توعية المرأة في مكتب الأوقاف بالمحافظة فنون مجلي أن دماء الشهداء صنعت ملاحم الانتصار والصمود في مواجهة العدوان.
وأكدت أهمية أن تسهم فعاليات وبرامج إحياء الذكرى السنوية للشهيد في ترسيخ مبادئ السير على درب الشهداء حتى تحرير كامل التراب الوطني، وكذا التمسك بخيار الصمود وتعزيز قيم التضحية والفداء وتقديم المزيد من التضحيات من خلال رفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر.
ولفتت إلى أن الشهداء سيظلون أعلاما للوطن وفي أعلی منزلة تستوجب من الجميع السير على دربهم.
وتظل تضحيات الشهداء الذين بذلوا أنفسهم في سبيل عزة وشموخ الوطن مصدر فخر واعتزاز الشعب اليمني، كونهم من صنعوا لوحة المجد وعززوا الصمود والبأس في مواجهة قوى العدوان ، وتتجلى ثمرة تلك التضحيات في تحقيق الانتصارات بمختلف جبهات العزة والكرامة.