المهارات تحدد بوصلة التشغيل في اليمن

> ‬تفتقد الأسواق المحلية للموظف المؤهل مع تزايد أعداد الخريجين واتساع الفجوة بين المخرجات ومتطلبات الأعمال وارتباطها بالجوانب المهنية والاحترافية التي‮ ‬تعطي‮ ‬الأفضلية للعامل المكتسب للمهارة الاحترافية والإبداعية والقادر على تشكيل إضافة نوعية لبيئة العمل التي‮ ‬ينضم إليها‮.‬

يرى خبراء أن دفع عجلة التنمية‮ ‬يتطلب تطوير إنتاجية العمالة المحلية اليمنية لأن أداء الاقتصاد والتعامل مع مشاكل الفقر والبطالة سيرتبط بقدرة الدولة على إدارة النمو الاقتصادي‮ ‬القائم على العمالة المحلية الماهرة وإدارتها بكفاءة عالية‮.‬
تزايد مخرجات التعليم الجامعي‮ ‬بمعدلات تفوق القدرة الاستيعابية لسوق العمل‮ ‬يمثل تحدياٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬في‮ ‬جانب العرض‮ ‬حيث‮ ‬يشكل الخريجون من الكليات النظرية حوالي ‮ ‬%85‮ ‬والنسبة الباقية‮ ‬يمثلها خريجو الكليات العلمية‮. ‬وإجمالا‮ ‬فإن الخريجين أصبحوا‮ ‬يعانون من عدم الحصول على فرص عمل مناسبة سواء في‮ ‬القطاع العام أو الخاص‮ ‬بسبب قصور في‮ ‬المهارات المطلوبة لسوق العمل‮. ‬
النمط التقليدي‮ ‬بعملية التشغيل في‮ ‬اليمن‮ ‬ينصهر ويتلاشى في‮ ‬ظل متغيرات متعددة تعيشها البلد بشكل عام وسوق العمل بشكل خاص والذي‮ ‬يشهد تحولات جذريه مصيرية‮ ‬يتغافل الكثير عنها في‮ ‬ظل وضعية صعبة مع تزايد أعداد الخريجين وطالبي‮ ‬العمل واتساع هوة البطالة وما‮ ‬يقابلها من فرص محدودة تخضع لمعايير جديدة مرتبطة بالتخصص والتأهيل والمهارة‮.‬
وطبقاٍ‮ ‬للدراسات الحديثة المرتبطة بمسح قوى العمل و لرؤية تحليلية نستنتجها من خبراء تنمية بشرية وإدارة أعمال فإن أن أهم الصعوبات التي‮ ‬تواجهها المنشآت في‮ ‬توظيف العاملين‮ ‬هو عدم توفر مهارات اللغة الأجنبية بنسبة‮)‬%39‭.‬8‮ (‬‮ ‬ومهارات الكمبيوتر‮)‬%22‭.‬5‮(‬‮ ‬ومهارات استخدام المعدات‮ )‬%26‭.‬1‮( ‬.
مخرجات
كما أن التطورات في‮ ‬سوق العمل وتنامي‮ ‬الطلب على المهارات النوعية والمتخصصة‮ ‬بدأ‮ ‬يجذب الكفاءات المؤهلة والمدربة في‮ ‬عدد من المجالات الأكاديمية‮ ‬والهندسية‮ ‬والطبية‮ ‬وتقنية المعلومات‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن هناك فرصاٍ‮ ‬متاحة لتطوير وتوسيع مؤسسات حديثة لتنمية الموارد البشرية في‮ ‬مجالات معينة وتوجيه مخرجاتها تجاه كل من السوق المحلي‮ ‬أو الإقليمي‮.‬
‮ ‬بوصلة
‮> ‬تكشف دراسة رسمية حديثة أن المنشآت الصغيرة ستمثل المصدر الرئيسي‮ ‬في‮ ‬توفير فرص العمل بنسبة تزيد على‮ ‬%60‮ ‬ واتجاه الطلب على القوى العاملة بدرجة أساسية نحو حملة المؤهلات الفنية والتقنية بنسبة تقترب من‮ ‬%25.
وترى الدراسة أن المنشآت الصغيرة التي‮ ‬يتراوح عدد العاملين فيها‮)‬1‮-‬4‮ (‬عامل تمثل‮ ‬المصدر الرئيسي‮ ‬للتشغيل وتشكل ما نسبته‮ ) ‬%64‮( ‬من العاملين في‮ ‬المنشآت‮. ‬وتوزع النسبة المتبقية بين المنشآت ذات الكثافة العمالية المرتفعة‮.‬
كما أن مؤشرات الوضع الراهن للقوى العاملة بحسب الحالة التعليمية تبين أن‮ ‬%57‭.‬1‮ ‬هم في‮ ‬مستوى التعليم الأساسي‮ ‬وما دون‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يشكل خريجو المعاهد التقنية‮ (‬دبلوم بعد الثانوية‮) ‬%4‭.‬6‮ ‬والجامعي‮ ‬فأعلى‮ ‬%10‭.‬2‮ ‬من إجمالي‮ ‬العاملين بأجر‮. ‬وفي‮ ‬الوقت نفسه‮ ‬فإن توقعات الطلب على القوى العاملة ستتجه بدرجة أساسية نحو حملة المؤهلات الفنية والتقنية بدرجة رئيسية بنحو‮ ‬%25‮ ‬وحملة المؤهلات التقنية ما بعد الثانوية‮ %)‬30‭.‬8‮( ‬أو الجامعية فأعلى‮ (3.83%) ‬
ضعف
‮> ‬تقول مؤسسة التمويل الدولية أن ضعف البنية التحتية وقلة التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة وضعف التدريب والمهارات وضعف مناخ الاستثمار‮ ‬هي‮ ‬أكبر العوائق أمام الشركات وجهودها لخلق مزيد من فرص العمل‮.‬
وتؤكد مؤسسة التمويل الدولية أن القضاء على البطالة‮ ‬يتطلب إستراتيجيات وسياسات تنموية طويلة المدى واستباقية بدلا من الظرفية التي‮ ‬تعمل بها معظم الأنظمة حاليا‮.‬
ودعا الحكومة إلى معالجة الخلل في‮ ‬التنمية الاقتصادية وإعطاء التشغيل الأهمية التي‮ ‬تتطلبها الحاجة وإعطاء أولوية لتأهيل العامل‮ ‬وتسليحه بالقدرات اللازمة‮.‬‬

قد يعجبك ايضا