مسرحية 11 سبتمبر

 

عبدالفتاح علي البنوس

في ذكرى المسرحية الهزلية الأمريكية الإخراج واليهودية التنفيذ التي استدفت برجي التجارة العالمية في نيويورك في 11سبتمبر من العام 2001م والتي تم تنفيذها بواسطة طائرات مدنية تم اختطافها وتحويل مسارها في عملية منظمة جعل منها الرئيس الأمريكي بوش الابن مبررا لشن حربهم الاستعمارية وتنفيذ مؤامرتهم الكبرى التي تستهدف الإسلام والمسلمين ، بعد أن تم تصوير ما حصل على أنها عمليات إرهابية نفذتها عناصر تنتمي إلى ما يسمى بتنظيم القاعدة غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية.
حيث شن بوش حربا واسعة تحت يافطة مكافحة ومحاربة الإرهاب وأطلق العنان لاستهداف الإسلام والمسلمين فقامت قواته باحتلال أفغانستان بحجة محاربة حركة طالبان ، وذهبت أمريكا لاحتلال العراق بذريعة تحريرها من ( ديكتاتورية ) صدام حسين حسب زعمها ، وأعطت أمريكا بهذه المسرحية لنفسها الحق في انتهاك سيادة الدول وإقامة القواعد العسكرية في الشرق الأوسط ، وسعت جاهدة لفرض هيمنتها على طرق الملاحة الدولية وشرعت في ابتزاز الأنظمة والدول العربية وعلى وجه الخصوص السعودية ودول الخليج التي تكفلت بدفع تكاليف إعادة الإعمار وتعويض أسر الضحايا المغدور بهم الذين لقوا حتفهم جراء هذه التفجيرات المدبرة.
19عاما على مسرحية 11سبتمبر والتي دفعت بالرئيس الأمريكي بوش إلى إعلان الفرعنة واستعداء العالم عامة والمسلمين على وجه الخصوص وأجبروا الأنظمة العربية على تبني الرؤية الأمريكية الخاصة بمحاربة الإرهاب والتي الصقته بحركات المقاومة الإسلامية المناهضة لمشروع الهيمنة والغطرسة الأمريكو صهيوني ، أوقفوا دعم الجمعيات الخيرية والإنسانية وقاموا باعتقال الآلاف من المسلمين تحت شماعة محاربة الإرهاب ، ولم تجد أمريكا أي حرج في تشييد سجون ومعتقلات خاصة لهذه العناصر لتحسين صورتها أمام الشعب الأمريكي الساخط عليها جراء فشل منظومتها الدفاعية وأجهزتها الإستخباراتية في إحباط العملية ، في ظل اقتناعهم بالرواية الأمريكية لها ، غوانتانامو ، وأبو غريب وغيرهما من السجون والمعتقلات والتي كانت تديرها السلطات الأمريكية لترهيب الشعوب وإخضاع الأنظمة.
واليوم وبعد 19عاما وبعد أن نفذت أمريكا المشروع الجديد لبرجي التجارة والذي كان مطروحا قبل تنفيذ مسرحية 11من سبتمبر التي لم تسجل أي حالة وفاة لأكثر من 3000موظف يهودي كانوا يعملون فيها وبعد أن تجلت حقيقة التنظيمات والجماعات التكفيرية التي كانت أمريكا تدعي محاربتها ، وظهر جليا بأن هذه التنظيمات صناعة أمريكية بامتياز ، بشهادة هيلاري كلينتون والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ، وبعد أن شاهدنا الطائرات الأمريكية وهي توفر الغطاء والحماية الجوية لعناصر داعش والنصرة خلال انسحابها من سوريا وفي العراق وفي المناطق الحدودية اللبنانية السورية وفي ليبيا واليمن ، تتضح الصورة ، وتتجلى الحقيقة ، التي يدرك معها كل ذي لب بأن ما حصل في 11سبتمبر 2011في أمريكا كان مسرحية هزلية أمريكية إسرائيلية بهدف صبغ الإسلام والمسلمين بالإرهاب ، واستهداف حركات المقاومة التي ترفض المساومة على قضية فلسطين والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي والخضوع لمشروع الهيمنة والتسلط والاستبداد الأمريكي ، بدليل استهداف حركات المقاومة وضمها ضمن ما يسمى بالمنظمات الإرهابية ، بعد أن نجحت أمريكا في تشويه مفهوم الإرهاب بمنظوره الإسلامي ( ترهبون به عدو الله وعدوكم ) وجعلت من مقاومة الغزاة والمحتلين والدفاع عن الأوطان والمقدسات إرهابا.
بالمختصر المفيد، في ذكرى مسرحية 11سبتمبر تواصل العقلية الأمريكية الترويج لخزعبلاتها وهرطقاتها ذات الصلة بما يسمى بالحرب على الإرهاب ، رغم أن فضيحتها ( صارت بجلاجل ) فالتنظيمات الإجرامية التكفيرية ( القاعدة ، النصرة ، داعش ) أمريكية الصنع ، سعودية التمويل ، وهابية النهج والعقيدة ، وهي عناصر تحركها أجهزة استخباراتها وتتعامل معها كجيوش غير نظامية لها ، تستعين بها وقت الحاجة ، والأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد من تفاصيل وملابسات هذه المسرحية الهزلية التي جعلت منها أمريكا شماعة لاحتلال الدول واستعمار الأنظمة وفرض هيمنتها على شعوب المنطقة خشية وسمها بالإرهاب وتعرضها للعقوبات الأمريكية التي تهدد بها كل من يقف ضد مشاريعها التدميرية التآمرية الاستعمارية الاستيطانية الاستغلالية التي تصب في خدمة مصالحها ومصالح ربيبتها ( إسرائيل ) وتعزز من نفوذهما وسطوتهما وعلاقاتهما في المنطقة.
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا