العدوان تعمد تصدير " كورونا" وتأزيم الوضع الإنساني لتفريغ عدن من أهلها
محافظ محافظة عدن طارق سلام لـ”الثورة”: عدن تغرق بالأوبئة والفقر والتصفيات السياسية والاغتيالات
تحالف العدوان وظف النعرات المناطقية والحزبية من أجل إضعاف كافة المكونات في الجنوب
اتفاق الرياض بين أدوات تحالف العدوان عمَّق الخلافات وأجَّج الفتنة
الصراع بين “الانتقالي” و”شرعية الفار” المزعومة مظلة لاعتقال الوطنيين الشرفاء
أوضح محافظ محافظة عدن طارق سلام أن عدن غدت محافظة منكوبة صحياً وإنسانياً، مبيناً أن الاحتلال وأدواته يسعون لتفريغ عدن من أهلها بنشر الأوبئة وتصدير فيروس كورونا للمنطقة واستخدام وسائل التعذيب والقمع للأصوات الحرة ، مطالبا أبناء عدن بعدم الرضوخ لسياسات العدو الاستعمارية وتوحيد الصفوف المجتمعية لمقارعة المحتل وتحقيق السيادة الوطنية ..
كما تطرق المحافظ سلام في حوار لـ”الثورة”إلى العديد من القضايا والهموم، وكيف يستغل تحالف العدوان النعرات المناطقية والحزب لتفكيك المكونات في الجنوب بهدف إضعافها والسيطرة عليها. . وإليكم التفاصيل:
الثورة /أسماء البزاز
الفقر.. تدهور الوضع الإنساني والصحي.. عدن إلى أين أمام تلك التداعيات؟
– في البداية أنقل مواساتي للأسر المنكوبة من مياه الأمطار والفيضانات التي تمكنت منها الأوبئة والأمراض التي حصدت أرواح المئات وتضرر منها الآلاف. وهنا أوضح أنه منذ يوليو 2015م منذ أن سيطر هذا الاحتلال على محافظة عدن وكافة المحافظات اليمنية المحتلة عمل على تغييب الأوضاع والخدمات ونشر الأمراض، بمعنى أن هذا العدو الفاجر يريد أرضنا الطيبة والواعدة الزاخرة بالثروات وموقعنا الاستراتيجي يريدها أرضا بلا مواطن.
نحن إذاً أمام عدو يسعى لاحتلال البلاد ونهب ثرواتها.. ما أبرز مشاريعه التي تمكن من تنفيذها في سبيل فرض سيادته الاستعمارية على المنطقة؟
– حرصه على الإبادة الجماعية بشكل مباشر وغير مباشر من خلال تغييب الخدمات الصحية والبيئية واليوم أصبح واضحا أنه يستخدم شعبنا في تصدير الفيروس إلى عدن ومنها إلى كافة المحافظات المحتلة وإلى المحافظات الحرة وهي الهدف الرئيسي لهم بعد أن فشل في كافة جبهات القتال الثورية والقانونية والدبلوماسية والتفاوضية.
اليوم نتحدث عن وجود أوبئة وأمراض جديدة غير كورونا.. عدن تستغيث وتغرق في وحل الأوبئة حدثونا عن تلك المعاناة؟
– بلا شك غدت المحافظة مدينة منكوبة تعاني من أزمة صحية ومعيشية صعبة للغاية في ظل وجود المستنقعات والمياه الراكدة والآسنة من خلال البعوض الذي أصبح ينقل الأمراض المتطورة كالملاريا ودودة الطاعون وبكتيريا غريبة ، فالمواطن اليوم في عدن لم يُقتل بسلاح العدو فقط بل هذا العدو يوظف الأوبئة ويوجدها لقتل الإنسان اليمني.
ولماذا لجأ العدو إلى هذه الورقة؟
– المخطط من ذلك هو تفريغ عدن من أهلها ولا يفرقون اليوم بين يمني يقف ضدهم أو يمني يواجههم ولا يفرقون بين حزب وآخر أو فئة وأخرى بل هم يوظفون هذه المعايير وكل النعرات ويستحضرونها من أجل قتال أهلنا في اليمن وفي المحافظات المحتلة على وجه الخصوص.
الصراعات السياسية الداخلية في عدن سواء التابعة للإمارات أو السعودية.. هل كان لها الدور في تفاقم هذا الوضع؟
– العدو يوظف ذلك لمصلحته ولا يقف إلا مع مخططاته وما تلك الصراعات إلا أحد مشاريعه..فانتقل من الفتنة الطائفية والجهوية إلى الفتنة الحزبية والاجتماعية فاليوم أصبح لكل حارة أكثر من عاقل وشيخ وظيفتهم أن يقتتلوا بالمواطنين ، ويتم ترويج أن هناك خلافاً إماراتياً سعودياً والهدف منه التضليل الشعبي والمزيد من الاقتتال والفتنة في الجنوب ونحن لا نرى إلا دماء اليمنيين تسقط على الأرض وتروي تربتنا الطاهرة.
ما رؤيتكم لحقن تلك الدماء وتوحيد الصفوف نحو المحتل؟
– نحن حريصون أن نصون كل الدماء في المحافظات الجنوبية ولا نفرق في الموقف وليست لنا رؤية خاصة. لدينا التزام ديني وواجب وطني وأخلاقي في حقن دمائنا في عدن والمحافظات المحتلة.
ذكرتم سابقا أن العدوان سعى لتصدير فيروس كورونا لعدن.. ما الأبعاد الإنسانية لهذه الخطوة؟
– يريد أن يعزز موقعه في التفاوض من خلال إيصال هذا الفيروس مناطقنا الحرة والأهم من ذلك أن بنود اتفاق الرياض ومضمونه هو نشر المزيد من الفتنة والاقتتال الأهلي لذلك اليوم نحن نلاحظ التهيئة للاقتتال ونشر الفساد والأوبئة بأسلوب ممنهج لهذا تنادى اليوم الكثير من أحرار عدن ونفذوا العديد من الانتفاضات الكبرى المباركة ضد الاحتلال وأدواته.
وهل كانت تلك الانتفاضات تمثل أطرافاً معينة؟
– انتفاضة عدن لا تعني الوقوف مع أداة ضد أداة أخرى للاحتلال بل هي موجهة نتيجة احتقان شعبي متراكم ضد الاحتلال بكافة أشكاله وأنواعه انتفاضة تمثل كل أحرار عدن ضد الغازي المحتل.
استمرارية تلك الانتفاضات في ظل تلك المنعطفات العسكرية والسياسية في عدن؟
– أولاً نحن نقف مع شعبنا في عدن وكافة المحافظات الجنوبية في مواجهة هذا الاحتلال والتغييب للحقوق وانتهاك آدمية الإنسان لأن هذا العدو تمادى في الدم اليمني وأوغل أياديه في الأعراض مما دعا إلى هذه الثورة الشعبية العارمة التي نلاحظها بين فترة وأخرى ولكن يبدو أن هذه الانتفاضة لم تجد قيادة واعية وأرضية صلبة وعمقاً استراتيجياً يمتد من عدن إلى المهرة إلى سقطرى إلى كافة المحافظات المحتلة بما فيها مأرب وأجزاء من تعز.. ولكننا اليوم على موعد مع فجر جديد مع المعركة الكبرى للتحرير والاستقلال التي أتمنى أن تعمق على مداميك الأرض وتنطلق عاليا في الفضاء.
تواصلتم مع قياداتها؟
– الانتفاضة دعا لها شباب عدن الأحرار وبعض المكونات السياسية الحصرية في عدن وهذه الانتفاضة نحن رصدناها عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولكن كانت لا تغيب عنا من خلال خوضنا لمعركة الوعي الاجتماعي فنحن خلال خمس سنوات نخوض معركة الوعي من أجل التعريف بأطماع هذا العدو وطبيعة حقده الدفين على شعبنا اليمني منذ عقود مضت، فالعدو يبحث عن مصالحه وليس مصلحة شعبنا وأهلنا في نجد والحجاز بل يبحث عن مصالح أسر تم غرسها في خاصرة الأمة العربية والإسلامية بقيادة آل سعود وحكام الإمارات وبعض الدول الخليجية.
بالمقابل أستاذ طارق.. كيف تقيِّمون وضع الحقوق والحريات داخل المحافظة؟
من أهم أسباب هذا الاحتقان الشعبي ونحن نقف اليوم أمام مقدمة ثورة حقيقية هو انتهاك الحقوق السياسية والآدمية للمواطن في عدن وأكثر ما جاء به هذا الاحتلال ادعى أنه جاء بثوب المخلص هو نشر السجون السرية فقد أصبح في كل حي سجن سري وأصبحت معالم القمع والاغتيالات والتصفيات والانتهاكات والمساس بأعراضنا سمة من سمات سلطات الاحتلال بما فيها السعودية وأدواتها.
وأمام كل هذه الغطرسة من قبل العدوان.. هل هناك بوادر أمل يتحملها قادم الأيام؟
– إن تمادي هذا الاحتلال والعدوان بأساليبه البطشية بالدم اليمني هو الذي يفجر ثورات حقيقية وأوجد الظروف الموضوعية لمقدمة ثورة حقيقية شعبية عارمة. بمعنى أن شعبنا الصبور سيخرج إلى الشارع ليطالب بحقوقه وقد استفزه كثيرا الاستهتار بدمائهم وعدم العيش بكرامة وأيضاً الكوارث الطبيعية والسيول التي أدت إلى الكثير من الضحايا والخسائر في الأرواح والممتلكات في ظل تفرج سلطات الاحتلال إضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض.
وعلى مدى خمسة أعوام هل استطاع العدوان تغييب الهوية الثقافية والوطنية لأبناء محافظة عدن في ظل تلك الممارسات؟
– العدوان استخدم أسلوب التضليل والإفساد بعمل ممنهج من المحتل الإماراتي والسعودي واستخدم الفتن المناطقية والحزبية والتفكيك بين الفئات الاجتماعية وأوجد كل عوامل الصراع القديمة في الماضي ووظفها من أجل إضعاف كل القوى في الجنوب ليسهل السيطرة عليها ، فالعدوان اليوم يخطط بالقتل بين الانتقالي والانفصالي والشرعية المزعومة ليضعف كافة القوى وعادة ما يستخدم هذا الصراع كمظلة لاعتقال المقاومة الحقيقية والوطنية ، فاليوم هناك مقاومة حقيقية موجودة في وسط الشارع وبين المجتمع المتمثلة في شباب عدن الأحرار الذي أصبح يعز عليهم أن يتم انتهاك كرامتهم وعيشهم الكريم ونراهن عليهم لأنهم أصبحوا يعون عمق المخطط وأطماع الاحتلال ويثورون على كرامتهم ويذودون عن أعراضهم. فالعدوان يريد تحويل عدن إلى ساحة لممارسة كل الرذائل فهم يستهدفون النسيج الاجتماعي والأسرة العدنية من خلال عمل ممنهج تديره مراكز استخبارية وبحوث كبيرة لطمس هويتنا الثقافية.
وكيف واجه الأحرار ذلك الاستهداف؟
– بالوعي للحفاظ على النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية الموحدة في مواجهة العدوان وتعزيز القاسم المشترك بيننا سواء في الشمال أو الجنوب بأن عدونا واحد وأن بندقيتنا واحدة موجهة للعدو وأن دماءنا يجب أن تحقن ولا تسفك إلا في مواجهة هذا العدو.
رسالتكم لأبناء محافظة عدن؟
– أقول أن نشر الأوبئة عمل ممنهج ومسطر من الإمارات والسعودية وأن على أبناء عدن النهوض لمواجهة الخطر وألاّ يعتمدوا على سلطات الاحتلال أو أدواتها في الانتقالي أو الشرعية العميلة وعليهم اليوم أن يتضامنوا من أجل محاصرة هذه المستنقعات ومعالجتها بكافة الوسائل ومكافحة البعوض الذي هو السبب الرئيسي لنقل الأوبئة وعليهم أن يحموا أنفسهم متضامنين وان يقوموا بمبادرة ذاتية تحفظ لهم حياتهم. لأن الحفاظ على حياتهم وحقن دمائهم هو الهدف الأهم. فقد أصبح هدفاً رئيسياً ضمن الأهداف الرئيسية لسلطات الاحتلال وأدواتها الغبية المتواجدة على أرضنا.