إذا أراد الله أمراً هيَّأ أسبابه
العلامة / سهل إبراهيم بن عقيل
من خلال هذا العنوان، نرى أن الله سبحانه وتعالى أراد أمراً في العزة والكرامة للأمة العربية والإسلامية والعالم الثالث للخروج في عزة وكرامة، وامتلاك المقدرات للشعوب المستضعفة، وجعل لذلك أسباباً، قد لا تخطر على بال عاقل أو سياسي أو عسكري في مكان ما، على يد أضعف المخلوقات في هذه الشعوب المستعبدة، والتي لم يكن لها ذكر أبداً على الخارطة في العالم الثالث، لأن العوامل التي جثمت على صدرها في جنوب الجزيرة العربية جعلتها معزولة تماماً عن العالم الخارجي، بكل ما في هذه الكلمة من إيضاحات، ولم يكن متوقعاً منها أن تقوم بهذا الواجب المقدس نيابة عن المستضعفين في العالم.. تقريباً..
لأن ثورة 2003 لم تكن متوقعة ولم يكن متوقعاً أن يكون لها هذا الزخم العظيم على أيدي أكثر الناس ضعفاً وابتعاداً عن كل حركة ولكن الله إذا أراد شيئاً هيَّأ أسبابه.
لقد كانت هناك ثورات عظيمة في أواخر القرن الـ (19) وبداية القرن الـ(20) إلا أنها كانت قطرات لبراكين صغيرة، لم تحقق شيئاً رغم أنها وبلاشك أثرت في نعش الاستعمار – بمسامير عدة.. ولكنها لم تكن بالأهمية التي هي الآن حاضرة تجسيداً في عروق الشعوب جميعها.
(2003) – (2014)
لقد قامت هذه الثورة بما لم تستطع جميع الثورات منذ القرن التاسع عشر والعشرين القيام به فألتفت ضدها الإمبراطوريات العظيمة، أبرزها الثلاث العالمية للاستعمار –( أمريكا – بريطانيا – فرنسا) علاوة على الذميمة (إسرائيل) وعملائها في المنطقة بكل ما أوتوا من قوة مادية وجيوش مستأجرة ومخربين ومنظمات تخريبية عالمية.
والعجيب أن هذه الثورة – رغم إمكانياتها التي لا تكاد تذكر أمام ما جُيش لقمعها من إمكانيات – إلا أنها انتصرت في ست حروب، كان آخرها الحرب السابعة في عمران، وتتويج ذلك الانتصار في 21 سبتمبر 2014م لتجعل اليمن قبلة للتحرر والإصرار والصمود، مع ما لا يتفق مع العقل والإمكانيات للطرفين المتصارعين، ونرى بوارق النصر الأكيد، ليس لتحرير ما اغتصب من أرض اليمن فقط، بل لتحرير الجزيرة العربية بأجمعها كما تركها سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وإنها خطوة عظيمة لا شطح وكلمات مرصوصة تدخل إلى آذان المستضعفين لكي تجعلهم يعملون بما هو مستحيل.. مستحيل .. مستحيل.
(والأماني إرادة) والعمل يخرج نباته بإذن ربه ليغيض به الكفار والمنافقين، على واقع أليم سينتهي طيّه خلال أشهر تقريباً يلمع برقه شرقاً وغرباً، حتى في داخل الدول الاستعمارية وبين أفراد شعوبها.
هذا واقع ولن تستطيع هذه الدول الاستعمارية إطفاء جذوة نار ونور وستتلقى الصفعات في جميع المجالات لتعيدها إلى حجمها الحقيقي وحقارة السياسيين القائمين على أمر هذه الشعوب المستعمرة للعالم الثالث.
وإن الحقد قد بدأت نوافير غضبه تنبع في كل مكان في العالم الثالث لتصب نار الحميم على من كانوا أسياداً بالأمس.
وليعقل هذا من عقل، فإنها حقيقة، هي ثورة الثورات، إنجاز عظيم للمستضعفين، وقد أًصبحت اليمن قبلة “في العالم رضي من رضي وأبى من أبى، والله غالب على أمره، وإذا أراد لله أمراً هيَّأ أسبابه.
اليمن اليمن.. شمس أضاءت، وداست بأقدامها الأحذية للأحذية، وأحذية الأحذية، وإن غداً لناظره قريب.
* مفتي محافظة تعز