ظلت قناعة معظم أبناء الشعب اليمني ثابتة وراسخة بأن الفرقعات الإعلامية التي حاولت من خلالها بعض العناصر التخريبية والانفصالية لفت الأنظار إليها ليست أكثر من زوبعة في فنجان وأن تلك الفقاعات الصابونية بكل تمظهراتها وعبثها ودعاواها المسمومة وحقدها على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وثوابته الوطنية سرعان ما ستتلاشى وتلفظ أنفاسها الأخيرة لأن الشعب اليمني الذي وقف دوماٍ بكل صلابة في وجه كل المحاولات البائسة التي سعت إلى النيل من ثورته ووحدته الوطنية ومكاسبه وإنجازاته وانتصر لإرادته في ظل ظروف صعبة ومعقدة وشاقة لن يسمح لمثل هذه العناصر التخريبية والانفصالية التي تجردت من كل القيم الوطنية بأن تعبث بثوابته ولن يمكنها من المساس بأهم وأعظم انتصاراته.
ويعلم السواد الأعظم من الشعب أن تلك الفرقعات محكوم عليها بالفشل والخسران سلفاٍ خاصة وان هذا الشعب صار يقف اليوم على رصيد كبير من الوعي وغالبية أبنائه من الجيل الجديد الذي ترعرع في كنف الثورة والوحدة والديمقراطية وهذا الجيل المتسلح بالعلم والمعرفة والإرادة القوية هو أكثر تحفزا وقدرة واستعدادا لإسقاط كافة الدسائس والأجندات البائسة التي تحلم بإعادة عقارب الساعة في الوطن إلى الوراء.
وبالفعل فإن تلك القناعة الشعبية لم تأت جزافاٍ أو تبنى من فراغ بل كانت مدعومة بحقائق ووقائع حية ومستخلصة من تجارب ساطعة في التاريخ المعاصر للشعب اليمني ونضاله الوطني.. إذ لم يستمر الأمر طويلاٍ حتى وجدنا تلك العناصر التخريبية والانفصالية تتهاوى في انهيارات متتالية بفضل تصدي الوحدويين الشرفاء من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين وجهوا لتلك العناصر المقامرة من المرتزقة والعملاء المتعطشين للدم والقتل والنهب والتخريب الكثير من الصفعات المؤلمة ولقنوهم أبلغ الدروس في الوطنية والانتماء والولاء ليمن الثاني والعشرين من مايو.
وليس من المصادفة أن يطال ذلك السقوط المريع في الوقت نفسه أحزاب (اللقاء المشترك) والمغامرين والمقامرين من قياداتها التي ظلت تتحالف مع عناصر التخريب والإرهاب ودعاة الانفصال أكان بهدف إشعال الحرائق وتعميم الفوضى والزج بالوطن في نفق مظلم أو سعياٍ منها إلى خلط الأوراق وخلق حالة من الانفلات تمكنها من الانقلاب على الديمقراطية والقفز إلى كراسي الحكم واغتصاب السلطة بالقوة بعد أن فشلت في الوصول إليها عبر صناديق الاقتراع.
وقد تجلت ملامح هذا السقوط في فشل تلك الاعتصامات التي دعت إليها تلك الأحزاب وإحجام المواطنين عن المشاركة فيها وعدم تجاوبهم معها لتفقد هذه الأحزاب ما تبقى لها من أوراق بعد أن تأكد الناس أن مثل هذه الأحزاب صارت تدار بحسب الاهواء الشخصية والأنانية لنفر من قياداتها المتمصلحين وتجار الأزمات والمضاربين في أسواق النخاسة الذين لا يهمهم سوى كيف يثرون ويضاعفون أرصدتهم البنكية وكيف يشبعون نهمهم الجشع في جني المزيد من المصالح المشبوهة كيفما كان ولو كان ذلك على حساب مصالح الوطن وأبنائه.
وأمام كل ذلك فأي عاقل يقبل على نفسه أن يكون إمعة أو مطية لمثل هؤلاء الذين يتعاملون مع الوطن بعقلية الفيد والغنيمة وتجار الحروب فالوطن بالنسبة لهم ليس أكثر من سلعة يتاجرون بها¿!!.. وأي غيور على وطنه يمكن أن يرضى على نفسه الانحدار إلى المستوى الذي وصل إليه القائمون على تلك الأحزاب الذين لديهم كل الاستعداد للتحالف ضد وطنهم مع كل أشرار الأرض وشياطينهم إذا ما كان ذلك سيشبع غرائزهم بدليل أن هؤلاء المقامرين لم يجدوا حرجا وهم يتحالفون مع مثيري الشغب وعناصر التخريب ودعاة الانفصال وقطاع الطرق وشرذمة الإرهاب وكل الخارجين على الدستور والنظام والقانون بل وصل بهم الهوس إلى الاستبسال في الدفاع عن تلك العناصر الإجرامية عبر الدعوة إلى مثل تلك الاعتصامات التي أرادوا من خلالها نشر الفوضى وتعطيل مسيرة التنمية!!
ولكن الله والشعب خيبا آمالهم وأحبطا نواياهم ورهاناتهم ورد الله كيدهم في نحورهم بعد ان كشف حقيقتهم وادوارهم المشبوهة وأهدافهم الشريرة ومراميهم الخبيثة وانهم لا وطنية فيهم ولا مشروع وطنياٍ لديهم وأنهم دعاة هدم لا سعاة بناء ومثيرو فتن ومشعلو حرائق ومغامرون ومقامرون لا يروق لهم العيش إلا في ظل الأزمات والاعتصامات والخراب والدمار والعنف والنهب وإذا كان لهم من مشروع أو خارطة طريق فإنه مشروع للتمزيق والفرقة والشتات وزرع الأحقاد وتغذية ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد.
يدعون الديمقراطية ولا يؤمنون بها ويتشدقون بحرية الرأي والتعبير وهم أول من ينتهكها ويطالبون بدولة النظام والقانون فيما هم يعملون سراٍ وعلانية على تشجيع الخارجين على النظام والقانون للقيام بنهب الممتلكات العامة والخاصة وإحراق متاجر المواطنين وقتل الأبرياء بحسب الانتماء المناطقي ورفع الأعلام الشطرية فوق المباني وقطع الطرق وإثارة الخوف والرعب في بعض مديريات محافظات أبين ولحج والضالع ونشر ثقافة العنف والتطرف.
ويعلم الله ان هؤلاء مازالوا يفكرون بعقليات متحجرة تنتمي إلى العصور الوسطى إن لم يكن إلى عصور أشد ظلاماٍ منها.. فهل يستحق هؤلاء المغامرون والمقامرون أن نقول عنهم سياسيين أو حزبيين وهم الذين لا ينتمون إلى هذا العصر ولا تربطهم بالحياة والوطن أية صلة¿!!.
Prev Post
Next Post