شاء من شاء وأبى من أبى¡ فإن الوطن اليمني سيبقى أكبر من كل الأحزاب وأكبر من أية قوى سياسية أو مصلحية أو نفعية وأكبر من كل العملاء والمرتزقة والخونة الذين تحركهم أجندات خارجية حاقدة على هذا الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وتحولاته التنموية والديمقراطية ونهجه السياسي المعتدل والمتوازن ومواقفه الوحدوية والقومية¡ ولن تهز هذا الوطن الكبير بشعبه وتاريخه وحضارته وتلاحمه الوطني¡ تلك النتوءات التي تظهر من هنا أو هناك سواء تقمصت اللبوس الانفصالية أو عباءات الإرهاب والتخريب أو رداء الشعارات الفضفاضة وأساليب الكيد والمناكفات والمزايدات والخطاب الحزبي المأزوم¡ وستظل كل هذه النتوءات أعجز ما تكون عن الإضرار بهذا الوطن أو النيل من شموخه وكبريائه وقوته ومنعته وصلابته.
وقد برهنت كل الأحداث التي مر بها اليمن على مدى مسيرته النضالية أن كل التحالفات المشبوهة التي ظلت تتآمر على هذا الوطن وثورته ونظامه الجمهوري ووحدته وثوابته وإنجازاته ومكاسبه¡ قد منيت بالفشل والخسران وتحطمت مؤامراتها ودسائسها على صخرة وعي هذا الشعب وسقطت تحت أقدامه ولم يجن أصحابها إلاø◌ِ الخيبة والانتكاسات المريرة.
وكما سقط أقزام العمالة والخيانة والارتزاق في الماضي وانتهى بهم المطاف في مزبلة التاريخ¡ فهاهم أقزام اليوم تحيق بهم الانهيارات المتلاحقة ويتهاوون تباعا◌ٍ إلى مصيرهم المحتوم غير مأسوف عليهم¡ ولن ينقذهم من هذا المصير أولئك المغامرون في أحزاب “اللقاء المشترك” ولا زعيق ونباح المتسكعين والمتسولين على أرصفة بعض العواصم¡ عبر بعض الفضائيات ومواقع الانترنت.
وما من شك أن ما جرى من تصعيد من قبل المقامرين في قيادات أحزاب “اللقاء المشترك” الذين ركبوا موجة الدفاع عن العناصر التخريبية والإرهابية ودعاة الانفصال والخارجين على النظام والقانون وعمدوا إلى افتعال الأزمات وتسميم الحياة السياسية¡ إنما يعكس شعور هؤلاء بالإحباط واليأس جراء إحساسهم بأن ما بنوا عليه رهاناتهم أوهن من خيوط العنكبوت¡ وأن ما كانوا يحلمون به ليس أكثر من سراب وأضغاث أحلام لا مكان لها على أرض الواقع¡ فالوطن أكبر من أن يرتهن لمجموعة استبدت بها شهواتها وأفكارها المريضة¡ مما جعلها تسعى إلى اختزال هذا الوطن بأكمله في شخوصها وأهوائها السقيمة.
واليوم لابد أن يدرك كل المقامرين والمغامرين والمتآمرين أن هذا الوطن سيظل كبيرا◌ٍ بإرادة أبناء شعبه وجيله الوحدوي الذي تشرب ثقافته الوطنية من مبادئ ثورته وماضي حضارته وأمجاد تاريخه التليد¡ وأن هذا الجيل الذي توطن اليمن في قلبه وعقله وذهنه وفكره¡ بما يمتلكه من الوعي والفهم والذهنية المتفتحة لن يسمح لأي كان بالتطاول على وطنه وثوابته وثورته ووحدته وسيتصدى بنفس بسالة آبائه لكل المحاولات الرامية إلى النيل من مقدرات وطنه وأمنه واستقراره¡ لكونه جيلا◌ٍ يؤمن بأن واجبات المواطنة لا تكتمل إلا بالإخلاص والإيثار والتضحية من أجل الوطن¡ وأن من لاغيرة فيه على وطنه لا خير فيه لنفسه ومجتمعه وأمته وعقيدته.
فمتى يعلم أولئك الذين انحدروا للدفاع عن بعض البلاطجة من المخربين وقطاع الطرق والإرهابيين والقتلة الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء أن من لا يضع وزنا◌ٍ لوطنه الذي يستمد منه هويته لا يمكن أن يكون له أي وزن أو قدر سواء عند أبناء شعبه أو غيرهم¡ فالإنسان لا يكون كبيرا◌ٍ إلاø◌ِ متى ما كان وطنه كبيرا◌ٍ في نفسه وفكره وتوجهاته وتصرفاته وأفعاله وأقواله وما دون ذلك فإنه يبقى صغيرا◌ٍ ومنبوذا◌ٍ ومحتقرا◌ٍ عند الله وخلقه¿
وما لم يتنبه الخاطئون بحق هذا الوطن إلى أخطائهم ويقوموا بمراجعة أنفسهم ويعودوا إلى رشدهم وصوابهم ويتخلوا عن عنادهم ومكابرتهم¡ فإنهم لا محالة سيجدون أنفسهم في مواجهة الشعب اليمني بأكمله الذي لم يعد يحتمل تماديهم في غيهم¡ ومراهقاتهم وأفعالهم الصبيانية والطفولية¡ ومن الحكمة أن يعي هؤلاء وقبل فوات الأوان أن اللعب بالنار ستكون عواقبه عليهم وخيمة¡ فهم أول من سيحترق بالشرر المتطاير وأول من سيكتوي بألسنة اللهب¡ وأول من سيدفع الثمن باهظا◌ٍ عن اندفاعه في السير عكس التيار.
Prev Post
Next Post