> 26موقعاٍ إسلامياٍ تتنافس على الدخول لقائمة التراث الإسلامي
تختتم اليوم بصنعاء أعمال المؤتمر الرابع للجنة التراث الإسلامي التابعة للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الايسيسكو» والتي شاركت فيها (8) دول عربية وإسلامية حيث تم يوم أمس التقدم رسمياٍ بطلب من الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الثقافة وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية إلى المؤتمر الرابع بضم مواقع يمنية تراثية ضمن قائمة التراث الإسلامي وجميع تلك المواقع «شبام كوكبان – الطويلة – المصنعة» من محافظة المحويت أدرجت ضمن محمية واحدة سلمت الدراسة إلى أعمال المؤتمر لإقرارها ووافق المشاركون على مقترح تقدم به ممثل منظمة الايسيسكو الدكتور عبدالعزيز صلاح بأن يتم إدراج مدينة صنعاء القديمة ضمن قائمة التراث الإسلامي نظراٍ لأهميتها التراثية والتاريخية وأيضاٍ اعتبرها أهم العواصم الثقافية الإسلامية فيما تعذر تقديم الطلب الثاني بالحصول على موقع آخر هو «ملحان» ليكون ضمن قائمة التراث الإسلامي الطبيعي بسبب اعتراض الهيئة العامة للبيئة.
«الثورة السياحي» التقى عدداٍ من المشاركين الذين تحدثوا عن نظرتهم لأعمال المؤتمر وأهمية انعقاده في صنعاء.
قائمة التراث
يقول ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم في أعمال المؤتمر الدكتور عبدالعزيز صلاح: إن اليمن تقدم بملف واحد لتسجيله في قائمة التراث الإسلامي وهو عبارة عن مواقع متعددة من محمية واحدة وهذا الطلب تمت مناقشته أمس وسوف يجري التصويت عليه اليوم حيث تقدمت (26) دولة إسلامية في هذا المؤتمر بملفات لمواقع ومحميات تريد كل دولة أن تسجل في قائمة التراث الإسلامي وسوف يتم في هذا المؤتمر دراسة هذه الملفات بشكل كامل للنظر في المحميات والمواقع التي تستحق أن تدرج في القائمة الإسلامية.
وأضاف: نتمنى من اليمن ونشد عليها أن تتقدم بطلب إلى أعمال المؤتمر لإدراج مدينة صنعاء التاريخية ضمن القائمة ونحن في اللجنة والوفود المشاركة في أعمال المؤتمر الرابع نرحب جداٍ بانضمام صنعاء التاريخية إلى قائمتنا الإسلامية كونها مدينة تمتاز بعراقة وتاريخ عريق جداٍ ومن غير المنطقي أنها لم تسجل بعد في القائمة الإسلامية برغم أنها مسجلة في القائمة العالمية.. وبدورنا سنسعى إلى إدراج صنعاء في القائمة الإسلامية كونها تستحق وعلى الجهات المعنية باليمن سرعة استكمال الدراسات والاستمارات الخاصة بذلك ليتم سرعة ضمها إلى أبرز العواصم الإسلامية ويتم الاحتفال بها كما تم الاحتفال بمدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية فصنعاء تستحق ذلك منذ وقت مبكر ولهذا نرحب في الايسيسكو بتسجيل صنعاء القديمة ضمن قائمة التراث الإسلامي.
واختتم حديثه بالقول: لكننا نود أن ننبه الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية المعنية بالتراث بالخطر المحدق بصنعاء القديمة وهو ما تمت مناقشته في أعمال المؤتمر الـ 37 للجنة التراث العالمي في كمبوديا بالإضافة إلى مدينة زبيد وقد وقفت الايسيسكو مع اليمن وقامت بالتنسيق مع الدول الإسلامية والعربية من أجل الحيلولة دون اتخاذ قرار سلبي تجاه هاتين المدينتين وفعلاٍ كان القرار إيجابياٍ جداٍ ومع هذا لا نقول أن الخطر قد زال ولكن لا يزال الباب مفتوحاٍ وسوف يناقش الملفين في المؤتمر الـ 38 وعلى الجهات المعنية باليمن بذل المزيد من الجهود في عملية الحفاظ والصيانة ولكننا في المؤتمر الرابع للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم نجدد وقوفنا إلى جانب اليمن ونؤكد للعالم أجمع أن اليمن بلد آمن لاستضافة المؤتمرات الدولية والإقليمية وأن التراث الحضاري في هذا البلد آمن وبحاجة فقط إلى الحفاظ عليه كما هو الشأن في الكثير من المدن الإسلامية.
تشويه الصورة
من جهته يقول الأخ ناجي ثوابة رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية: نعلم يقينا أن الإعلام الخارجي يسعى إلى تشويه الصورة عن اليمن فأردنا أن يتم انعقاد هذا المؤتمر في العاصمة صنعاء للدلالة على أن اليمن بخير ويستضيف مؤتمرات دولية كما أننا أردنا من خلال هذا المؤتمر الاطلاع على الملفات المقدمة من قبل الدول للتسجيل في قائمة التراث الإسلامي وكيفية إعدادها وتجهيزها والمنهجية التي اعتمدت لتتم الاستفادة منها لدينا في اليمن وتدريب كوادر هيئة الحفاظ على المدن التاريخية عليها وعن سبب إحجام اليمن عن ترشيح موقع ملحان كمحمية طبيعية في التراث الإسلامي أوضح ثوابة أن اعتراض الهيئة العامة للبيئة على تقديم هذا الملف حال بيننا وبين تقديمه مع أن إعداد هذا الملف قامت به كوادر من هيئة الحفاظ على البيئة ولكن ارتأينا الاحجام عن تقديم موقع ملحان والاكتفاء بطلب ترشيح مواقع من محافظة المحويت بالإضافة إلى أننا سعداء كثيراٍ بتحمس أعضاء المؤتمر جميعاٍ دون استثناء إلى ضم مدينة صنعاء القديمة ضمن قائمة التراث الإسلامي.
مشيراٍ إلى أن انعقاد المؤتمر بصنعاء خلق روابط كبيرة جداٍ بين وزارة الثقافة وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية في اليمن من جهة وبين المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة من جهة أخرى وهذه الروابط سوف تحقق الكثير على صعيد الحفاظ على المدن والمواقع التاريخية في اليمن وقد وعدت المنظمة بذلك لا سيما في مجال التدريب والتأهيل أو الاستشارات وغيرها.
طلب الانضمام
> ورحب الأخ نجيب العذري – مدير عام مديرية صنعاء القديمة بطلب أعضاء المؤتمر الرابع إدراج مدينة صنعاء القديمة ضمن العواصم الثقافية الإسلامية وضمن قائمة التراث الإسلامي فهذا يعطي لصنعاء قيمة كبيرة تضاف إلى قيمتها التاريخية وأيضاٍ إلى قيمتها كواحدة من أهم المواقع التراثية في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو.
وقال: ولهذا نحن على أتم الاستعداد في المجلس المحلي لمدينة صنعاء القديمة وأمانة العاصمة صنعاء للتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وأبرزها وزارة الثقافة وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية من أجل ضمان دخول صنعاء القديمة إلى قائمة التراث الإسلامي والاحتفاء بها كعاصمة للثقافة الإسلامية ولكن ينبغي علينا العمل جميعاٍ بروح الفريق الواحد من أجل الحفاظ على مقومات هذه المدينة الفاتنة وقيمتها التاريخية ومكانتها الحضارية لا سيما في ظل الأوضاع المتدهورة التي تعانيها اليمن بشكل عام وإذا لم نستطع الوقوف بحزم مع الحفاظ فإن هذه الأوضاع سوف تستغل من أجل المزيد من العبث بحق صنعاء القديمة.
مندوب مصر في المؤتمر ومقرر أعماله الدكتور أحمد مطاوع حسين والذي يعمل مديراٍ لتطوير المواقع الأثرية في وزارة الآثار والسياحة المصرية رحب كثيراٍ بانضمام صنعاء القديمة إلى حواضر العواصم الإسلامية كونها تستحق هذا بجدارة فما رأيناه فيها أثناء تجولنا في شوارعها وأزقتها يبعث على الاعتزاز بما تمتلكه من مقومات تاريخية ومنازل ذات عمران فريدة ومميزة.
وتوقع مطاوع أن يتم اليوم وبالإجماع الموافقة على ضم صنعاء القديمة في قائمة التراث الإسلامي وهذا لا يعني أبداٍ أنه سيتم رفض الطلب الثاني بخصوص محميات محافظة المحويت وهي أيضاٍ يتوقع أن تحصل على إجماع الأعضاء بالموافقة على إدراجها في قائمة التراث الإسلامي كونها فعلاٍ تستحق فما قدم في الملف جدير بالإعجاب وسيحوز حتماٍ على الأغلبية في الموافقة.
تصوير/خالد الثور