استخدم العدوان أسلحة محرمة منها كيميائية ومشعة دمرت الأحياء البحرية والتنوع النباتي وألحق أضراراً شاملة تستمر لأجيال

مدير فرع هيئة حماية البيئة في الحديدة لـ “الثورة”: تحالف العدوان السعودي الأمريكي شن حرباً مركزة على البيئة في الحديدة

اعتداءات تحالف العدوان طالت البنية التحتية المرتبطة بالموارد الطبيعية
الأسلحة الكيميائية للعدوان لوثت الغلاف الجوي للحديدة والساحل الغربي عموماً
ساهمت الهيئة في مكافحة الأمراض والأوبئة بحملات توعية واسعة وفاعلة
تعرضت محميتا برع وشمال جزيرة كمران لاستهداف تدميري منظم من العدوان
نشارك في مراقبة البيئة البحرية بالتعاون مع خفر السواحل وهيئتي المصايد والشؤون البحرية

أكد مدير عام فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة الحديدة المهندس فتح صالح الجبلي أن العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا وتصعيده العسكري في الساحل الغربي لليمن خلف أضراراً وآثاراً بيئية كبيرة وخطيرة, تنوعت ما بين برية وبحرية وجوية غير مسبوقة جراء استهدافه للبيئة البحرية بشكل مركّز للأحياء البحرية المختلفة, وكشف عن استهداف العدوان التنوع الحيوي للغطاء النباتي والبنية التحتية المرتبطة بهذه الموارد الطبيعية المنتشرة على سواحل المحافظة و تهامة بشكل عام والممتدة من سواحل المخا جنوبا إلى ميدي شمالا إضافة إلى التلوث في الغلاف الجوي جراء استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المحرمة دوليا وغيرها كما تطرق إلى العديد من القضايا البيئية والإصحاح البيئي والأنشطة والتوعوية والبيئية والصحية التي نفذها فرع الهيئة في المحافظة خلال العام الماضي ومساهمة الفرع في مكافحة الأوبئة والأمراض المنتشرة في الحديدة حاليا.. وغير ذلك من القضايا في هذا اللقاء:
الثورة / يحيى كرد

* ما هي أبرز أنشطة وأعمال الهيئة العامة لحماية البيئة في الحديدة خلال هذه المرحلة؟
– في البداية أشكر صحيفة “الثورة ” على إتاحة هذه الفرصة لكي نوضح المهام والأعمال والأنشطة والفعاليات التي ينفذها فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة الحديدة الصامدة في وجه العدوان الغاشم, وفي مختلف الجوانب الحيوية ذات الطابع البيئي والصحي والبحثي والرقابي منها على سبيل المثال وليس الحصر الحملات البيئية التوعوية الطارئة لمكافحة نواقل أمراض حمى الضنك والملاريا و الكوليرا وغيرها من الأمراض والأوبئة الخطيرة بالتعاون والتنسيق مع مكتب وزارة الصحة، إلى جانب التوعية بأهمية وكيفية المحافظة على البيئة الطبيعية المحيطة والرقابة البيئية على المشاريع الاستثمارية والمصانع وغيرها بهدف الحد من الملوثات التي تخلفها وكيفية تخفيف آثارها على البيئة الطبيعية المحيطة وبالمواطنين والمحاصيل الزراعية بجانب تنفيذ المسوحات الميدانية للمنشآت الصناعية والخدمية الحيوية التي تعرضت للاستهداف من قوى العدوان ورصد وتحديد الأضرار والآثار البيئة التي خلفها العدوان جراء استهدافه لهذه المنشآت وسط غياب مخز للأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية التابعة لها.

استهداف المحميات
* ماذا عن المحميات الطبيعية البرية والبحرية في الحديدة وصونها في ظل استمرار العدوان؟
– يتمثل دور الهيئة العامة لحماية البيئة في المحافظة على المحميات الطبيعية البرية كمحمية برع الطبيعية الغنية بالتنوع الحيوي النباتي والحيواني وكذلك المحميات البحرية كمحمية شمال جزيرة كمران البحرية الغنية بانتشار أشجار المانجروف الطبيعية والتي تعرف محليا باسم أشجار الشورى واسماك الزينة والشعاب المرجانية وغيرها من الأحياء البحرية والساحلية, و الهيئة تولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً تفرضه أهمية هذه المحميات الطبيعية , رغم استهدافها من قوى العدوان الغاشم بشكل مستمر ومنظم في محاولة فاشلة لتدميرها, إلا أن الهيئة بذلت ولازلت تبذل جهوداً كبيرة في مواصلة المحافظة على المحميات الطبيعية البرية والبحرية بخطوات مدروسة, ولدى الهيئة العديد من الخطط لإعادة تأهيل هذه المحميات الطبيعية ومن ذلك ترميم إدارة المحميات وتوفير الاحتياجات الضرورية واللازمة حتى تظل محافظة على وضعها الطبيعي البيئي الخلاب.
* هل تم تسجيل محميات طبيعية أخرى في المحافظة؟
– توجد في محافظة الحديدة محميتان طبيعيتان فقط هما محمية برع البرية الطبيعية حيث تم إعلانها محمية طبيعية رسميا في يناير 2006م ومحمية “شمال جزيرة كمران البحرية” التي تم الإعلان عنها رسميا في أغسطس 2006م وهي من المحميات الطبيعية الجميلة والخلابة لما تحتويه من تنوع بيئي طبيعي نباتي وحيواني وطيور نادرة على مستوى اليمن والوطن العربي بشكل عام.

آثار العدوان
* ما هي الأضرار والأثار البيئية التي خلفها العدوان على محافظة الحديدة؟
– خلف العدوان أضراراً وآثاراً بيئية على محافظة الحديدة كبيرة وخطيرة ومتنوعة برية وبحرية وجوية غير مسبوقة من خلال استهدافه للبيئة البحرية بشكل مركّز وتجمعات الصيادين والمخزون السمكي والأحياء البحرية المختلفة, كما استهدف التنوع الحيوي للغطاء النباتي والبنية التحتية المرتبطة بهذه الموارد الطبيعية المنتشرة في الساحل التهامي بمحافظة الحديدة ناهيك عن التلوث في الغلاف الجوي جراء استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المحرمة دوليا وغيرها, وتم حصر ورصد هذه الملوثات و وتحديد الآثار المترتبة عليها بحسب الإمكانيات المتاحة لدينا.
* هل لدى الهيئة القدرات والإمكانيات لمواجهة أي طوارئ بيئية في محافظة الحديدة؟
– يستطيع فرع الهيئة العامة لحماية البيئة وبحسب الإمكانيات المتاحة لديه وكوادره المؤهلة تأهيلاً عاليا مواجهة أي طوارئ بيئية في المحافظة طبيعية أو غيرها وقد استطعنا خلال الفترات الماضية مواجهة العديد من الظواهر البيئية الطارئة والحد من انتشارها والتخفيف من آثارها البيئية .

رقابة مشتركة
– ماذا عن الدور الرقابي و الرصد والمراقبة الرادارية للبيئة البحرية؟
– الدور الرقابي البحري مرتبط بالعديد من الجهات المختصة الأخرى إلى جانب حماية البيئة مثل الهيئة العامة للمصائد السمكية وخفر السواحل والهيئة العامة للشؤون البحرية التي يتم التنسيق معها في الرقابة البحرية من خلال الرادارات ونظام “جي أي اس “ونظام “جي بي اس” وغيرهما, هذا إلى جانب ما تمتلكه الهيئة من متخصصين في مجال الرقابة البحرية البيئية بالتنسيق والتعاون مع الجهات السالفة بما يحقق الأهداف المنشودة في الحفاظ على البيئة البحرية للمياه اليمنية الإقليمية من الانتهاكات والملوثات وحماية الثروة السمكية والأحياء البحرية المتنوعة في المياه الإقليمية اليمنية.

العديد من القضايا البيئية
* هل سجلت الهيئة قضايا أو مخالفات بيئية .. وما نوعها؟
– بالطبع سجلت الهيئة العامة لحماية البيئة العديد من القضايا والمخالفات البيئية ولازلنا نسجل مثل هذه القضايا ومن أهمها ما حدث للسفينة التي جبحت بالقرب من جزيرة كمران وقضية قوارب الصيادين المصرين الذين تم القبض عليهم في المياه الإقليمية اليمنية الحكم عليهم بالتعويضات المناسبة التي حددتها الجهات القضائية المختصة وغيرها من القضايا البيئية المختلفة التي تم رصدها واتخاذ الإجراءات القانونية بحق مرتكبيها.

تراجع الأبحاث
* ماذا عن دعم الهيئة للأبحاث والدراسات البيئية للمساهمة في المحافظة على مواردها البيئية ؟
– في هذا الجانب كان قبل العدوان يتم دعم هذا المجال بشكل جيد, الا أن هذا الدعم تقلص عقب العدوان وأصبح محدود للغاية , ولكننا نسعى جاهدين من منطلق المسؤولية في الحصول على الدعم الضروري لمواصلة عملية البحث العلمي وتنفيذ الدراسات البيئية المتخصصة في مجالات البيئة المختلفة التي تساهم في المحافظة على البيئة الطبيعية.

أندية بيئية
* على صعيد إشراك المجتمع في حماية البيئية.. أين وصلت جهود خلق الوعي البيئي؟
– لعبت الهيئة دوراً كبيراً في نشر الوعي البيئي بين كافة شرائح المجتمع عبر تأسيس أندية انصار البيئة في معظم مدارس محافظة الحديدة, وغرس مفهوم الوعي البيئي بين أوساط طلاب المدارس والشباب بمختلف فئاتهم وفي جميع التجمعات السكانية بالمحافظة ومختلف مديرياتها , كون الوعي البيئي عاملاً مهماً في ممارسة حياتنا اليومية والحفاظ على بيئتنا كواجب يتشارك فيه الجميع.

مقالب القمامة
* هل نفذت الهيئة مشاريع بيئية جديدة أم أنها توقفت جراء ظروف العدوان؟
– نفذ فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بالتعاون من منظمة رعاية الأطفال مشروع إعادة تأهيل مقلب القمامة في مديرية بيت الفقيه, والهيئة بصدد تنفيذ العديد من المشاريع البيئة الهامة منها الاستعداد للشروع في إنشاء مقلب صحي نموذجي للقمامة بصورة اسعافية في مدينة الحديدة ومقلب آخر في مديرية الزيدية ,نامل من الله سبحانه وتعالى التوفيق والنجاح في تنفيذ هذه المشاريع وخروجها إلى ارض الواقع.

صعوبات قائمة
* ماهي أبرز الصعوبات والعراقيل التي تواجه الهيئة؟
– طبعا تواجه الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة الحديدة العديد من الصعوبات والعراقيل ومن أبرزها استمرار العدوان الغاشم الذي استهدف جميع موارد وطننا الطبيعية والبشرية بشكل منظم , وشحة الميزانية التشغيلية لفرع الهيئة وافتقاد مبنى خاص بفرع الهيئة وافتقاد مختبرات بيئية ووسيلة مواصلات لمتابعة أعمال الهيئة في المحافظة ومديرياتها.

قد يعجبك ايضا