النّصر بين الجوف والعين
أشواق مهدي دومان
تنقّلت بين زوايا وحنايا الحروف وأروقة الكلمات في لغتي العربيّة التي أحسبها أجمل ما للإنسان العربيّ من نعمة تتواصل بها الأرواح..
فتّشت فيها عن أجملها وألمعها وأفخمها وأسماها فما وجدتُ ما يعبّر عن خلجات ومشاعر توضح وقع أخبار انتصارات رجال اللّه المتلاحقة المتسابقة المتعانقة ؛ فقد تمازجت ألوان المشاعر في روحي بين لون الفخر والاعتزاز والشّموخ والكبرياء والنّصر والعشق الأطهر لأولئك الأبطال الذين سيظلون الملهم الأجمل ، كذلك هم الهوية اليمانية والهواء اليماني، والهوى والعشق المشبَّع بالاعتزاز والشّرف العظيم عظمة ثباتهم في وجه الموت الزؤام يتحدّونه ، فيفرّ منهم متبرقعا كأشباه النّساء من مرتزقة العدوان الأكمه والأبرص والأعمى..
نعم : يتحدّى رجال اللّه الموت في ساحاته فيلقّنونه درسا في الحياة !!
رجال اللّه أيقونة فرحي الذي لا يخلو من دمعات لا تسطيع الجفون ولا الأهداب أن تردّها إلى جوف العين وجوف اليمن بأيديهم، بل إنّهم فلذاتها ومهجتها وروحها التي عادت إليها بعد أن حاول المرتزقة نزعها وإزهاقها وإهداءها للمحتلّين..
رجال اللّه الذين جفّت منابع الخيانة بصمودهم ، واجتُثت العمالة من جذورها بوفائهم وإخلاصهم ، وعادوا بانتصاراتهم المبينة المكينة وعادت الرّوح معهم منتشية تنفض غبار النّفوس المأزومة التي تمرّ على انتصاراتهم جحودا ونكرانا وتقليلا من شأنها حين لا يعرف المحايدون والمنافقون للرّجولة موطنا فيهم ؛ فهم القاعدون من الذّكور كنسائهم في الخدور ولهذا يكون ذلك التّقليل من شأن الانتصارات دليل موت في وطنيتهم كمنافقين ومحايدين متّشدّقين تنخرس أسماعهم حين أخبار الانتصارات وتبكم أفواههم حين يرون وجع المعتدين على شاشاتهم يئنون هزائم متتابعة ، فرجال اللّه قد لقفوا أضخم ترساناتهم العدوانيّة كما لقفت عصا موسى حنشان فرعون..
وبين هذه الأجواء الفرائحيّة أقف لأقرئ رجال اللّه سلاما حيدريّا ، وأحاول أن ألمّ بتعابير المجد اللائقة بهم وقائدهم ذاك اليماني الأزكى والأطهر فما أجدني إلّا ساجدة للّه شكرا على نعمة القائد ورجاله ؛ فالسّجود للّه أبلغ من كلّ كلام ودموع الفرحة أوضح من كلّ بيان..
و تبقى كلمة في وجه آلة هذا التّواصل المسمّى (( فيس بوك ))، ويشتد عتبي على مصمّمي الأيقونات بل وأعلن عجزهم حين لم يضعوا أيقونة تخصّ اليمانيّين لتعبّر عنهم حين تتعالى تكبيراتهم وتتفاضل وتتنافس انتصاراتهم وتتكامل جهودهم وجهادهم فأقول لمارك ( صاحب شركة فيس بوك ) :
عاجز أنت عن وضع أيقونة تحكي فرحا وشموخا وعشقا ، ولعمرك ما شعرتَ بالعزّة يوما ولن ترانا إلا ننتهك معايير مجتمعك الأذلّ الأرذل بانتصارات رجالنا..
عاجز أنت عن وضع أيقونة تفرّق بين دمعات الخيبة التي نراها في وجهك ، أمّا نحن فمنذ عدوانكم ولنا رجال ينتصرون فنبكي لكن ليس كبكائكم ومرتزقتكم .. لا نبكي هزيمة ، لكنّا نبكي فرحا وعزّة وتمكينا ولن تفقهوا معاني دمعاتنا ، وشتّان ما بين أدمعنا الصّادقة وأدمعكم الكاذبة التي تشبه دموع التّماسيح..
نعم نحن الصادقون ومنّا “رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ” ، ومنكم مسوخ يبكون هزائمهم الكبرى ، والعزّة للّه ولرسوله وللمؤمنين ، والسّلام .