• البحرين باتت منصَّة سعودية وإماراتية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية
مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد أحمد الوادعي لـ “الثورة “: صمود الشعب اليمني يلهمنا.. ونتطلع إلى يوم انتصاره على العدوان
أكد مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد أحمد الوداعي “انحدار الوضع الحقوقي في البحرين منذ قمع الثورة مطلع العام 2011م” وقال إنه “أصبح من سيئ إلى أسوأ” حتى صارت البحرين “تصنَّف اليوم من أكثر دول المنطقة قمعا للحقوق والحريات”، كاشفا عن عدد المعتقلين من النشطاء والعلماء ومن سحب النظام الجنسية عنهم وأصدر ونفذ بحقهم أحكاما بالإعدام.
وتطرق الوداعي في لقاء خاص أجرته “الثورة” معه إلى الأساليب القمعية التي يواصل النظام في البحرين انتهاجها ضد المواطنين “بدعم وتواطؤ غربي وبخاصة من بريطانيا وأمريكا”، موضحا أنه مقابل تثبيت هذا الدعم للنظام جعله كما بدا مؤخرا “حقل تجارب ومنصة سعودية وإماراتية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية”.
وفي حين أكد على “أصالة انتماء شعب البحرين للأمة العربية والإسلامية”؛ وصف صمود الشعب اليمني أمام العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني بأنه “صمود أسطوري يلهمنا ونتعلم منه، وتحول إلى كابوس ومستنقع لطغيان السعودية”، معبرا عن تطلع الشعب البحريني إلى “يوم انتصار اليمن على العدوان الذي استهدف التاريخ والإنسان والجمال في هذا البلد العريق”، وغير ذلك مما ورد في هذا اللقاء:الثورة /
مجدي عقبة
بداية .. ما حقيقة الوضع الحقوقي في البحرين في ظل استمرار الاعتقالات للمعارضين؟
– منذ قمع الثورة في 2011م أصبح الوضع الحقوقي في البلد في انحدار من سيئ إلى أسوأ، مع تجريم حرية التعبير، والتجمعات، وسحب الجنسية عن المعارضين، وإصدار أحكام إعدام لمعارضين في محاكمات جائرة واعترافات تحت التعذيب، كما أن التعذيب ممنهج ومنتشر، والبحرين الدولة التي يوجد فيها اكبر عدد سجناء بمنطقة الشرق الأوسط من حيث النسبة لعدد السكان.
تنامي القمع
هل لدى المعهد احصائيات حديثة خاصة بهذه الممارسات؟
– بلغ عدد مسحوبي الجنسية ذروته عام 2019م مع سحب الجنسية من 990 مواطنا، وبعد ضغوط دولية تم إرجاع جنسيات البعض، لكن ما يزال هناك حاليا قرابة 300 مواطن مسحوبة جنسياتهم، وأنا أحدهم، ويصل عدد المعتقلين السياسيين في إحصاءات تقديرية إلى 4000 معتقل وهي النسبة الأعلى في منطقة الشرق الأوسط.
كما تم إعدام 5 معارضين منذ 2017 واعتبرت الأمم المتحدة إعدامهم قتلا خارج نطاق القانون، حيث استندت محاكماتهم إلى اعترافات انتزعت تحت التعذيب كأهم أدلة الإدانة، وحاليا يوجد 12 معتقلا سياسيا يواجهون أحكاماً بالإعدام في سجون البحرين، 8 منهم أنهوا جميع محاكماتهم، وهناك خشية حقيقية من تنفيذ الإعدام ضدهم في أي لحظة، في حال مصادقة الملك على الحكم.
محاكمة العائلة
تعرض أفراد من عائلتك للاعتقال والمحاكمة .. إلى أين وصلت إجراءات محاكمتهم وهل صدرت بحقهم أحكام نهائية؟
– بالنسبة لعمتي هاجر، فهي تقضي آخر أيام محكوميتها (3 سنوات) لكنها تتعرض للحرمان من أبسط حقوقها، فهي محرومة من الزيارات العائلية منذ عام ونصف، ولا يسمح لها بالتحدث مع أي سجينة بحرينية وتقضي ساعات يومها في زنزانة مقفلة مع سجينة لا تتحدث لغتها أو أي لغة مشتركة.
أما زوجتي، فتم الحكم عليها غيابيا شهرين والحكم قابل للاستئناف، وأخو زوجتي تم الحكم عليه 11 سنة، 6 سنوات منها حكمها نهائي، ونفذ بحقه من الحكم 5 سنوات وهو ينتظر قرار محكمة التمييز، وابن خال زوجتي، قريبا ينهي حكمه الثلاث سنوات وشهر.
كيف تفسر هذه المحاكمات لأفراد عائلتك .. وهل أثرت على أنشطتك وتحركاتك بدافع الخوف على أقربائك مثلا؟
– اعتقال أفراد عائلتي لإخماد صوتي أخذ نتائج عكسية على النظام، فأصبحت الجريمة مكشوفة ومدانة من الأمم المتحدة، وقد أولى البرلمان البريطاني والصحافة الغربية اهتماما كبيرا بالقضية وأصبحت من اكثر القضايا إحراجا للنظام.
ازدواج معايير
إجمالا .. كيف تقيِّم موقف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية مما يجري في البحرين؟
– المجتمع الدولي ينقسم إلى قسمين، قسم الحكومات ويتضح فيها التآمر الأمريكي البريطاني ضد المطالب بالتغيير عموما، ومع وصول ترامب للحكم وقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، أعطى غطاء فاحشا لقمع الحراك والقسم الآخر هو برلمانات ونقابات ومؤسسات المجتمع المدني والتي تبدي تعاطفا ومناصرة مع قضية شعب البحرين.
أما بالنسبة للمنظمات الدولية والأمم المتحدة فتقاريرها دقيقة وموضوعية ووثقت الانتهاكات على المستوى الدولي وكشفت عن ازدواجية معايير المجتمع الدولي وحلفاء النظام وتحديدا بريطانيا وأمريكا في دعم النظام سياسيا وعبر التسليح.
تصنيف أسود
تحدثت عن “تقارير دقيقة” للمنظمات .. أي المنظمات تقصد؟
– لقد اعتبرت منظمة “فريدوم هاوس” البحرين اكثر الدول قمعا في منطقة الشرق الأوسط, وكذلك منظمة “مراسلون بلا حدود” اعتبرت البحرين في القائمة السوداء في حرية الصحافة وتم تصنيفها في المرتبة 167 بين 180 دولة.
أما منظمة CPJ )لجنة حماية الصحفيين الأمريكية) فقد وثقت انتهاكات جسيمة بحق الصحفيين الذين لايزالون يقبعون في السجون، وبعضهم حكم عليه بالمؤبد.
هل يعني هذا تواطؤ القضاء البحريني؟
– القضاء البحريني فاسد وبدلا من أن يكون نظام عدالة فقد تحول إلى “نظام للظلم” كما عبرت منظمة هيومن رايتس وتش, كما أدانت الأمم المتحدة وتحديدا لجنة مناهضة التعذيب فساد القضاء وفقدانه للاستقلالية, النظام القضائي يعتمد على أدلة تُنتزع تحت التعذيب لإدانة المعارضين، ويتم كذلك فيه إسقاط التهم عن الجلادين والمعذبين.
التطبيع ثمنا
ما هو مقابل الدعم والتواطؤ البريطاني والأمريكي مع النظام في البحرين .. وهل تجد صلة بينه وبين دور المنامة مؤخرا في التسويق لصفقة القرن والتطبيع مع الكيان الصهيوني؟
– في الحقيقة إن موضوع التطبيع كان أمرا متوقعا جدا، ذلك لأن نظام البحرين يسعى على الدوام لتثبيت الدعم الغربي وخصوصا البريطاني والأمريكي، وبطبيعة الحال فإن تشبيك العلاقة وتوطيدها مع “إسرائيل” يعزز هذا الهدف.
الخطير في الأمر أن تلك العلاقة ليست منحصرة في شقها الدبلوماسي فقط، بل تتعداها إلى الجوانب الأمنية بالاستفادة من البرامج “الإسرائيلية” للتجسس وتعقب النشطاء، والأخطر من ذلك هو أن تطبيع البحرين بوابة وأداة تُستخدم لتصفية القضية الفلسطينية على مستوى احتلال الأرض، وعلى مستوى سحق الحقوق.
لكن لماذا البحرين وليس أي كيان خليجي آخر .. برأيك؟
– يبدو أن البحرين باتت حقل تجارب (منصة) للسعودية التي تدفعها للأمام في مثل هذه القضايا, وليس سرا حين نقول بأن البحرين منقادة للسعودية والإمارات، ومسلوبة السيادة في القرار السياسي لصالحها.
رفض شعبي
وفقا لهذا السياق المعلن، هل يبدو الشعب البحريني في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني وليس نظاما حاكما فقط .. وما هو الموقف الشعبي في البحرين؟
– بطبيعة الحال إن شعب البحرين يعتز بانتمائه العربي والإسلامي، ويتصرف بما يتناسب مع هذا الانتماء.
هل سبق وأن اعتقل النظام أو حاكم ناشطين بحرينيين على خلفية رفضهم للتطبيع؟
– مؤخرا تم الحكم بالسجن 3 سنوات على متظاهر أحرق العلم الإسرائيلي.
ماذا عن دور علماء البحرين ومرجعياته الدينية؟
– لا يوجد بلد في العالم اليوم تم اضطهاد علمائه كما يحدث في البحرين، فتم سحب الجنسية عن أكبر مرجعية دينية في البحرين وتم ترحيله بحجة العلاج بعد أن ارتكبت مجزرة أمام منزله ذهب ضحيتها 5 شهداء قتلوا بدم بارد, ولايزال عشرات العلماء يرزحون في السجون، حيث وصلت أحكام بعضهم للمؤبد.
صمود ملهم
كيف تنظر والشعب البحريني للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن ومواجهة اليمنيين له؟
– الشعب اليمني شعب كريم يشعرنا بالكرامة والفخر، لصموده الأسطوري, استخدمت السعودية سلاح التجويع لقتل المدنيين وهو أكبر أشد فتكا من القنابل، رغم ذلك لازال الشعب اليمني صامدا وتحول صموده إلى كابوس ومستنقع لطغيان السعودية، وكشف جرائم الحرب التي ارتكبتها السعودية بأسلحة بريطانية أمريكية.
ما هي توقعاتك لمسار مواجهة اليمن لهذا العدوان على ضوء التطورات الحالية؟
– صمود الشعب اليمني ملهم، نحن نتعلم منه الدروس والعبر, ونتطلع إلى يوم انتصاره على العدوان الذي استهدف التاريخ والإنسان والجمال في هذا البلد العريق.