الموسم الكروي و»شيطان« المخصصات!!¿

ما زال الغموض هو سيد الموقف بشأن موعد انطلاق الموسم الكروي الجديد 2013 /2014م¡ فبعد أن كان الوسط الكروي قد اسبتشر كثيرا◌ٍ بإعلان الاتحاد العام لكرة القدم.. عقب مراسم تكريم أبطال الموسم الكروي المنقضي.. أن الموسم الجديد سيبدأ قبل نهاية شهر نوفمبر الجاري¡ إلا أن ذلك الإعلان سرعان ما تبخر ثم يتضح أنه كان إعلانا◌ٍ «مضروبا» بمعنى أنه كان مجرد تصريح إعلامي للاستهلاك ولا علاقة له بما يسمى بالعمل المؤسسي المستند على برامج معروفة أو ثابتة والمحدد بمواعيد واضحة المعالم لبداية ونهاية الموسم الكروي المنتظر.
والمؤسف أن مثل هذا السيناريو أصبح أمرا◌ٍ معتادا◌ٍ ويتكرر عرضه منذ عدة سنوات وهو مرشح لمواصلة الظهور ربما لسنوات عديدة قادمة¡ ولا وجود لأي مؤشرات باتجاه انتهاء هذا المسلسل الممل.
آخر التسريبات الواردة من داخل أروقة اتحاد القدم تؤكد أن الاتحاد بصدد الدعوة لمندوبي الأندية في الدرجتين الأولى والثانية للتشاور حول موعد انطلاق الموسم وأنه ينوي اقتراح البدء في تدشين مسابقة دوري الأولى لتنطلق في الثلث الأخير من ديسمبر المقبل على أن تقام مباراة كأس السوبر في الخامس عشر من ذات الشهر وأن هذا المقترح يهدف إلى إتاحة الفرصة للفرق الـ 14 لكي تستعد جيدا◌ٍ لخوض غمار دوري النخبة في هذا الموعد¡ وكذلك منح أندية الثانية الوقت الكافي للتحضير للدوري لينطلق عقب بداية دوري الدرجة الأولى بفترة كافية¡ وبعد أن تقام بطولة الدرجة الثالثة «لأبطال المحافظات» لتحديد هوية الفرق الست الصاعدة لدوري الثانية لتحل محل الفرق الهابطة من دوري الثانية في الموسم الماضي.
وعلى الرغم من ضيق الوقت وتأخر بدء موسمنا الكروي عن باقي البلدان القريبة منها أو البعيدة¡ إلا أن مسألة البداية الفعلية للموسم الكروي 2013 /2014م تبقى معلقة أو مرهونة بمدى تجاوب وزارة الشباب والرياضة ممثلة في صندوق رعاية النشء والشباب في صرف المخصصات المالية الخاصة بالموسم الجديد¡ ناهيك عن تلك المخصصات المتأخرة عن الموسم السابق إلخ…!!
وعلى كل ما سبق.. يمكننا التأكيد على أن مصير الموسم الكروي (المتأخر جدا◌ٍ عن الانطلاق) سيظل عالقا◌ٍ أو معلقا◌ٍ حتى يتم حسم موضوع صرف المخصصات المالية في موعد مناسب من عدمه وهو ما يعني أن الفلوس (الميزانية) ستبقى كابوسا◌ٍ أو عفريتا◌ٍ ينتظر من «يصرفه» لتعود الحياة إلى ملاعبنا حتى على قاعدة (أن تأتي متأخرا◌ٍ أفضل من عدم المجيء).
وفي وضع كهذا.. يكون الحديث عن النشاط الكروي ومواسم ثابتة ضربا◌ٍ من الهراء أو بالتالي فإن التعويل على وجود منتخبات وطنية قوية تمثل الوطن في المحافل الخارجية أمر خارج عن المنطق والمألوف.
ذلك أن عدم توفير مخصصات تسيير النشاط الداخلي في وقتها ينعكس بدوره على ما هو مطلوب للإنفاق على النشاط الخارجي في الحالتين فإن المتضرر الأول هو الرياضة اليمنية بشكل عام وكرة القدم على وجه التحديد.
آخر السطور.
> ما لم تتوفر الجدية والنوايا الصادقة من جميع أطراف المنظومة الرياضية للعمل على إيجاد الحلول الواقعية لمعضلة المخصصات المالية¡ لكي يستقيم الحال وينظم العمل الرياضي على الوجه الأمثل أو حتى في الحد الأدنى منه¡ فإن الأزمة الموسمية ستظل قيد الجدل والأخذ والرد وتبادل الاتهامات بين الاتحاد والوزارة بشأن التقصير أو عدم اضطلاع كل طرف بمهام مسؤولياته وتكون الأندية الضحية نتيجة استمرار مثل هذا الصراع بين الاتحاد العام لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة ويكون المتضرر الأكبر من ذلك الشباب والرياضيون والمتهم الرئيسي وراء ذلك الضرر الفادح هو «عفريت المخصصات» ولا عزاء للرياضة أو كرة القدم.. حتى إشعار آخر.. وكفى.
