الجمعية العمومية

من الجميل أن يدعو الاتحاد العام لكرة القدم جمعيته العمومية للانعقاد قبيل انطلاق الموسم الكروي 2013-2014م¡ وهي الطريقة المثلى لأي عمل ناجح¡ كون اطلاع كل الأندية المنضوية تحت قبة الاتحاد¡ على التقرير الذي تقدمه قيادة الاتحاد إضافة لكل المستجدات المتعلقة بما تم تنفيذه خلال الموسم الفائت¡ وما سيزمع إجراؤه في الموسم الجديد¡ هي الطريقة الصحيحة للعمل الصحيح.
في هذه النقطة بالذات يسحب اتحاد القدم البساط من منتقديه¡ كونه يرجع الأمر إلى أصحابه بالجمعية العمومية¡ مبددا كل من يدعي دكتاتورية الشيخ أحمد العيسي –رئيس الاتحاد- أو استفراد مجلس الإدارة بالقرار لوحدهم.. ولا يهمني هنا من يقول بأن الأعضاء مسيرون لا مخيرون¡ فنحن لنا الظاهر¡ وما في الصدور يعلمه سبحانه وتعالى.
وإذا ما افترضنا جدلا بأن هناك تأثيرا◌ٍ من قبل رئيس الاتحاد على جمعية عمومية قوامها يتعدى 300 ناد◌ُ¡ فمعنى هذا أن الرجل خارق للعادة من ناحية¡ وأن المندوبين وأنديتهم مجرد دمى يحركها الرجل من ناحية أخرى¡ وفي هذا الطرح تسطيح كبير للأمور¡ فحتى الفيفا لا تستطيع أن تسطير على كل أعضائها¡ فكيف بإمكان العيسي تسيير أندية كبيرة لها وزنها على كافة الأصعدة خاصة على مستوى الشخصيات التي تترأسها.
ما نرجوه من الجمعية العمومية أن تحسن الاتفاق على ما ي◌ْحسøن الأداء في كافة المسابقات¡ وأن يبتعدوا عن دوري الكلفتة الذي أقروه في الأعوام الماضية –وإن كان السبب تأخر المخصصات- فالأندية هي وحدها من بيدها تحديد شكل المسابقات¡ وهي أيضا من جرøبت عدم جدوى الدوري المضغوط على مستوياتها وترتيبها وعلى تتويجها أو هبوطها.. وبالتالي لا نلوم سواها إذا ما أعادت الك◌ِرøة من جديد¡ ولا يمكننا أن نلقي باللائمة على رئيس الاتحاد أو أعضاء قيادته.
من الآن ينبغي على الجمعية العمومية أن تحدد ما إذا كان بمقدورها بدء واستمرار المسابقات في ظل الأوضاع المالية¡ أو عدم الانطلاق من أساسه¡ لأن التوقف بعد أسابيع من التدشين لا معنى له¡ فالأمور واضحة من الآن لكافة الأعضاء¡ وبيدهم تحديد المسار الصحيح من هذا الاجتماع.
على الجمعية العمومية مناقشة وضع المنتخب الأول وكافة الجوانب المتعلقة بتصحيح مساره¡ خاصة فيما يتعلق بالجهازين الفني والإداري.. المهم أن يعد كل ناد رؤية واضحة عن نقاط جدول الأعمال –الذي يفترض أن يكون الاتحاد قد أرسله إليها- فلا نتخيل أن يصل عضو ناد محترم إلى مقر الاجتماع وهو خالي الوفاض¡ ليس في جعبته أي أفكار أو مقترحات تفضي إلى تطوير الأنشطة والمسابقات .
أن عضو الجمعية العمومية ومن خلفه ناديه يحملون أمانة عظيمة¡ فهم بدورهم مسؤولون أمام الجمعية العمومية للنادي الذي اختارهم¡ وعليهم أن يكونوا عند مستوى المسؤولية.. وعلى الأندية بدورها أن تحسن اختيار مندوبيها¡ فليس القصد التمثيل من أجل استلام بدل التمثيل¡ ولكن القصد الحضور القوي للنادي¡ وإلا يكون مجرد تكملة عدد.
ما نرجوه أن يكون أعضاء الجمعية العمومية عند مستوى الحدث¡ وأن يستشعروا ما يريده الشارع الرياضي منهم¡ وأن يبينوا للجميع أنهم من يصنع القرار الصحيح¡ وبالتالي عليهم تحمل تبعات قراراتهم وألا يحملوها رئيس أو قيادة الاتحاد إذا ما أقرت من جانبهم.. من جهة أخرى على الاتحاد التهيئة اللائقة لهذا الاجتماع الهام¡ وإعطائه الفترة الزمنية المناسبة¡ لتكون المخرجات ملائمة وغير متسرع فيها.
لتوضيح اللغط القائم بين الوزارة والاتحاد¡ سيكون من الجميل حضور قيادة الوزارة لاجتماع الجمعية العمومية – إلى جانب الإعلام الرياضي- وإطلاعها على ملابسات ما يدور خاصة فيما يتعلق بالمخصصات المالية¡ فمشاركة الوزارة شيء هام لأنه سينهي كل التأويلات¡ وسيجعل الأمور واضحة أمام الشارع الرياضي.. تمنياتنا بالتوفيق وبانطلاقة جيدة للدوري المنتظر.
