> تعد كلية التربية بمدينة عبس هي الكلية الوحيدة في القطاع التهامي لمحافظة حجة وقد انشئت قبل سنوات لاستيعاب الطلبة الراغبين في مواصلة التعليم في المديريات الغربية للمحافظة كـ»عبس حرض ميدي حيران عاهم كعيدنة. أفلح الشام أفلح اليمن خيران المحرق وشحة… وغيرها« وقد شكلت إلى جانب كلية المجتمع والمعهد التقني الصناعي بعبس عاملاٍ رئيسياٍ في استعاب جزء من المخرجات التعليمية وخلق فرصة لمواصلة التعليم في شمال تهامة إلا أنه بالرغم من تزايد عدد الطلاب الدارسين وافتتاح أقسام جديدة علاوة على استحداث كلية جديدة هي كلية العلوم المالية والإدارية والمصرفية فإن واقع مقدرات وامكانيات الكلية لم يتغير منذ انشائها في عام 2001م بحيث غدت الكلية تعاني قصوراٍ وعجزاٍ متنوع الوجوه والأشكال وبحاجة ماسة إلى رفدها وتعزيزها بالمباني والقاعات والصالات والمعامل المختلفة والآثاث والكادر الأكاديمي المتخصص للارتقاء بمستوى التعليم الجامعي وتحقيق الغايات المتوخاة منه.
والزائر لمبنى كلية التربية بعبس تنشرح أساريره لما يلمسه من الطلاب الدارسين في الكلية من مثابرة وروح حية وخلاقة في عملية التحصيل العلمي لكنه ما يلبث أن يصطدم بواقع الامكانيات الضئيلة المحدودة والكم الهائل من الاحتياجات الضرورية بمجرد دخوله القاعات الجامعية المزدحمة والاستماع لأحاديث الطلاب والطالبات عن معاناتهم وعدم توفر الكثير من الامكانيات الضرورية أو عند البحث عن دورات المياه التي من المفترض أن تكون موجودة في كلية يتجاوز عدد طلابها »2500« طالب وطالبة بما في ذلك الكلية الجديدة المستحدثة كلية العلوم المصرفية.
تطور بنفس الإمكانيات
> إنها رحلة من المعاناة والإهمال تدفع الزائر للتعجب عن هذا الإهمال وعدم منح هذه الكلية ما تستحق من الاهتمام للدفع بمستوى التعليم الجامعي في هذه المناطق التهامية في الشمال الغربي للوطن اليمني وقد حاولنا جاهدين من خلال الالتقاء بعميد الكلية وعدد من الطلاب والكادر الجامعي تسليط الضوء على واقع الكلية ومعاناتها واحتياجاتها القائمة.
وفي البدء التقينا الأخ الدكتور أحمد أحمد العرامي عميد كلية التربية والعلوم المالية والإدارية والمصرفية بعبس الذي تحدث بقوله: في البداية أشكر صحيفة »الثورة« على نزولها الميداني إلى هذه المنطقة النائية لتلمس هموم ومعاناة وواقع الحياة لأبناء هذه المديريات وزيارة كلية التربية بعبس التي تمثل ركيزة التعليم الجامعي في هذه المناطق.
والواقع أن الكلية عند إنشائها في العام الجامعي 2002-2003م كانت تضم قسمين فقط هما «قسم علوم القرآن» وقسم «اللغة الانجليزية» وقد تم منح فيما بعد قسمين هما «قسم الرياضيات» و«قسم الفيزياء» بحيث أصبحت الكلية تتكون من أربعة أقسام تضم قرابة »1800« طالب وطالبة منهم »1100« طالب و»700« طالبة في مختلف المستويات الجامعية والكادر الجامعي يضم دكاترة وحملة ماجستير ومعيدين وخلال سنوات مضت تم رفد الكلية بقرابة »16« معيداٍ وماجستير ودكتوراه وما زال هناك احتياج للكادر المتخصص وخاصة في قسم الفيزياء وقسم الرياضيات وقد تم استحداث كلية جديدة هي كلية العلوم المالية والإدارية والمصرفية البالغ عدد طلابها »730« طالباٍ وطالبة »500« طالب وطالبة في المستوى الأول و»230« طالباٍ وطالبة في المستوى الثاني وحالياٍ القاعات لم تعد تلبي الاحتياج وعدد الطلاب في بعض الأقسام كبير وكثير من الامكانيات والتجهيزات غير متوفرة. آملين أن تعمل رئاسة جامعة حجة على تلبية ما هو ممكن خلال العام الجامعي الحالي 2013-2014م.
تأخر تنفيذ سكن الطالبات
> ويضيف الدكتور أحمد أحمد العرامي في حديثه قائلاٍ:
- نظراٍ لضآلة الإمكانيات حصلت الكلية في وقت سابق على بعض الدعم من بعض الجهات حيث قدمت «منظمة يمن عطاء» في العام 2011م »25« جهاز كمبيوتر مع ملحقاتها بالإضافة لشبكة انترنت محلية وثلاثة عارضات بيانات والذي يشكل معمل الحاسوب. وتم في 2012م رفدنا من ذات المنظمة «يمن عطاء» بمولدين كهربائيين أحدهما بطاقة «45 ك / ف» والثاني «15 ك / ف» للتغلب على عجز الطاقة الكهربائية للشبكة العامة ومازلنا نبحث عن حلول لمشكلة شبكة المياه المطلوب ايصالها إلى الكلية. أيضاٍ كانت هناك مشاريع بدأت ثم توقفت خاصة الأهم منها وهو مشروع سكن الطالبات الذي بدأ الصندوق الاجتماعي للتنمية في تنفيذه في 2010م وهو عبارة عن مبنى مكون من 5 طوابق بتكلفة إجمالية بلغت »483.000« دولار وبسبب الأحداث التي مرت بها البلاد توقفت عملية التنفيذ حتى الآن وكذلك إقامة حديقة في الكلية من خلال صندوق النظافة والتحسين والذي بدأ في 2013م وتعثر استكماله والإعداد جارُ بخصوص إنشاء صالات متعددة الأغراض والدراسة جارية.
احتياج للقاعات والمعامل
> وأضاف أن الاحتياجات والمطالب الضرورية للكلية في الوقت الحالي كثيرة ومتشعبة بفعل تنوع العجز والقصور القائم في الامكانيات والقدرات وتوسع واقع التعليم الجامعي في الكلية لكن الاحتياجات الرئيسية والضرورية تتمثل في بناء دور ثالث للكلية وإنشاء عدد من القاعات الجامعية كذلك إنشاء صالات متعددة الأغراض بما يكفل توسعة المبنى الجامعي وخلق متنفس مناسباٍ. إلى جانب ضرورة العمل على استكمال مبنى سكن الطالبات المناط تنفيذه بالصندوق الاجتماعي للتنمية. كذلك ترميم الجزء الذي كان بعهدة كلية المجتمع عند إنشائها وتم الخروج منه بعد تنفيذ مبنى كلية المجتمع وهذا الجزء بحاجة ماسة إلى الترميم والصيانة. كما أن هناك ضرورة ماسة لإنشاء معامل للفيزياء ومعامل الصوتيات للغة الانجليزية. كما أن الاحتياج قائم للأثاث الجامعي وتعزيز الكادر الأكاديمي العامل في الكلية وبالذات توفير الكادر المتخصص في الفيزياء والرياضيات ونتطلع إلى تلبية مثل هذه الاحتياجات لما من شأنه الدفع بعملية التعليم الجامعي ورفع مستوى التحصيل العلمي لأبنائنا طلاب وطالبات الكلية.
كلية جديدة بحاجة للمبنى
> الأستاذ عبدالله الطيب تحدث بقوله:
- الكلية الجديدة كلية العلوم المالية والمصرفية هي كلية مستقلة في حد ذاتها من الناحية العلمية وهي بحاجة للتوسع واستيعاب طلاب أكثر خلال السنوات المقبلة وبالتالي يتوجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إنشاء مبنى مستقل ومتكامل المرافق للكلية الجديدة إذ لا يمكن استمرارية بقائها بهذه الصورة ملحقة بكلية التربية.
أما الأستاذ فيصل علي حسين فقال:
- الاحتياج قائم لوجود قاعات جامعية إضافية تتسع لأعداد أكبر من الطلاب والطالبات وصالة متعددة الاغراض وتنفيذ بعض التجهيزات في القاعات الحالية كمكبرات الصوت.
هموم طلابية
> وعن هموم الطلاب والطالبات واحتياجاتهم في الأقسام المختلفة تحدث عدد منهم:
- الطالب أحمد حسن المحمري – قسم الرياضيات قال: نحن بحاجة ضرورية للأدوات في قسم الرياضيات وهناك نقص في المقاعد والكراسي ومن الضرورة توفير معمل متكامل لقسم الرياضيات ومعمل متكامل لقسم الفيزياء.
- الطالب أحمد عايض- قسم الفيزياء- قال: هناك عدم دقة للأجهزة الحاسوبية وارتفاع درجة الحرارة والذي يحدث بدوره خللاٍ في التقارير الناتجة عن الحاسوب وأحياناٍ يتم الاستعانة بأدوات ومعامل المدارس الثانوية وهذا لا يحقق حصيلة علمية سليمة ونؤكد على ضرورة توفير معمل متكامل للفيزياء.
- الطالبة حنان حميد والطالبة حاجة أحمد- قسم اللغة الانجليزية قالتا: إن القاعات قليلة وغير كافية تماما والأثاث الموجود قليل وأحياناٍ طالبان على مقعد واحد والمطلوب معمل خاص لتطوير اللغة لضمان نطق الأحرف والكلمات بشكل صحيح وهذا غير ممكن إلا بوجود معامل الاستماع.
كما تحدث الطالبان محمد يوسف وعبدالحكيم الوائلي بالقول: في كلية العلوم الإدارية والمصرفية لغة انجليزية لا يوجد معمل صوتيات ولا يوجد معمل صوتيات داخل الكلية أو مكبرات صوت والذي يحد من قدرات الطلاب في قراءة ونطق الكلمات ناهيك عن ازدحام القاعات بشكل غير عادي.
من جانبها الطالبة مريم جلقة أكدت أن قرابة ثلث طلاب الكلية من البنات ولا يوجد في الكلية دورة مياه واحدة ويتوجب وضع حلول لهذه المشكلة إذ من غير المنطقي وجود كلية وأكثر من 2000 طالب وطالبة فيها دون توفر دورة مياه.