لم يهدأ لهْ بال منذ أن تسبب ماس كهربائي بإحراق المدينة التركية للمفروشات ومنذ أن غرق وطنه -ولازال- في الظلام الناتج عن الاعتداءات المتكررة لأبراج الكهرباء وأكثر ما كان يؤنب ضميره رؤية الجثث المتفحمة بسبب صعق كهربائي..
لقد حمل هذه القضية على عاتقه.. وبعد مرور عامين وأكثر من التجارب والاختراعات ابتكر ذو الـ26 عاماٍ جهازاٍ لم يطلق عليه اسماٍ بعد لحماية خطوط نقل الكهرباء من السقوط أثناء الاعتداء عليها وكذا حماية محطات التوليد من التيارات الارتدادية ومنحها عمرا أطول والأهم من ذلك حماية عمال الكهرباء والمواطنين من الصعق الكهربائي عند لمس خطوطها ومنع حدوث شرارة خلال تلامس ما والذي يتسبب بإحراق المحلات والمنازل.
المهندس إياد أحمد الأكحلي -خريج معهد ذهبان التقني الكهربائي التابع لوزارة الكهرباء- ابتكر جهازاٍ ينهي مشكلة وطن ويقاوم خبطات المخربين ويحافظ على الأرواح والممتلكات.. إلا أن هناك مخاوف تنتاب الأكحلي في حال عدم تبني وزارة الكهرباء المشروع الذي سيحدث نقلة نوعية للكهرباء ليس لليمن وحده بل للعالم أجمع بحد تعبيره.
نتعرف من خلال هذا اللقاء المقتضب الذي أجرته معه “الثورة” عن أهمية الجهاز وكيف يساعد على حماية خطوط الكهرباء¿ وما هي مكوناته وكم تبلغ تكلفته¿ وما الفوائد التي يمكن أن تجنيها الحكومة في حال تطبيقه¿.. المزيد في السطور التالية:
> كيف كانت بداية فكرة الاختراع¿
– فكرة الاختراع بدأت تتبلور في عقلي عندما تسبب ماس كهربائي بإحراق المدينة التركية بحي الأصبحي بأمانة العاصمة.. وكذلك الاعتداءات المتكررة على خطوط نقل الكهرباء بمأرب والتي ينتج عنها انطفاء الكهرباء لأيام عديدة بأمانة العاصمة وبعض محافظات الجمهورية بالإضافة إلى ما رأيته من الجثث المتفحمة بسبب الصاعق الكهربائي.
كل هذه الأشياء جعلتني أفكر في إيجاد حل لهذه المشاكل التي تخلف الكثير من الأضرار البشرية والمادية سواء على المجتمع أو الحكومة.. فعملت أكثر من تجربة وابتكار لا يسعني المجال لذكرها حتى اخترعت هذا الجهاز الذي يعمل على سحب الإلكترون من المدارات العليا للأسلاك في حالة التشبع ودفع التيار الكهربائي بشكل مستمر مما يسهل حركة الإلكترون دون تصادم.
والفكرة جاءت من خلال تجربة قمت بها على بطارية سيارة قوة 20 أمبير والتي اكتشفت منها كيفية السيطرة على مجال المغناطيس الذي ينتج من التيار الكهربائي أثناء انتقال الإلكترونات واحتكاكها.
> ماهي مكونات الجهاز¿ وكم تكلفته¿ وحجمه¿
– يتكون الجهاز من أدوات بسيطة جداٍ وهي “مقاومة حرارية قنطرة سلك معزول مغنطيس دايود”.. بينما تكلفته أو قيمته فهي لا تتجاوز 50 ريال يمني بالنسبة للجهاز الحالي والذي يمكن أن نستخدمه لخطوط النقل المنخفض أي في المنشآت (المحلات التجارية محطات المشتقات النفطية المنازل وغيرها من المباني).. أما خطوط الضغط العالي فيكلف قيمة الجهاز الواحد 1000 ريال لكننا بحاجة إلى معمل خاص بالضغط العالي لإنتاج الأجهزة الخاصة بخطوط النقل العالي لما تحتاجه هذه الأجهزة من قطع كبيرة الحجم وطويلة المدى وليست متوفرة في الأسواق.. وبالنسبة لأجهزة الخطوط المنخفضة فتجهيزها لا يتطلب معملا لأن أدواتها متوفرة في الأسواق ويمكن إعدادها خلال وقت بسيط.
وفيما يتعلق بالحجم فالجهاز صغير جداٍ فعند استخدامه للخطوط المنخفضة يكون 3سم- 1سم بينما الخطوط الطويلة يكون 10سم- 3سم.
> كيف يمكن حماية خطوط الضغط العالي من الاعتداءات¿ وعدم حدوث شرارة أثناء الماس الكهربائي وصعق المواطنين¿
– الجهاز يعمل عند الاعتداء على خطوط الضغط العالي وتحديداٍ عند رمي الخبطات الحديدية على إطفاء الكهرباء بالمدينة التي تستمد الطاقة من الخط المضروب فقط دون إلحاق أضرار بالمدن المجاورة بالإضافة إلى أن الجهاز يمنع عودة الإلكترونات إلى محطات التوليد التي على نونيات المحطة وتستهلك من عمرها وتضعف طاقتها فالجهاز يمنع حدوث ذلك ويمنح المحطات عمراٍ أطول ويعمل أيضا الجهاز على تحديد مكان الماس أو الخلل عبر لمبة إنذار يتم وضعها بجوار الجهاز بحيث تضيء عند أي خلل كهربائي..
> كيف يمنع الجهاز حدوث شرارة أو صعق المواطنين أثناء الماس الكهربائي¿
– أكثر المصانع والمحلات التجارية ومحطات المشتقات النفطية ومحلات بيع وصناعة الأقمشة تحترق بسبب ماس كهربائي.. وبحسب تقارير مصلحة الدفاع المدني التابعة لوزارة الداخلية فإن حوادث الالتماس الكهربائي ترتفع نسبتها من عام إلى آخر وما حصل للمدينة التركية وبرج الطيران ومجمع الشرق الأوسط دفعني للبحث عن إيجاد الحلول.
فالجهاز يعمل كما قلنا سابقاٍ على سحب الإلكترون ورفع التيار وهذا يمنع حدوث شرارة أثناء الماس الكهربائي نظراٍ للحماية التي يعملها الجهاز للمجال المغناطيسي بحيث يمنع خروج الترددات من الأسلاك.. فعند حدوث ماس يقوم الجهاز بقطع التيار وإنارة لمبة الإنذار ويعود التيار فور إصلاح الخلل.
كما أن هذا الجهاز أكثر أمناٍ وأقل تكلفة من القاطع الكهربائي الذي يعتمد فكرة عمله عند حدوث شرت كهربائي على تسخين صفيحة النحاس وتقويسها وبعد أن تبرد تعود الصفيحة لحالتها الطبيعية.
وبالنسبة لحماية المواطنين من الصعق الكهربائي أثناء حدوث الزلازل والكوارث الطبيعية لا سمح الله فالجهاز يحافظ على أرواح المواطنين حتى وإن وقعت الخطوط عليهم بين المياه وذلك لما يقوم به من سحب للإلكترونات ودفع التيار وحماية المجال المغناطيسي من الخروج عن مسارها.
> ما هي الفوائد التي يمكن أن تجنيها الحكومة من المشروع في حال تطبيقه¿
– فوائد عديدة قد تجنيها الحكومة في حال تنفيذ المشروع أولها حماية أرواح البشر من الصعق الكهربائي سوى عند سقوط خطوط نقل الكهرباء أثناء حدوث الكوارث الطبيعية لا سمح الله الحفاظ على المحلات التجارية ومحطات المشتقات النفطية.. بالإضافة إلى تقليل الخسائر على الحكومة أثناء ضرب أبراج الكهرباء وسقوطها.. حيث يسهل الجهاز لعمال الكهرباء بإمداد الخطوط على الأرض حتى إصلاح البرج دون انطفاء التيار.
ثانياْ: توفير سيولة مالية من النقد الأجنبي الخاصة بشراء قواطع الكهرباء لأنه في حال تطبيق الجهاز لا داعي لوجود هذه القواطع.. بالإضافة إلى حماية محطات توليد الكهرباء وحماية العاملين فيها.. والكثير من العائدات التي ستجنيها الحكومة إذا نفذ المشروع.
> كم نحتاج من الأجهزة لحماية خطوط الضغط العالي الممتدة من مأرب إلى صنعاء¿
– قد نحتاج جهازا وحدا وقد نحتاج لأكثر من جهاز في حال حدوث اعتداءات متكررة وفي مناطق مختلفة بشرط أن تكون المسافة ما بين الجهاز والآخر محددة ويفضل عمل جهاز لكل منطقة كي يتم التعرف على أماكن الخلل.
> هل قدمت المشروع لوزارة الكهرباء¿
– لم أقدمه بعد لأنني أريد أن أحافظ على حقوقي الفكرية لهذا الابتكار عبر صحيفتكم “الثورة” كونها الصحيفة الرسمية الأولى بعد ذلك سأعرضه على وزارة الكهرباء وسأبلغكم في حال قبول أو رفض المشروع الذي سيحدث نقلة نوعية للكهرباء في العالم أجمع وليس في اليمن وحده لأن لمس خطوط الكهرباء بيديك أمر لم يخطر على بشر حتى بالأحلام وكذلك عدم حصول شرارة أثناء الماس الكهربائي وغيرها من المزايا الآنف ذكرها.