استخدام الدقيق المركب ضرورة صحية وواجب وطني

 

اليمن تستورد كميات كبيرة من القمح لتغطية الاحتياج اللازم لسد الفجوة الغذائية
الخبز الذي يحتوي في مكوناته على الذرة الرفيعة يتميز بارتفاع المعادن والأملاح

الثورة / يحيى قاسم المدار

الاهتمام بإنتاج الحبوب والعمل على زيادة الوعي لدى المواطنين باستخدامها ينبغي أن يكون على رأس البرامج الوطنية التي يجب أن يبدأها السياسيون وأصحاب القرار في البلاد بما يحقق الاكتفاء الذاتي أو الأمن الغذائي خاصة في ظل العدوان والحصار على البلاد ورغم أن هناك عددا من المحاولات الفردية أو الجماعية التي تتبناها بعض المؤسسات المحلية ومنها المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب ومؤسسة بنيان ومؤسسة قنوان وغيرها في التوعية بضرورة استهلاك الحبوب البلدي أو إدخالها ضمن التركيبة الأساسية لرغيف الخبز.
وللأسف إن هناك قلة وعي لدى المواطنين اليمنيين بأهمية المحاصيل الزراعية المحلية التي اعتمد عليها آباؤهم وعاشوا لعشرات السنين وهم يستخدمون عددا من أصناف الحبوب في أكلهم اليومي دون الحاجة إلى استيراد أي صنف من الخارج، بل يؤكد لنا التاريخ أن اليمن كان مصدرا لتصدير الحبوب إلى العالم، وهناك الكثير من الشواهد تؤكد لنا أن المعمرين اليمنيين لا يعرفون أكل الدقيق اﻷبيض الخالص الذي يستخلص من القمح مع إضافات كيميائية خطيرة على جسم الانسان تؤدي إلى الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة التي لم يعرفها اليمنيون من قبل..وبالحديث عن الدقيق المركب نؤكد أن هذا البرنامج جاء تنفيذا لتوجيهات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله عندما دعا عموم الشعب اليمني إلى الاهتمام بالمواسم الزراعية والمحاصيل الزراعية ومنها الذرة التي خصها بالذكر وهي المكون الأساسي في الدقيق المركب وهو عبارة عن خلطة من الحبوب المحلية ومنها القمح 50% و٢٠% ذرة ومن الشعير ١٠% ومن الذرة الشامية ٥% ومن بقية البقوليات ما يكمل 50% ، وذلك ما يمثل قيمة غذائية وصحية لجسم الإنسان وهو مكونات الرغيف الوطني، ﻷن القمح وهو الدقيق اﻷبيض قد أطلق عليه علماء التغذية صفة السم اﻷبيض لذلك نحاول إخراج هذا الدقيق المركب وتوصيله إلى كل منزل وإلى كل شخص يريد أن يحافظ على صحته..يؤكد المهندس عادل المطهر أن هناك عدداً من التجارب والبحوث وآخر بحث تم الاعتماد عليه هو بحث تم إعداده في أكاديمية ناصر في جامعة عدن وهذا البحث تم تغييبه ﻷن سياسة الاكتفاء الذاتي للبلاد كانت ممنوعة، ويضيف المطهر: عندما كلفنا بالدراسات عن الدقيق المركب وجدناها في البحوث والدراسات في هذا البحث وهي البيانات الثانوية، بحث متكامل عن الدقيق المركب ومكوناته وآلياته وحتى التصميم للمصنع والوحدة الإنتاجية التي تصنع الدقيق المركب.
ويقول: هناك العديد من التجارب حيث نفذنا أول تجربة عملية بعد ورشة عمل مع كل المهتمين والجهات المعنية والاستهلاكية والقطاع العام والذي يستهلك قرابة 600 ألف طن في العام، الهدف من البرنامج هو استهداف هذا القطاع في قيمة تقديرية نصف مليار دولار وهناك نجاح كبير وعظيم ومن هنا بدأ تطبيقها في القطاع الخاص..وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الدقيق المركب يدخل في كل ما تصنعه ربات البيوت من المعجنات والحلويات بأنواعها وتزيدها جودة وقيمة غذائية..عندما نتحدث عن استيراد القمح نحن نضع أيدينا على محل الوجع من وجهة نظر الغرب أو بعض المستفيدين في البلاد على حساب ملايين من أبناء الشعب اليمني، هؤلاء التجار لو فكروا ملياً وراجعوا حساباتهم لعرفوا أن ملايين الدولارات من العملة الصعبة تذهب لصالح المزارع الأمريكي أو الإسترالي أو الكندي ويستكثرونها على المزارع اليمني، وهذه فرصة للقطاع الخاص وأصحاب الرأسمال الوطني وباستطاعتهم إيجاد الفائدة المركبة لهم وللشعب اليمني في تعزيز اﻷمن الغذائي وخلق نوع من التنمية في البلاد، ونتمنى أن يكون للقطاع الخاص دور الآن في التعزيز الاقتصادي في الدقيق المركب ويجب عليه أن لا يخاف من غرق ولا من تأمين ولا غيره. ونحن نتمنى أن يتحقق حلمنا بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدقيق المركب البلدي ونوفر على البلاد استيراد 3 ملايين طن من القمح أي ما قيمته مليارا دولار سنويا من المال العام المقتطع للمزارع الأمريكي أو الكندي أو الاسترالي والذي بالإمكان أن يعود هذا المبلغ للمزارع اليمني الذي سوف يتشجع بزراعة أكبر وسيكون هناك وفر كبير وتشغيل للأيدي العاملة والإنتاج اليمني ونحن واثقون في قيادتنا .ونطمئن الجميع أن القيمة الغذائية للدقيق المركب لا تقدر بثمن ومهما ارتفع سعر الذرة لن يكون ارتفاعها أكبر من صحتنا وحياتنا التي هي أغلى من أكل السموم التي تدخل البلاد تحت أي مسمى وبالطبع ستتوسع المساحة الزراعية وسيبدأ المزارعون بالتنافس على تغطية الطلب بكثرة العرض، أهم ما نطمح إليه هو توفير عشرات الملايين من الدولارات لتحقيق الأمن الغذائي والعزة والكرامة للمواطن اليمني حتى أمام العدوان والحصار وتشغيل الأيدي العاطلة وغيرها من الأهداف التي يجب أن تتحقق سريعا..هناك عدد من الدراسات العلمية في المجال الزراعي الغذائي، ومنها في استخدام تركيبة الدقيق المركب لتقليص حجم الفجوة الغذائية من محاصيل الحبوب لاسيما القمح..
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن اليمن تستورد كميات هائلة وكبيرة جدا من القمح لتغطية الاحتياج اللازم لسد الفجوة الغذائية وإذا ما تم تطبيق الدقيق المركب فإن اليمن ستوفر مبالغ كبيرة من العملة الصعبة جراء وقف الاستيراد أو التقليل من الاستيراد وردم الفجوة الغذائية من محاصيل الحبوب البلدي .كما يؤكد مختصون أن صناعة الخبز تأتي انطلاقا من أهمية الخبز المصنوع من القمح باعتباره سيد المائدة في الوجبات اليومية الغذائية في اليمن فضلا عن كونه المصدر الرئيسي لطاقة المستهلك .. منوهين بالمردود الاقتصادي لاستخدام الخبز المركب وأهميته في تخفيف أعباء اقتصادية على البلد بسبب فاتورة الاستيراد لمادة القمح .ويقول باحثون في مجال التغذية «إن الخبز الذي يحتوي في مكوناته الذرة الرفيعة يتميز بارتفاع المعادن والأملاح عن ذلك الخبز الذي يتكون فقط من دقيق القمح الأبيض الخالص ,حيث يحتوى الأول على مواد الحديد والفوسفور والبوتاسيوم والزنك بكميات 5.2 ملجم / 100جم , 352 ملجم / 100جم , 277 ملجم / 100 جم , 3 ملجم / 100 جم مقارنة بما يحتويه الدقيق الأبيض الصافي على نحو 1.5ملجم / 100 جم , 90 ملجم / 100 جم , 130 ملجم / 100جم , 0.7ملجم / 100جم ” .
كما يوصي أخصائيون غذائيون بأهمية تطبيق تجربة الدقيق المركب والتوعية بمضمونها وأهدافها وفوائدها من خلال تشجيع أصحاب المطاحن الوطنية والمخابز على استخدامها وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لهم وتمكينهم من إنشاء خط انتاج في المواقع الإنتاجية لطحن الحبوب غير القمح من أجل انتاج الدقيق المركب مع الأخذ في الاعتبار تحديد سعر مناسب للكيس الناتج من تقانة الدقيق المركب ليكون منافسا لسعر نفس الكيس من دقيق القمح الأبيض الخالص.كما نود أن نشير إلى أهمية الدقيق المركب والاستفادة من تجارب البلدان السباقة الى استخدام التقانة في صناعة رغيف الخبز لتلبية الاحتياج منه خاصة وقت الأزمات والكوارث .وبحسب خبراء الزراعة فإن منتجات الدقيق المركب الناتج عن خليط من القمح مع الذرة أو الحبوب الأخرى له قيمة غذائية عالية مقارنة بدقيق القمح الصافي نتيجة لما تحتويه هذه التقانة من بذور تتضمن مواد مضادة للتأكسد الى جانب احتوائها على ألياف غذائية ذات نسبة عالية من الأملاح والمعادن تساعد على الهضم وخفض امتصاص الدهون ,الى جانب حماية القولون من الإصابة بالسرطان .
وتؤكد دراسات علمية في هذا الصدد أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الألياف هم أقل عرضة للإصابة بالجلطات القلبية والدماغية .يشار الى أن مصر كانت من الدول العربية السباقة في استخدام تقانة الدقيق المركب حيث وزعت الدقيق المخلوط أو المركب من القمح بنسبة 85% ودقيق الذرة بنسبة 20%، وكما استخدمت العراق هذه التقانة في عام 1990م أثناء الحصار وكذا قبل الاعتماد على برنامج الغذاء مقابل النفط عام 1996م فلجأت الى سياسية الاعتماد الذاتي على النفس، حيث وزعت دقيقاً مخلوطاً من القمح والذرة والشعير للاستفادة من ذلك في تغطية الاحتياج من الخبز.كما أن المكسيك هي الأخرى استخدمت التقانة لتلبية احتياجات أكثر من 50 مليون نسمة يعتمدون بدرجة أساسية على خبز الذرة في توفير الأمن الغذائي.

قد يعجبك ايضا