صنعه العقل اليمني..!!

يحيى محمد الربيعي
تطور اسلوب المواجهة مع العدوان من صفر الإمكانات الى القوة الضاربة.. تطور لم تصنع إنجازاته الصدف ولكنها الإرادة الصادقة في تحقيق غاية هي الانتصار.. الغاية التي عمل لها اليمنيون وبذلوا في سبيل الوصول اليها الغالي والنفيس تجاوز اليمنيون كل ما من شأنه أن يمثل حجر عثرة طرحوه جانبا.. انطلق الكل نحو الهدف الأهم.. دحر العدوان وقهر أدواته وكسر أنفة وكبرياء المشرعن الدولي.. الهدف الذي استحق أن تشحذ إليه الهمم وتنحني له الجباه بلا تهاون أو تخاذل.
إرادة بهكذا حضور لم تأت من فراغ أو بدافع تلقائي من الكادر; الفاعل الأساسي في هذا الإنجاز وإنما تكامل الجهود بين حكمة قيادة الثورة وتفهم الفاعلين في كل محاور المسيرة الباسلة.
المنجزات في مسار تطوير وتعزيز قدرات المواجهة وصولا الى القوة الضاربة هي من يتحدث عن نفسه بلسان حال يؤكد_ وبلا ريب_ أن خير ما فعلته أدوات تحالف العدوان أنها فرت حاملة معها ركام صراع قوى النفوذ وتطلعاتها.. فرت وتركت الساحة الوطنية بيئة خالية من حالات تغييب حرية الإبداع لتمسك المسيرة بزمام المبادرة من خلال انتهاج سياسة التسامح وتجاوز حزازات الماضي ليس عطفا أو مزايدة وإنما عن قناعة مصدرها المعرفة بأن نهوض الشعوب من ركودها يتوقف على قدر نضوج من يقودها.
يعتقد الكثير أن “البقاء الأقوى” مقولة تصلح فقط في عالم الغابات وليس في عالم البشر.. لن نكرر هنا ما يقوله الكثير، لأن تفاعل الواقع يثبت بالفعل لا بالقول أن مصطلح “الأقوى” ليس مقصودا به القوة العسكرية فحسب، ولكنه أيضا القوة العقلية، وفن الإدارة والحيوية السياسية.
فالقوة لا يمكن حصرها في حالة، أو شكل، أو مضمون معين، فهي تختلف باختلاف المواقف، ولكن ما علينا أن نتذكره دائمًا “أن البقاء بالفعل للأقوى”، والقوي يرفض الاستسلام أو الرضوخ، فهو دائمًا يضع نصب عينيه أن النصر حليفه ولابد أن يثبت وجوده طالما أنه حي على أرضها، لذا يُسخر كل إمكاناته لكي يحقق أهدافه، ويثبت أنه الأحق بالبقاء.
برهنت القوة الصاروخية_ حسب تقرير عسكري لعدنان علامة نشره موقع اضاءات_ امتلاك اليمن مقومات المواجهة وصناعة النصر_ ومن صنع العقل اليمني_ حيث تمكنت من إطلاق أكثر من 45 صاروخا باليستيا من ضمنها 3 صواريخ من نوع “بركان1 و3” صواريخ من نوع “بركان 2 و3” صواريخ من نوع “بركانH-2″ وصواريخ مجنحة استهدفت مواقع متفرقة لتجمعات تحالف العدوان على اليمن وادواته على امتداد خطوط المواجهة واختراق العمق السعودي وصولا الى شركة ارامكو ومطار أبها الدولي وصاروخ آخر أطلق على الإمارات، بالإضافة لإطلاق 3 صواريخ من نوع ” قاهرm2” و3 صواريخ من نوع ” زلزال3″ وصاروخ من نوع ” قاهر1” على ذات الأهداف.
كما أزاحت القوة الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية الستار عن صاروخ باليستي جديد يحمل اسم “بدر F”، وهو يحاكي من حيث المواصفات صاروخ توشكا الروسي، وتكمن أهمية هذا النوع من الصواريخ، بقدرته على توزيع قوته التدميرية على دائرة تصل مساحتها إلى 350 مترا وهو مخصص ضد تجمعات الأعداء في الأَماكن المكشوفة وهو يحتوي على حوالي 14000 شظية وينفجر فوق سطح الأرض على ارتفاع 20 متراً وهذا يعني بأن كل من يتواجد في دائرة 350 مترا فهو في عداد المصابين. ونسبة خطأه 3 أمتار فقط. كما طورت القوة الصاروخية صاروخ كروز مجنح لا يكشفه الرادار وقد دخل الخدمة فعلياً.
إلى جانب هذه الترسانة من الصواريخ المصنعة محلياَ لا يزال الجيش اليمني يحتفظ بصواريخ بعيدة المدى من نوع سكود بجميع فئاته. وصواريخ كاتيوشا قصيرة المدى. وراجمات صواريخ الغراد والغراد المعدّل والمعروف بالكاتيوشا الذي يتراوح مداه بين 20 و35 كلم وله راجمات بفوهات َمتعددة يصل عددها إلى40 فوهة وتؤَمن كثافة نيران لا مثيل لها وإصاباتها دقيقة.. واخيرا منظومة صواريخ الدفاع الجوي.
القوة الضاربة لم يكن أثرها بالغاً، في نفسية تحالف العدوان وفي صفوف مرتزقته فحسب، لكنه اخترق حاجز الصمت الصهيوني حيث صرح معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هارتس” الاسرائيلية عاموس هارئيل بأن الهجوم الناجح الذي شن على المنشآت النفطية شرق السعودية، “يجعل إسرائيل تنظر بقلق شديد إلى امتلاك الحوثيين في اليمن صواريخ طويلة المدى”، مشيراً إلى تصريحات نتنياهو بأنّ أحد الأهداف من نصب هذه الصواريخ “هو تهديد إسرائيل”.
وأن التحذيرات من المخاطر التي تنطوي عليها الترسانة الصاروخية لليمن استندت إلى معلومات استخبارية وصفت بالموضوعية أضافت اليمن إلى الجبهات المرشحة لتكون ساحة للانطلاق ضد إسرائيل.
وكشف تقرير مايكل نايتس_ الذي كان يعمل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الإدنى، وعمل في الشؤون العسكرية لدول الخليج وديناميات الردع لفترة دامت أكثر من عشرين عاماً_ عن نية الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات سرية تحتوي تدابير دفاعية تحقيق الصواريخ اليمنية لأهدافها إخفاقاً مهيناً لنظام الدفاع الجوي السعودي.
وقال مايكل هناك العديد من المكونات اللازمة للوقاية من وابل صواريخ جوالةٍ – من الرادارات وبطاريات الصواريخ ومدافع مضادة للطائرات – ولكن، من الواضح أن هذه المكوّنات لم تكن في حالة تأهب كافية أو أنها لم تُستخدم بجرأة كافية لدرء تلك الضربات.. لذلك ينبغي على الولايات المتحدة والشركاء الآخرين تزويد الرياض بمشورة عملية طارئة في مجال الدفاع الجوي، مع التركيز على التدابير العملية والقريبة المدى التي يمكن أن تعزز من قدرة المملكة على مقاومة هجمات الصواريخ الجوالة.. تشمل هذه الإجراءات إدارة التشغيل السريع للأنظمة الدفاعية المعنية، وزيادة تبادل المعلومات الاستخبارية، وبذل جهود لبناء الثقة التي تركز على التشغيل الآمن لمعدات الدفاع الجوي شبه الآلية بالقرب من البنى التحتية والمدن الرئيسية، بالإضافة إلى بعض التعزيز الرمزي بواسطة بطاريات الصواريخ وسفن الدفاع الجوي من قبل الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء.. مشيرا الى انه يجب على إدارة الرئيس ترامب والكونغرس الأمريكي التعجيل بإجراء التحديثات اللازمة لجعل أنظمة “باتريوت” السعودية متماشيةً مع معيار “باك-3″، وعرض تسريع عملية بيع البطاريات الدفاعية المصممة جزئياً لمواجهة الذخائر دقيقة التوجيه على غرار أنظمة أسلحة القتال القريب من نوع “أفنجر” و”فلانكس/سنتوريون”.
وقال التقرير إنه على الرغم من تأييد بعض السياسيين الأمريكيين للفكرة القائلة بأن السعودية استحقت هذه الضربة بسبب عملياتها في اليمن، إلا أن لدى واشنطن كل الأسباب – استراتيجياً ومعنوياً – للعمل مع شركائها الآخرين لإظهار وحدة الصف بوجه القوة الصاروخية للحوثيين.

قد يعجبك ايضا