مواطنون: السياحة الداخلية تحتاج إلى بيئة وظروف معينة لا تتوفر في الوقت الحالي
تعيش بلادنا وسائر بلدان العالم الإسلامي أياما مباركة لقضاء إجازة عيد الأضحى ويستمر لأيام عديدة تمثل محطة هامة لكثير من الأمور منها زيارة الأهل والأقارب زيارة مناطق ومعالم (رحلات سياحية) التفرغ التام للأسرة. ولعل عيد الأضحى المبارك ينظر إليه الكثيرون بأنه أهم الأعياد ولهذا يطلق عليه الكثيرون لاسيما في اليمن العيد الكبير ويحرصون على جعل أيامه ولياليه سعيدة لهم ولأسرهم ويسعون إلى الاستمتاع وإدخال البهجة والسرور في كافة المحيطين بهم فتراهم يخرجون ويسافرون في رحلات سياحية إلى مواطن ومواقع ممتعة ولهذا تزدهر السياحة الداخلية في عيدي الفطر والأضحى المباركين.
الثورة اعتادت خلال أيام الأعياد أن تكون قريبة من الناس تتحدث اليهم حول العيد وأين يذهبون لقضاء إجازة العيد.
هانحن نجدد لقاءاتنا مع عدد من الناس في صنعاء فالعام الماضي التقينا اناس من محافظة إب ولعل الآراء تختلف في مواطن عديدة إلا أنها تتفق في مواطن أخرى كثيرة فالجميع يحب أن يسافر خلال أيام العيد ولعل الكثير يتفق على محافظات أو مدن يمنية ساحلية وتتصدر عدن والحديدة قائمة أكثر المدن اليمنية جذبا للسياحة الداخلية ومن محافظات مختلفة إلا أن البعض يفضلون التنقل إلى أماكن قريبة من مساكنهم وآخرين يفضلون الحدائق ياترى هل مازالت.
بداية يقول الأخ سامي خليل من حراز والذي التقيناه قبل سفره إلى مسقط راسه قرية الهجرة وبصحبته زوجته وطفلته التي تقارب الست سنوات من عمرها يغادر صنعاء بعد عام قضاه في جد وعمل ليعاود إلى قريته ويعيش أيام العيد مع أهله وأصدقائه يقول سامي: هي مناسبة بتنا ننتظرها كل عام أنا وزوجتي وحتى ابنتي الصغيرة منذ أن بدأت تدرك وتفهم الأشياء من حولها باتت تسأل كثيرا متى سنسافر إلى البلاد حتى امي وابي ينتظرون العيد لاسيما عيد الأضحى لأنني لا يمكن أن أقضيه بعيدا عنهم قد اتساهل في عيد الفطر وحقيقة سأقسم إجازتي العيدية بين الهجرة والحديدة حيث سأقوم برحلة ثالث أيام العيد إلى الحديدة واستمر فيها ليومين متتاليين بصحبة الأهل أمي وأبي وزوجتي وابنتي ولكنني أخشى أن تكون مشكلة المجاري لازالت قائمة في الحديدة الأمر الذي سيعكر صفو الرحلة إن لم يلغيها تماما وحينها ساضطر إلى البقاء في الهجرة والعودة إلى صنعاء بعد الإجازة وهذا أمر مؤسف أتمنى أن لا يحدث.
ويرى الأخ عادل المراني وهو من ذمار ويعمل بصنعاء أنه في عيد الفطر المبارك أي قبل شهرين خرجنا في رحلة طويلة مع كافة الأهل أستمرت أسبوعين قضيناها في ذمار وأيضاٍ في مدينة عدن وكانت رحلة ممتعة جداٍ وسعيدة أحسسنا فعلا بفرحة العيد وكنا نتمنى أن نكرر هذه الرحلة في عيد الأضحى إلا أن عوائق كثيرة وقفت حائلا بيننا وبين ما نتمناه.
رحلة سريعة وخاطفة
ويتشابه عادل المراني مع الأخ أسامة الضلعي في قضاء إجازة العيد إلا أن الأسباب لدى الضلعي تختلف تماماٍ عن المراني فالضلعي يفضل هذا العيد أن يقضيه في صنعاء ولا مكان للتنزه أو الخروج في رحلات ولو قريبة مع أنه كما يقول يخرج كل عيد في رحلات تتجاوز أحياناٍ العاصمة صنعاء إلى محافظات أخرى ويظل أياما خارج صنعاء مصطحبا أهله في رحلة طويلة بحثاٍ عن المتعة والسعادة ولعله معجبا جدا بالحديدة وعدن ويعتبرهما أفضل وجهتين للسياحة الداخلية أثناء الأعياد.
رحلات قريبة
وهناك أشخاص يفضلون أو معتادون على قضاء أيام العيد في الأماكن القريبة من صنعاء ولعل منطقة القرية الموجود فيها أبرز المعالم السياحية وهو »دار الحجر« تمثل أفضل الوجهات السياحية لكثير من الأسر داخل صنعاء ومن هؤلاء الاخ سعيد محسن إبراهيم والذي أكد أنه حتى يوم أمس وهو في وادي ظهر »القرية« وفي كل عيد يزور هذه المنطقة من ثلاث إلى أربع مرات.
مؤكداٍ أن هذا لا يعني أبداٍ أنه لا يزور مناطق أخرى غير وادي ظهر فمثلاٍ سيزور غداٍ الجمعة ثلاء ويقضي فيها فترة الصباح حتى الظهيرة ويغادرها باتجاه شبام كوكبان حيث يتناول طعام الغداء في مطعم حميدة الشهير وهذا عادة يداب عليها كل عيد مع تخصيص ايام لزيارة الحدائق في العاصمة صنعاء.
الأخ عبدالله قاسم نور الدين فضل أن يسافر مع أهله إلى مسقط رأسه في محافظة إب ويعود لقضاء إجازة العيد في صنعاء حيث وهو مرتبط بالعمل أثناء العيد ولهذا فضل أن يتيح الفرصة لأبنائه أن يستمتعوا في العيد بمسقط الرأس. ويعتبر نورالدين أن قضاء الإجازة في البلاد له طعم خاص ونكهة من المتعة والسعادة تفوق مئات المرات أيام العيد في أي منطقة اخرى.
مؤكداٍ أنه يشعر ببالغ الأسى والحزن كونه لم يستطع قضاء إجازته لهذا العام في مسقط الرأس خاصة أن محافظة إب هذا العيد فيها من الجمال والطبيعة الخلابة ما يبهر الأنظار ويفتن الألباب أمطار وخضرة وينابيع عذبة وشلالات كلها لوحات فاتنة جدا.
زيارات وحدائق
ويفضل الأخ زكريا محمد عبدالله أن يقضي اجازته هذا العيد في صنعاء لكنه يرى أن الخروج للتنزه أمر بالغ الأهمية للأسرة ويقول: عملنا على وضع برنامج يومي متنوع بين زيارات للأهل والأصدقاء والمقيل معهم أو الخروج إلى الحدائق لإفساح المجال للأطفال كي يلعبوا ويسرحوا ويمرحوا مستمتعين بهدا العيد.
وأضاف: الخروج في رحلة خارج صنعاء إلى أماكن ومحافظات أخرى يحتاج إلى تهيئة الأجواء المناسبة حتى يستطيع المرء أن يستمتع برحلة خالية من أية صعوبات أو عوائق ولعل الأجواء هذه الأيام غير مناسبة بالمرة حقيقة كانت هناك آراء قوية من الأهل بضرورة القيام برحلة إلى محافظة الحديدة أو محافظة عدن إلا أننا وجدنا أن قضاء العيد بصنعاء أفضل بكثير من الخروج.