الحمد لله وحده صدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا شيء قبله ولا شيء بعده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد على آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وأتباعه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين أما بعد:
ومن سار على الأضحى المبارك من أيام الإسلام الغالية العظيمة التي لها في نفوس المسلمين جميعاٍ على مر الزمان مكانة عالية وذلك لأنه يوم يمثل فالنسبة للأمة الإسلامية معانُ متعددة منها:
أولاٍ: أنه يوم العيد الأكبر يوم العيد يعني الفرح والسرور والبشر والحبور والراحة النفسية والسعادة القلبية ولأن الإسلام دين يراعى كل جوانب الإنسان فلم يغب عن شريعة الإسلام هذه المعاني فشرع الإسلام للمسلمين عيدين عظيمين عما عيد الفطر وعيد الأضحى وكلا يأتي بعد إتمام عبادة عظيمة لله تعالى فعيد الفطر يأتي عقبة صيام وكأن فرح المسلمين يكون بتمام طاعتهم لله وعز وجل- كما قال الله تعالى وكأن فرح المسلمين يكون بتمام طاعتهم لله – عز وجل- كما قال الله تعالى »قل بفضل الله وترحمته فبذلة فليفرحوا هو خير مما يجمعون« سورة يونس أية رقم »58« وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم – لما هاجر إلى المدينة المنورة وجد أهلها يحتلفون بيوم معين يتخذونه عيداٍ فقال: ما هذا¿ قالوا: يا رسول الله هذا يوم نتخذه عيداٍ لنا قال: إن الله أبدلكم خيراٍ منه يوم الفطر ويوم الأضحى.
ثانياٍ: هو يوم الغداء والتضحية: وذلك أن سيدنا إبراهيم عليه السلام- كما ابتلاه الله- تعالى- بذبح ولده إسماعيل- عليه السلام- واستجاب سيدنا إبراهيم لأمر الله تعالى فداه الله – عز وجل بذبح عظيم أنزله الله من السماء فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام- ومن وقتها صارت الأضحية سنة عن سيدنا إبراهيم وعليه السلام ولذلك ما سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم- عيد الأضاحي قالوا: يا رسول الله ما هذه الأضاحي قال: سنة أبيكم إبراهيم قالوا فما لنا فيها قال: بكل شعرة من الصوف حسنة .
ثالثاٍ: هو يوم التسليم لله- تعالى- والانصياع لأمره سبحانه وذلك أن سيدنا إبراهيم عليه السلام- في هذا اليوم سلم الأمر لله واستجاب لأوامر الله وهم أن يذبح ولده طاعة لله- تعالى وكذلك سيدنا إسماعيل عليه السلام ولذلك قال القرآن الكريم عن هذا التسليم لأمر الله تعالى » فلما بلغ معه السعي قال با نبي إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه إن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم« سورة الصافات الآيات »102-107«.
رابعاٍ: هو يوم انتصار على الشيطان الرجيم: وذلك أن سيدنا إبراهيم عليه السلام- لما ابتلاه الله عز وجل بذبح ولده إسماعيل أخذ الشيطان يأتي إليه ليصرفه عن تنفيذ أمر الله تعالى ولكن سيدنا إبراهيم بقوة إيمانه وصدق يقينه بالله ينتصر على الشيطان فلم يجد الشيطان مدخلاٍ إليه فيذهب إلى ولده إسماعيل فيجد نفس اليقين ونفس الإيمان بالله فينتصر الجميع على الشيطان ثم يصيح نصرهم هذا على الشيطان الرجيم إلى يوم الدين منسكاٍ من مناسك الحج فيرمى الحجاج الجمرات عقب إفاضتهم من عرفات في مظهر يبين أن المسلم يعرف عدوه ويحذره ولا يطيع أمره لأن الشيطان عدو للإنسان ويجب على المسلم أن يتخذه عدواٍ قال تعالى :»إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواٍ إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير« سورة فاطر أية رقم »٦«.
خامساٍ: يمثل عيد الأضحى بالنسبة للمسلمين يوم التراحم والترابط والتواد بين المسلمين جميعاٍ وذلك حينما تزاور المسلمون في هذا اليوم ويصلون الأرحام ويعطف الغني على الفقير ويعود الصحيح منهم المريض يدخلون السرور على الفقراء والمساكين وتمثلون في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: »مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى«.
كل هذه المعاني يمثلها يوم الأضحى المبارك للمسلمين ولو أن الأمة الإسلامية عاشت هذه المعاني واستشعرت هذه الروحانيات لعادات الأمة إلى الله ولعادت للأمة مكانتها وهيبتها ومنزلتها بين الأمم كما أراد الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يجمع شمل الأمة وأن يوحد كلمتها وأن يوفقها للخير .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
• عضو البعثة الأزهرية باليمن
Prev Post
Next Post