ممثل لجنة رفع الحصار في الخارج محمد الزبيدي لـ” الثورة “: فعالياتنا القادمة ستكون أكبر من سابقاتها وتضليل العدوان أكبر التحديات
كشف ممثل لجنة رفع الحصار عن اليمن، في الخارج الأستاذ محمد الزُّبَيْدي عن أضرار مادية كبيرة تعرض لها المغتربون اليمنيون بسبب الحصار والممارسات العنصرية لمرتزقة العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي في جنوب الوطن المحتل بإيعاز اماراتي سعودي، مؤكداً أن اللجنة تبذل جهوداً لإطلاع الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الأممية على ما خلفه الحصار من نتائج كارثية وأوضاع مأساوية على المستوى الداخلي للوطن، ومن معاناة ومكايدات العالقين اليمنيين في الخارج من المرضى والطلاب والمغتربين والمسافرين على المستوى الخارجي.
وتطرق الزُّبَيْدي في حديث صحفي لـ “الثورة” من مدينة نيويورك بالولايات المحتدة الأمريكية، الى ما تعرض له المغتربون من أضرار مادية ونفسية طالتهم وأسرهم وأطفالهم، وجهود وبرامج وأنشطة اللجنة وفعالياتها القادمة، ومدى التنسيق بين المغتربين داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، وكذلك التحديات والعراقيل التي تواجه اللجنة وغير ذلك من القضايا في هذا اللقاء:لقاء / محمد محمد إبراهيم
بداية حدِّثنا عن مدى معرفة الرأي العام العالمي بما يجري في اليمن..؟
– اسمح لي أن أرفع أولا عبر جريدة “الثورة” أسمى آيات التهاني للقيادة الثورية والسياسية وللشعب اليمني والأمة العربية والاسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم سائلين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة علينا وشعبنا وأمتنا بخير وسلام.. وردا على سؤالكم يمكن القول إن دول تحالف العدوان عندما بدأت عاصفة الحزم، في 26 مارس 2015م عمدت منذ أول لحظة الى تضليل الرأي العام العالمي بما يجري في اليمن، ولكن مع مرور الزمن انكشفت حقائق العدوان على اليمن، واتضحت للعالم جرائم الحرب البربرية التي تطال الشعب اليمني.. ومن الملاحظ اليوم أن هناك تفاعلاً كبيراً من معظم شعوب العالم وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على وعي شعوب العالم وادراكهم حجم الاجرام السعودي بحق ابناء الشعب اليمني وأن ما جرى ويجري للعام الخامس على التوالي في اليمن، ليس سوى حرب عدوانية وحصار خانق على شعب بأكمله من النظام السعودي الكهنوتي.
مواقف الحقوقيين
برأيك لمن يعود فضل كشف هذه الحقائق.. وما هو دور الناشطين والحقوقيين والمنظمات المدنية.. ؟
– يعود الفضل في ذلك الى الصمود اليمني وموقفه المستميت على قضيته العادلة، يضاف إلى ذلك دور فعال قدمه النشطاء والحقوقيون اليمنيون ومن انضم إليهم من الناشطين العرب والأحرار في العالم ومنظمات المجتمع المدني في الخارج، فقد نقلوا جرائم العدوان للعالم وفي نفس الوقت نقلوا معركة الصمود الحقيقية في مواجهة العدوان السعودي الذي استهدف اليمن أرضا وإنساناً، فشكل هؤلاء الناشطون جبهة عصية على الانكسار، وأصبح لهم صوت عالٍ وصدى مسموع على مستوى المحافل الدولية العالمية حيث تصدرت أنشطتهم وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري العالمية، تلك الأنشطة التي تحمل صوت الشعب اليمني ومظلوميته وما يتعرض له أبناء الشعب اليمني أطفالا ونساء وكهولاً، من انتهاكات وجرائم تحالف العدوان السعودي الإماراتي، ومن دار في فلكهما.
كما نقلوا مشاكل العالقين اليمنيين في الخارج طلابا ومرضى ومسافرين، ومعاناتهم وما يكابدونه جراء عدم قدرتهم على العودة بسبب الحصار الخانق، كما أوصل هؤلاء الناشطون والحقوقيون إلى صدارة الصحف العالمية صرخات اطفال اليمن المستغيثة الى العالم ورسموا الصورة الحقيقية والواقعية لوحشية العدوان الغاشم، هذه الأدوار لفتت انتباه الرأي العام العالمي وكذلك الشعوب التي تقود أنظمتها هذا العدوان وتقف خلف هذه الجرائم بكل وسائل الدعم اللوجستي.
الشعب الأمريكي
هل نفهم من هذا أن الشعب الأمريكي غير راضٍ عمَّا تقترفه الإدارة الأمريكية من جرائم في اليمن بدعمها للعدوان بالسلاح الفتاك والمحرم دوليا.. ؟!
– بالتأكيد.. نعم.. ومن الجدير هنا الإشارة إلى أن الشعوب لا تملك من امرها شيئاً، بالذات في قرارات الحروب الظالمة التي تتم مغالطة الشعوب بمشروعيتها وبذرائع واهية، فالشعوب ميّالة للسلام، والشعب الأمريكي شعب عريق وديمقراطي متعايش بل يعد أكثر شعوب العالم تنوعاً، وتالياً لذلك فإننا نلمس يوميا في واقع تعاملنا مع المنظمات وكافة شرائح المجتمع أن الشعب الأمريكي يرفض رفضاً باتاً سياسيات الإدارة الأمريكية الخارجية في الشرق الاوسط.
لا أقول هذا مبالغة.. بل من واقع عملي فقد لمست هذا الرفض من بعض لقاءاتي مع نشطاء وحقوقيين أمريكيين خلال أنشطة في ولاية نيويورك حيث شاركوا معنا في عدة فعاليات ووقفات احتجاجية ضد بيع الأسلحة للنظام السعودي أو الدعم اللوجستي للحرب على اليمن.. الادل من ذلك ما يجري اليوم من مساعٍ لمحاكمة ترامب في جرائمه وقراراته العنصرية، ولعل العالم قد سمع هذا من وسائل الاعلام.
رفع الحصار
وأنت تمثل لجنة رفع الحصار خارج الوطن .. حدثنا عن البرامج العملية للجنة، في الخارج..؟!
– لجنة رفع الحصار تشكلت في الخارج منذ الأسبوع الأول للعدوان والحصار ، كان تشكيلها طوعياً وبتداع وطني حر من المغتربين اليمنيين في أمريكا، بعد ذلك ومع استمرار العدوان والحصار وتحولات الملف اليمني في المحافظات المحتلة وممارسات المرتزقة العنصرية، صارت الحاجة أكثر لتأطير اللجنة بإطار رسمي يعزز قدراتها على التنسيق بين الداخل والخارج، لتضم اللجنة خمسة اعضاء ومنسقين ومشرفين على اللجان الميدانية، كما تضم العديد من النشطاء في الخارج تحت قيادة رئيس الفرق الميدانية في الخارج، ولها برامج يتم تنفيذها وفق عمل منسق وتواصل مباشر مستمر والعمل يسير على قدم وساق في ايصال صوت الشعب اليمني المحاصر الى العالم.
كسر التعتيم
حتى الآن كم عدد الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي نظمتها اللجنة أمام مبنى الأمم المتحددة..؟ وما مدى التواصل والتنسيق مع هذه الفروع أو مع قيادات الجالية داخل أمريكا وخارجها..؟
– الأهم من تحديد كم العدد، هو الإشارة إلى أن هناك عدداً كبيراً من الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات والمراسلات المتواصلة بين اللجنة وبين المنظمات المدنية الحقوقية الأمريكية والدولية، وكذلك مع المنظمات الإنسانية المنبثقة عن الأمم المتحدة، هذه البرامج والأنشطة والمراسلات لعبت دورا حاسماً في تغيير المعادلة لصالح الحقيقة التي تفيد بمظلومية اليمن وقضيته العادلة.
وبالنسبة للتنسيق، أود الإشارة إلى أن قيادة لجنة رفع الحصار ، تتواصل بشكل مباشر مع كافة النشطاء في الخارج في عمل منظم نحو هدف واحد وهو رفع الحصار بصفة عامة وفتح مطار صنعاء بصفة خاصة وكأول اجراء رفع الحصار عن كافة الموانئ والمطارات اليمنية.
حملة دولية
على ذكر مطار صنعاء، سمعنا أن اللجنة شرعت في تنفيذ حملة دولية .. ما هي مضامين هذه الحملة.؟ وما مدى التنسيق بين اللجنة في الخارج والجهات الرسمية في داخل الوطن.. ؟!
– نعم شرَّعنا في تنفيذ حملة دولية واسعة مضامينها ومنطلقاتها ترتكز حول مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وشعوب العالم بالضغط على دول تحالف العدوان السعودي الاماراتي لرفع الحظر الجوي عن مطار صنعاء الدولي الذي سينقذ 18 مليون يمني، وتأتي هذه الحملة بالتنسيق مع كل شرفاء واحرار العالم من الناشطين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني.. وهناك انشطة ميدانية قادمة ستكون أكبر من سابقاتها على المستوى الداخلي والإقليمي.
التنسيق قائم وبمستوى عالٍ، فاللجنة تعمل ليل نهار بكل مساراتها الهيكلية، لإنجاح وتوسيع الحملة، قيادةً عبر رئيس اللجنة المستشار/ حميد عبدالقادر عنتر، وميدانيا عبر رئيس فريق العمل الميداني الأستاذ/ خالد الشايف مدير عام مطار صنعاء الدولي، وتواصلاً عبر منسق الحملة العام الاخ/ عبدالرحمن إسماعيل الحوثي.
ممارسات عنصرية
كيف تقرأ لجنة رفع الحصار عن اليمن في الخارج ما يجري في جنوب الوطن من ممارسات مناطقية بحق أبناء شمال الوطن..؟
– أمر محزن ما يجري في جنوب الوطن من عبث سعودي اماراتي بالقرار اليمني، وهو محاولة عبثية لإحداث الفوضى التي تكفل لدول العدوان مزيداً من الفرز الطائفي والمناطقي وزرع التفرقة والتمييز بين أبناء الوطن الواحد، خدمة لمصالح المستعمر الجديد..
• “مقاطعاً-” إلى أي مدى أثرت هذه الممارسات على اليمنيين داخل وخارج الوطن..؟
– بكل تأكيد هناك تأثير سلبي كبير، ضاعف من معاناة ومكابدات اليمنيين داخل الوطن، فالمريض في صنعاء لا يستطيع الوصول إلى عدن بل هناك حالات كثيرة من المرضى الذين ماتوا في الطرقات، واحتجز المرتزقة مرافقيهم، ورحَّلوا الكثير من أبناء محافظات شمال الوطن، من البساطين والباعة المتجولين وأصحاب المحلات والمشاريع المعيشية، وكذلك ضاعفت هذه الممارسات من معاناة اليمنيين في الخارج من المغتربين والطلاب والمرضى العالقين الذين لا يستطيعون العودة عبر عدن أو سيئون.
برأيك هل ستؤثر هذه الممارسات على الهوية اليمنية ووحدة النسيج الاجتماعي؟
– برأيي الشخصي لن تؤثر هذه الممارسات على الهوية اليمنية ولا على وحدة النسيج الاجتماعي، لسببين اثنين: الأول إن هذه الممارسات وقتية ترتبط بسياسة المستعمر الجديد الذي يحاول تقليد المستعمر القديم عبر سياسة “فرِّق تسد”، ومثلما فشلت هذه السياسة الاستعمارية لغزاة الماضي، ستفشل وسيفشل غزاة الحاضر في البقاء بجنوب الوطن، والثاني: إن وحدة النسيج الاجتماعي محمية بوعي الشعب وعمق الأرض والحضارة والتاريخ، بل باتت النفوس أكثر صلابة في التسمك بالوحدة، حتى الذين كانوا يدعون إلى الانفصال في جنوب الوطن، باتوا الآن يدركون قيمة الوحدة الوطنية وخيرها وسلامها.
وعي المغتربين
ماذا عملت اللجنة إزاء هذه الممارسات..؟ وكيف لمست وعي المغترب تجاهها..؟
– نعمل في اللجنة بشكل مستمر على رفع مستوى الوعي الوطني، وحثهم على التوحد والتمسك وبالهوية اليمنية والوحدة الاجتماعية.. والحقيقة الأهم في هذا المقام هي أن المغتربين اليمنيين كانوا موحدين في زمن التشطير، وكانت الهوية اليمنية تجمعهم تحت مظلة “اليمن” مهما كانت ظروف وطنهم الأم المشطر، صحيح أن الصراعات السياسية داخل الوطن تؤثر على تجمعات وتوجهات المغتربين، إلا أنهم ينسون كل الخلافات عندما يستشعرون الخطر يحدق بالوطن.
وهل لدى اللجنة في الخارج صورة كاملة عن المغتربين العالقين بسبب الحصار وما يجري في جنوب الوطن من احتلال..؟!
– نعم ندرك حجم المعاناة التي يمر بها المغترب اليمني جراء هذا الحصار الخانق وما يلقاه من صلف في التعامل حين عودته عبر مطارات يسيطر عليها الغزاة في جنوب الوطن.. العالقون اليمنيون كثر بل يقدرون بعشرات الآلاف إن لم نقل مئات الآلاف منهم المرضى والطلاب ورجال الأعمال والكوادر الطبية والمهنية والجامعية لا يستطيعون العودة عبر مطار عدن أو عبر مارب أو عبر حضرموت، خصوصا بعد احتجاز البعض واخفائهم حتى الآن..
لقد لحقت بالمغتربين اليمنيين أضرار مادية كبيرة، حيث يضطر المغترب الى السفر عبر عدة مطارات بتكاليف باهظة بالإضافة الى مشقة السفر والمخاطرة.. ومنهم من خسر عمله إما لتأخره في اليمن نتيجة الحصار، أو نتيجة علوقه خارج الوطن، وهناك أضرار نفسية طالت المغترب وطالت أسرته وأطفاله.
تفاعل الإعلام
ما تقييمك لتفاعل وسائل الإعلام في الخارج مع المظلومية اليمنية.. ؟!
– هناك تفاعل جيد، هناك كثير من الشبكات الإعلامية المستقلة خصوصا ممن يعملون على نقل الواقع الحقيقي لما يجري في اليمن من حرب عدوانية وحصار خانق على شعب بأكمله ونحن بدورنا نشكرهم على ذلك.. ولكن كل ذلك ليس بالمستوى المطلوب ويحتاج الى المزيد من التفاعل على مستوى الإعلام الوطني في الداخل، وكذلك الاعلام العالمي الحر والمستقل والمهني الذي يرفض دائما الإغراءات أياً كان ثمنها، بل يظل صادحا بصوت الحقيقة.
تحديات وعقبات
ما التحديات والعقبات التي تواجه اللجنة في عملها وتحقيق أهدافها؟!
– أهم التحديات التي تواجهها اللجنة في الخارج هو التزييف الاعلامي الذي ينتهجه العدوان، وزخم الحرب الاعلامية المأجورة من النظامين السعودي والإماراتي، والتي تحاول دائماً خلط الاوراق وتزييف الحقائق، أيضا التجاوب الأممي ليس بالمستوى المطلوب رغم وصول رسائلنا.. ومن التحديات التي نواجهها انقسام اليمنيين الذي كان يشكل معضلة في البداية لكن الانقسامات تلاشت نوعا ما.
ما هي رسالة اللجنة لأبناء الجاليات اليمنية في ولايات أمريكا وفي العالم تجاه قضية وطنهم الأم خصوصا بعد انكشاف الأهداف الخفية للتحالف..؟!
– ادعو الجميع إلى التوحد ونبذ التفرقة والعمل من اجل الوطن وقضيته العادلة بعيداً عن التحزب والانتماء المناطقي، وإلى أن نجعل اليمن حزبنا الكبير ونكون يداً واحدة ضد التدخل الخارجي ونحكِّم العقل وأن يكون مرجعنا كتاب الله..
كلمة أخيرة
كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء.. ما هي؟!
– أود أن أشكر اعضاء اللجنة التحضيرية للحملة الدولية لفتح مطار صنعاء الذين عملوا بجد على إخراج هذه الحملة الى النور، ايضاً الشكر الجزيل الى النشطاء والحقوقيين والنخب السياسية في الداخل والخارج على حجم التفاعل الذي بذلوه في الآونة الاخيرة في كشف جرائم العدوان على شعبنا اليمني وتعرية مرتزقته.
mibrahim734777818@gmail.com