المولد .. ذروة الجمال والمحبة
مها موسى
في رحاب أرض الرحمن وفي بلدة طيبة وصفها الله بأرض الجنتين .. وقفت الجبال الراسيات بأهلها قبل حجارها .. واستقبلت أزهى أيام الربيع الهجري .. وأعلنت عن احتفائها بأعظم مناسبة رغم عظم وجعها ومواجهتها عدوان دق ناقوس الموت بمبرر الحقد .. مضاف عليه كمية غباء سياسي وعسكري غير طبيعي وحصار ذبلت بسببه شفاه الباسمين من البسطاء والمستضعفين ..
عصب الشعب على بطنه حجارا وهو يقول الموت الموت لإسرائيل .. وهيهات منا الذلة .
واليوم بعد مرور شريط خمسة أعوام من العدوان على هذه الأرض تنعكس آية عظيمة تثبت أن من تمسك بحبل الله وهو في قاع الهلاك حتما ينجو .
وهذا ما يحدث اليوم في بلد الإيمان والحكمة بلد قال عنه النبي صلى الله عليه و على آله «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
نعم .. احتفت اليمن بكل ما فيها من رجال ونساء وأطفال بمولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
صنعاء وغيرها من المدن اليمنية بدت في زينتها وكأنها مدن صنعت من وحي الخيال لشدة جمالها، فقد امتدت بين الجبال الشاهقات قطع خضراء وبيضاء تعبر عن احتفاء اليمنيين بهذه المناسبة، وإضاءة خضراء زينت الشوارع والمنازل والجسور والانفاق ، حتى أزقة صنعاء القديمة، تلك اللوحة الاثرية الجميلة .. تزينت بخضرة الجنة فبدت فائقة الروعة والجمال ، تهدي بذلك نفحات ياسين وطه ومحمد إلى عموم اليمن، مختتمة تلك السور بصلوات على النبي وآله كأنها موسيقى خصصت فقط لهذه الليالي المباركة .
في هذا العام ترى الجميع يهنئ الجميع .. ويتبادلون أطراف الحديث حول المولد النبوي الشريف، وفي ذلك يتجمع الأطفال حول الكبار كل يعبر عن مدى حبه للنبي وتعلقه به ..
فيضع سؤالا بديهيا، ماهي دلالات آية شعار هذا العام ؟
ماذا يعنى قوله تعالى « قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة»؟؟
هذه الآية الكريمة هي رسالة لنا بأن علينا أن نزن أنفسنا منها في قالب الواقع .. فهنا يكمن أصل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.