
أراد مختار الدهبلي يعمل مبرمج في احدى الشركات بصنعاء الهروب من ضغوط العمل المضنية بأخذ إجازة مناسبة تزيد عن اسبوعين للشعورة نتيجة لذلك بالإرهاق والتعب الشديد والإجهاد البدني والنفسي .
لكنه كما يقول انتقل من ضغوط عمله المجهد إلى ضغوط أخرى يعيشها طوال اليوم مع أسرته في هم أسري معيشي يوم◌ُ مضن◌ُ لا يختلف عن ضغوطات العمل المتواصلة .
ويعاني مختار وغيره من المواطنين والعمال اليمنيين من معضلة رئيسية لم يجد لها حل للتعامل معها تتمثل في السيطرة على كل هذه المؤثرات الشاقة وإدارتها والتحكم بها بحيث لا تتحول الى مشكلة صعبة تؤثر على انتاجيته وقدرته في تأدية عمله الذي يعتبر من أكثر الأعمال التي يتعرض أصحابها لضغوط يومية مجهدة .
يرى المدرب في التنمية البشرية إبراهيم السعدي أن مؤسسات الأعمال المحلية ترزح تحت ضغوط هائلة تختلف نوعا◌َ ما عن المؤثرات المتعارف عليها عادة في بيئات الأعمال المختلفة.
ويقول: إن هناك اختلاطا◌ٍ بين المؤثرات البيئية المحيطة بالفرد أو العامل اليمني بالوضع العام بالجهة التي يعمل فيها.
ويؤكد أن وضعية الحياة العامة التي يملؤها الصخب والضجيج والهم اليومي المعيشي والوضع الصحي وتأثير بعض العادات الحياتية وغيرها من العوامل التي تأتي بالعامل اليمني سواء كان مسئولا◌ٍ أو موظفا◌ٍ عاديا◌ٍ إلى مقر عمله محملا◌ْ بكم هائل من الضغوط .
ويوضح أن الضغوطات عبارة عن مثيرات ناتجة عن عدم استقرار وفقدان العامل أو الفرد بشكل عام السيطرة على شخصيته ومراقبة سلوكه المتوقع¡ حيث تنتج مزيج◌ٍا من الإحباط المتمثل بعدم القدرة على إنجاز الهدف¡ والقلق وهو الخوف من العقوبة لعدم الوصول إليه.
ويشدد على أن انتشار العديد من الأمراض مثل السكر وضغط الدم وتقرحات المعدة وحالات مرضية أخرى كالنفسية وغيرها تأتي نتيجة لعدم القدرة على التحكم والسيطرة على ضغوط الحياة اليومية وكذا ضغوط العمل.
أخطار
أظهرت الدراسات أن أخطار الضغوط المتعلقة بالعمل تضاهي الأخطار الكيميائية والبيولوجية
ولهذا فإن استجابة الناس لها تختلف باختلاف شخصياتهم.
وهكذا مواعيد إنجاز الأعمال والمشاريع التي تلوح لنا في الأفق وتضغط علينا تختلف باعتمادها على درجة مدى قبول الشخص للتحدي وإرادته للعمل الجماعي وتعاونه مع الزملاء في نجاح العمل¡ وكونه عضو أسرة يتفøهم حاجة الموظف لساعات عمل إضافية مع عوامل أخرى.
ويرى مختصون في التنمية البشرية أن الضغوط عندما تكون خفيفة نسبي◌ٍا على الشخص تكون قوة إيجابية ومحفزة للتغيير المرغوب فيه والإنجاز ¡أما الضغوط الكبيرة فقد تكون نتائجها سلبية كتنغيص النوم ¡ والصداع والقروح وارتفاع الضغط والأزمات القلبية وغيرها.
مؤكدين أن الاستجابات الإبداعية في إدارة الضغوط والتي تسعى جهات الأعمال إلى إيجاد بيئة منافسة يتطلب منها تشجيع موظفيها في بيئة متغيرة حتى تصبح بلا ضغوط.
حلول
هناك طرق مختلفة بحسب خبراء لمساعدة الأفراد في إدارة الضغوط أهمها المحافظة على صحة العاملين¡ وهذا يتحقق من خلال ممارسة الرياضة المنتظمة¡ والحصول على الراحة المناسبة والأهم تناول غذاء صحي.
يضيف هؤلاء الخبراء: العناية بالموظف أصبحت تجارة رابحة وأولوية أخلاقية.
كما أن مساعدة العاملين بسيط جد◌ٍا بتشجيعهم على الحصول على استراحات وإجازات منتظمة. فالإجازات تجعل الموظف يعود لعمله ويجدد طاقته وينعش أداءه¡ بالإضافة إلى أهمية تصميم برامج أخرى تهدف إلى مساعدة العاملين في تقليص الضغوط والوصول إلى وضع صحي جيد للعامل وحياة متوازنة¡ من خلال التغذية الجيدة والاستشارات الطبية والتمارين الرياضية¡ وكذا تطبيق ساعات دوام مرنة والتي تناسب ظروف الموظفين والعاملين.
