إن مخطط الإمارات لتقسيم اليمن وفرضه بالقوة رافقه ارتكابها لجرائم ضد الإنسان اليمني، وفقاً لتقارير دولية؛ منها تقرير فريق خبراء مجلس الأمن، حيث أنشأت أبوظبي عدداً من السجون السرية ومارست تعذيباً وانتهاكات بحق نشطاء يمنيين، فضلاً عن تورطها في سلسلة اغتيالات طالت سياسيين وأئمة مساجد وقادة اجتماعيين.
يقول التاريخ إن دعم تقسيم اليمن ليس مخططاً إماراتياً حديثاً يسعى إليه أبناء زايد؛ فوالدهم الشيخ زايد بن سلطان سبق أن دعم الانفصاليين في حرب صيف 1994م، لكن النتائج لم تأتِ كما تشتهي سفن أبوظبي وبعض العواصم الإقليمية على رأسها الرياض لكن إرادة اليمنيين انتصرت عليهم جميعا.
الدعم الإماراتي لتقسيم اليمن أكده فيديو قديم انتشر قبل أشهر ويعود إلى العام 1994م، يظهر فيه الرئيس الأسبق، علي عبدالله صالح، يخاطب قوات في الجيش: “أنتم قهرتم وانتصرتم على فهد ونظام فهد (الملك فهد بن عبد العزيز)، والشيخ المجنون زايد (الشيخ زايد بن سلطان)”، رئيس الإمارات الراحل.
وبحسب مراقبين فإن مشروع تقسيم اليمن بالنسبة للإمارات هو مفتاح للسيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي والقريب من مضيق باب المندب، وما يشكله من منافسة لموانئ دبي في حال تم تشغيله بشكل جيد، وأيضاً مفتاح للسيطرة على جزر يمنية مهمة مثل سقطرى وميون، ومفتاح السيطرة على الموانئ والسواحل المطلة على خطوط إمدادات الطاقة في البحر الأحمر”.
وبعد أن تلقت دويلة الامارات صفعات مدوية في كل من جيبوتي والصومال فقد ازدادت تشبتاً بموطئ قدم لها في اليمن وخط الملاحة الدولي، فضلاً عن أن المطامع الإماراتية عقب ثورات الربيع العربي أصبحت أكثر وضوحاً في عدد من البلدان، وخصوصاً في منطقة القرن الأفريقي.
وكانت جيبوتي والصومال أنهتا اتفاقيتي ميناءي دور إليه وبربرة، وهما يشكلان بالإضافة إلى ميناء عدن مثلثاً تجارياً استراتيجيا مع الموانئ الأفريقية، والخطوة نفسها كانت اتخذتها الحكومة اليمنية عام 2012، حيث ألغت مؤسسة موانئ عدن اتفاقية تأجير الميناء الاستراتيجي لشركة موانئ دبي العالمية، وهو ما دفع الإمارات وفقاً لمراقبين- للعودة إليه ولموانئ يمنية أخرى بقوة عسكرية؛ جاءت تحت ذريعة إعادة الشرعية.
وتنفذ الإمارات أجندة دولية تتجاوز أجندتها باعتبارها دولة وظيفية طارئة أوجدتها المصادفات السياسية المعاصرة، ليس لها جذور ولا امتدادات، وليست دولة في الأساس، والحقيقة أن ما لم ترده بريطانيا أو أمريكا بصورة ظاهرة توعزان إلى الإمارات لتنفيذه على طريقتها، فالإمارات اليوم هي لسان حال بريطانيا. هذا باختصار.
ومن أهداف التقسيم أيضاً هو ضرب أي تحول ديمقراطي في اليمن والقوى التي يمكن أن تكون رافعة لهذا التحول؛ حتى لا يحدث أي إلهام لشعوب المنطقة، مثل الإمارات ، وتعمل جاهدة على ضرب القوى السياسية والشعبوية وتدعم الحركات السلفية المتشددة.
بتصرف/عن الخليج الجديد