الثورة /
حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)من أن التكاثر الصيفي للجراد الصحراوي، والذي تضاعف بسبب الأمطار الغزيرة، يمكن أن يشكل تهديدا خطيرا على مناطق الإنتاج الزراعي في اليمن والسودان وإريتريا وأجزاء من إثيوبيا وشمال الصومال خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وقال تحذير المنظمة: إن التهديد قد تنتجت عنه آثار ضارة على الغلال الزراعية الموسمية والاقتصادات المحلية بما “يؤثر على الأمن الغذائي وسبل عيش السكان” في اليمن وبلدان القرن الأفريقي. وأوردت الفاو إنه تم إجراء عمليات مراقبة أرضية وجوية مكثفة في إيران غطت 712 ألف هكتار، والمملكة العربية السعودية (219 ألف هكتار)، والسودان (105 آلاف هكتار) هذا العام.
وحسب المنظمة، فقد قللت هذه العمليات بلا شك من أعداد الجراد، “لكنه لم يمنع الأسراب تماما من التكاثر والانتقال إلى مناطق التكاثر الصيفي التقليدية” في اليمن والسودان والقرن الأفريقي وعلى طول جانبي الحدود الهندية الباكستانية، حسب بيان التحذير.
وصنفت المنظمة الأممية المعنية بالأغذية والزراعة تصاعد حالة تفشي الجراد الصحراوي في المناطق الداخلية والساحلية في اليمن وداخل السودان بأنه “خطر متوسط إلى مرتفع”.
وحذر البيان المنشور على الموقع الالكتروني للمنظمة من أن ذلك سيؤدي إلى تشكيل أسراب تهدد الإنتاج الزراعي بحلول نهاية الصيف، مشيرا إلى ما سيتبع من “زيادات أخرى على جانبي البحر الأحمر خلال فصل الشتاء القادم”.
وقال البيان: إن الحالة في اليمن تحديدا هي “الأكثر إثارة للقلق” حيث تواجه البلاد الخطر الأكبر بسبب تفشي حزم الجراد على نطاق واسع وهطول الأمطار الغزيرة التي ستتسبب في تشكل الأسراب اعتبارا من هذا الأسبوع. ويبقى الوضع في اليمن حرجا، خصوصا وأنه يشهد حاليا أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتقول الفاو: إن أسرابا ناضجة من الجراد شوهدت في عدة مواقع من شمال شرق الصومال، مما تسبب في أضرار جسيمة للمحاصيل، كما أن حزم الجراد تتشكل الآن على طول الساحل الشمالي الغربي وربما في الشمال الشرقي من البلاد. ومن المتوقع حسب المنظمة أن يحدث تكاثر مماثل في شرق إثيوبيا، بينما قد تنتقل مجموعات من الجراد البالغ من منطقة الأمهرا الشمالية إلى مناطق التكاثر الصيفي في غرب إريتريا وداخل السودان. وأشارت الفاو إلى أن أعدادا كبيرة من “الجراد البالغ” تتواجد في السودان في وادي النيل، وكذلك بشكل متفرق مؤخرا على ساحل البحر الأحمر وفي شمال كردفان حيث سيحدث التكاثر الصيفي.
” فورة غير مسبوقة ”
وكان مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي التابع لوزارة الزراعة والري، أعلن الشهر الماضي عن حالة فورة للجراد غير مسبوقة في حريب القراميش وصرواح بمحافظة مارب .
وأوضح مدير مركز مراقبة ومكافحة الجراد المهندس عادل الشيباني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن حالة الجراد في اليمن وصلت إلى منحى خطير يمكن مواجهته خلال الموسمين الصيفي والشتوي خاصة مع وجود حالة تكاثر في مناطق غير متوقعة وبعيدة عن مناطق التكاثر التقليدية للجراد .
ولفت إلى أن انتشار مجاميع حوريات جراد في العمر الأول في مناطق زراعية بقاع الحقل بذمار وكذا بمنطقة خولان بصنعاء وعدد من المناطق الوسطى يشكل تهديدا على المحاصيل الزراعية في تلك المناطق .
وأكد الشيباني انه تم تكليف فريق مكافحة ميداني للجراد في مناطق قاع الحقل بذمار وفريق آخر للمكافحة في مناطق حريب القراميش وصرواح بمأرب بهدف تنفيذ أعمال رش ومكافحة للجراد بالإمكانيات المتاحة .
ودعا مدير مركز مراقبة ومكافحة الجراد إلى دعم جهود المركز لمواجهة الجراد الصحراوي والسيطرة عليه .. محذرا في الوقت ذاته من تفاقم المشكلة وتفشي أسراب الجراد بأعداد مهولة يصعب مواجهتها واحتواؤها الأمر الذي ينذر بكارثة تهدد مصادر الأمن الغذائي في اليمن والمنطقة بشكل عام.
وكانت نتائج المسح الميداني التي أجريت في مناطق تكاثر الجراد الصحراوي الصيفية في محافظتي مأرب والجوف خلال الفترة من 10-18 يونيو الماضي ، أكدت خطورة وضع الجراد الصحراوي في تلك المناطق .. مبينة ظهور الفقس لأكياس بيض الجراد وظهور أعداد كبيرة من حوريات الجراد (الدبا).
وهناك توقعات بظهور المزيد من مجاميع الحوريات في جميع مناطق التكاثر الصيفية والشتوية للجراد خلال الأيام القادمة .
ويتابع مركز مراقبة الجراد وبواسطة غرفة العمليات التابعة له الوضع الراهن للجراد ويتلقى البلاغات من المزارعين عن تحركات أسراب ومجاميع الجراد والتي على ضوئها يقوم بالتدخلات واتخاذ التدابير المناسبة.