> العودة للمدرسة هذا ما يجب أن يحصل بداية كل عام دراسي جديد من قبل طلبة المدارس في عموم محافظات الجمهورية وتسعى وزارة التربية والتعليم إلى تحقيقه على أرض الواقع من خلال إطلاق حملة العودة إلى المدرسة تحت شعار “لنلحق بناتنا وأبنائنا بالمدارس وندعم استمرارهم في المدرسة” وتستهدف الحملة مليوني طالب وطالبة في مختلف أنحاء الجمهورية وذلك لرفع مستوى وعي المجتمع بأهمية التعليم خاصة عند الفتيات كونهن الأقل حظاٍ للالتحاق بالعملية التعليمية تفاصيل أكثر عن المناطق التي استهدفتها الحملة والأهداف التي تعمل على تحقيقها سنتعرف عليها من خلال الحوار التالي مع وكيل قطاع المشاريع ورئيس لجنة الطوارئ وحملة العودة إلى المدرسة بوزارة التربية والتعليم عبدالكريم محمد الجنداري:
● تردد إلى مسامعنا في الاونة الأخيرة شعار حملة العودة إلى المدرسة وأعجبنا به لكننا في نفس الوقت نجهل الأهداف التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها من خلال الشعار المعْلن¿
– حملة العودة إلى المدرسة التي قمنا بها هذا العام تحت إشراف وزارة التربية والتعليم تهدف بدرجة رئيسية إلى رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم وضرورته لكل أطفال اليمن ذكوراٍ وإناثاٍ باعتبار ذلك حقاٍ أساسياٍ من حقوق الطفل وكذا التعريف بالمخاطر الناجمة عن حرمان أبنائنا الطلاب من التعليم بسبب التسرب من المدارس والانقطاع عن التعليم وكذا تعزيز الشراكة والتعاون بين الأجهزة الرسمية بكل الوسائل الممكنة والمتاحة باعتبارها مسؤولية مشتركة للجميع وتوفير التسهيلات المناسبة والكافية للأطفال النازحين في المناطق التي تعاني من إشكالات مختلفة تقلص من التحاق الطلبة بالتعليم خاصة في المجتمعات والمناطق النائية وذلك من خلال توفير أماكن مناسبة للدراسة وتوفير المتطلبات الدراسية لهؤلاء الأطفال كالحقائب المدرسية والمستلزمات القرطاسية والأقلام وغيرها.. وتوفير السياسات الداعمة والتسهيلات المناسبة والكافية لهم ولأسرهم وبناء القدرات المدرسية وتعزيز دور المدرسة والمعلمين والموجهين والأخصائيين الاجتماعيين والمشرف الصحي وتقديم الدعم والمساندة للطلبة والطالبات في المناطق المستهدفة والوصول إليهم في ظروف الطوارئ لتحقيق الأهداف الكاملة للحملة على مستوى المحافظات والمستوى الوطني.
أما في فيما يخص مجالات الحملة الوطنية لهذا العام فلدينا إعلام توعوي متعدد الأهداف والوسائل والأساليب وكذا تتوفر لدينا البيانات الداعمة لعملية الالتحاق والاستمرار فيها واللوازم الأولية بالإضافة إلى التسهيلات المدرسية والتعليمية وبناء القدرات المؤسيسة والدعم والمساندة للطلاب والطالبات وأخيراٍ المتابعة والتقييم.
مستهدفون
● بالنسبة للفئات المستهدفة هل هناك فئة بعينها تستهدفها الحملة أكثر من غيرها¿
– بالتأكيد فقد استهدفت الحملة بدرجة أساسية طلاب وطالبات المرحلة الأساسية التي تتراوح أعمارهم بين 6-14 عاماٍ من التعليم الأساسي وكذلك الفتيات حظين بتركيز واهتمام أكبر في الحملة باعتبارهن فئة مهمة في المجتمع لذا نسعى إلى توعية أولياء الأمور بإلحاق بناتهم بالتعليم للحد من انتشار الأمية بين الفتيات في بلادنا ونتمنى مزيداٍ من التعاون من قبل المجتمع المحلي بالاهتمام بالعملية التعليمية بشكل عام وتعليم الفتيات بشكل خاص.
جديد هذا العام
● في العام السابق قمتم بمثل هذه الحملة وفي هذا العام أيضا والسؤال هنا هل هناك أعمال جديدة قدمت هذا العام أم أن الحملة الحالية هي نسخة من حملة العام الماضي¿
– بالطبع هناك إضافات قمنا بها هذا العام وأبرزها استهداف عشر مديريات بصورة استثنائىة وقمنا كذلك بإعداد مخيمات لمدة أسبوع من أجل التوعية بأهمية التعليم وكذا وزعت إعلانات مصورة كالملصقات على باصات النقل في الجمهورية للتوعية بأهمية الحملة.
● بالنسبة للأشطة التي ركزت عليها الحملة هذا العام هل بالإمكان أن نتعرف على ماهية تلك الأنشطة¿
– بالنسبة للأنشطة التي ركزت عليها الحملة هذا العام والتي نقوم بتنفيذها على وجه الخصوص خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الجاري تتمثل بتعميم البرامج الإعلامية والتوعوية المرئية والمسموعة والمقروءة التي تهدف إلى التعريف بأهمية التعليم ودوره ومن ثم التعريف بمخاطر الحرمان والانقطاع والتسرب منه.. وهذه الحملة الإعلامية ذات أهداف وأغراض متعددة وأساليب متنوعة ومؤثرة وذلك لترجمة الأهداف الحقيقية للحملة وتوعية المجتمع والعاملين في القطاع التربوي بصورة أساسية بأهمية التعليم إلى جانب تدريب المعلمين والمعلمات وتوفير أماكن مناسبة للتعليم في المناطق المتضررة من خلال إعادة ترميم المباني وتوفير مستلزمات المدرسة والوسائل التعليمية والعلمية في المناطق المتضررة وتقديم الحقائب المدرسية ولوازم الدراسة من معلمين واختصاصيين وتوفير وتقديم برامج الدعم والمساندة التربوية والنفسية للطلاب والطالبات وتنفيذ زيارات إشرافية وتوجيهية لمتابعة وتقييم تطوير مستوى أداء التلاميذ والمعلمين والإدارة المدرسية في المناطق المستهدفة وإعداد وتنفيذ فعاليات خاصة تستهدف متابعة وتقييم مستوى إنجاز الأهداف والأنشطة المخطط لها.
دعم وتكاتف
قلتم بأن هناك دعماٍ قدمته منظمات وجهات مانحة ما هو الدور الذي لعبه هذا الدعم في خدمة الحملة¿
– ساهم الدعم المقدم من قبل هذه المنظمات إلى إعادة ترميم وصيانة المدارس المستهدفة وهي 142 مدرسة في كل من محافظات “صنعاء وعدن وأبين ولحج ومارب وصعدة” وكذا توفير التجهيزات والأثاث المدرسي بالإضافة إلى تدريب المعلمين والإدارات المدرسية والتي تأتي في إطار تنفيذ خطة التعليم في الطوارئ التي خْصص لها مبلغ 10 ملايين دولار من منحة الشراكة العالمية من أجل التعليم البالغة 83 مليون دولار ويتم التنفيذ والإشراف عبر وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونسيف باعتبارها الجهة المسؤولة عن إدارة المنحة.
● ما هي النتائج التي تتوخون الوصول إليها من الحملة هذا العام¿
– ما نسعى إليه من خلال هذه الحملة بدرجة رئيسية هو زيادة عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بالتعليم وخفض نسبة التسرب من المدرسة وزيادة عدد الملتحقات من الفتيات بالتعليم الأساسي خاصة في الأرياف والمناطق المستهدفة وإلحاق جميع الأطفال الذين هم في سن التعليم من أبناء النازحين بالتعليم ويضاف إلى ذلك تحسين قدرات إدارة المدارس والمعلمين على كيفية التعامل مع الأطفال النازحين ومعالجة مشاكلهم النفسية والدراسية بسبب ظروف النزوح والتوعية الكاملة لكافة أفراد المجتمع بأهمية تعليم الفتيات والذكور ودور ذلك في تطوير البلاد والتنمية عموماٍ.
معوقات
● من خلال إشرافكم على الحملة ومتابعتكم لسير تنفيذ خطواتها أبرز الصعوبات التي واجهتموها في حملة العودة للمدرسة هذا العام¿
– من الطبيعي وجود بعض المعوقات التي واجهتنا أثناء الحملة ومن أبرز تلك الصعوبات وجود ما يزيد عن 2.5 مليون طفل وطفلة خارج المدرسة بالإضافة إلى وجود الآلاف من المدارس لا تملك مباني مدرسية ملائمة ومدارس غير كافية للطلاب نتيجة التزايد المستمر في إعداد الطلاب وهناك أيضا أكثر من 60٪ من المدارس ينقصها المعامل المدرسة ولا تتوفر فيها الوسائل التعليمية والأنشطة المدرسية ومن أبرز تلك المشاكل أيضاٍ التحديات التي يعاني منها قطاع التعليم في بلادنا كتدني مستوى المعلمين والإدارة المدرسية والبيئة المناسبة للتدريس.
الوضع الاقتصادي
● الوضع الاقتصادي الحالي بات في الآونة الأخيرة يلعب دوراٍ بارزاٍ في انتشار ظاهرة التسرب من المدارس ما هي الإجراءات التي اتخذتموها للحيلولة دون توسع هذه الظاهرة¿
- الجميع يدرك مدى خطورة هذه الظاهرة خاصة في مجال التعليم الذي يحتاج إلى ميزانية وهذا مؤثر على الأسر الفقيرة في اليمن خاصة في الأرياف إذ لا يسمح لهم وضعهم الاقتصادي من الحاق أبنائهم في التعليم فهمهم الأساسي هناك هو توفير لقمة العيش لذا يلجأون إلى إخراج أبنائهم من المدارس ليقوموا بعدها بإلحاقهم بسوق العمل إذا كانوا ذكوراٍ أو إبقائهم في المنزل إذا كانوا إناثاٍ فهم لا يتمكنون من دفع مصاريف التعليم لذا تقوم الوزارة بتقديم الدعم لهم لمساعدتهم على إلحاق أبنائهم بالمدارس لمنع إخراج الإناث من المدارس والوزارة حالياٍ تقوم بعمل المعالجات لهذه المشكلة حيث ستقوم بتقديم الحوافز والمواد الغذائية للأسر الفقيرة وتقديم الحقيبة المدرسية للدفع بالطلاب والطالبات دون استثناء للالتحاق بالمدارس كما أننا بحاجة إلى تنمية اقتصادية واجتماعية في هذه المناطق لتكون تنمية متكاملة حتي يتمكنوا من توفير سبل العيش لهم ولأبنائهم وبهذا سيتمكنون من الالتحاق بالمدارس بدون معوقات.
قضية وطنية
● يقال أن وزارة التربية والتعليم قامت بإعداد بعض المعالجات التي تهدف إلى الحد من انتشار الأمية في اليمن¿ ما هي أبرز تلك المعالجات¿
- هذا صحيح فهناك جهود كبيرة تبذل من قبل وزارة التربية للحد من الأمية بصورة مستمرة حيث تقوم الوزارة حالياٍ بإطلاق حملة مجتمعية للحد من الأمية لكن القضية لا تتعلق بوزارة التربية والتعليم فقط وإنما هي قضية وطن ويد واحدة لا تصفق ويجب أن يساهم كل أفراد المجتمع اليمني والمؤسسات الحكومية والأهلية بالإضافة إلى المجتمع المدني من أجل إنجاح هذه الحملة بحيث تكون الوزارة مسؤولة عن تقديم المنهج الدراسي والإشراف عليه وعلى الجهات الأخرى أن تكون داعمة لتكاليف المعلم والتعليم والتي من المهم أن تْعمم وتدعم مادياٍ.
● تحدثتم عن المشاركة المجتمعية وأهميتها في إنجاح حملة العودة إلى المدرسة وحملة الحد من الأمية ما الذي تأملونه من هذه المشاركة وما طبيعتها¿
- من المهم أن تكون هناك مشاركة مجتمعية وجماعية متكاتفة وهذا ما نأمل حدوثه من خلال الاهتمام بالتعليم فهو هم وطني لا يقع على عاتق الدولة وحدها بل هناك مسؤوليات مهمة أيضاٍ تقع على كاهل الأسر من آباء وأمهات وأولياء أمور كما تقع على منظمات المجتمع المدني وغيرهم ولذا يجب تتضافر كافة الجهود من أجل إنجاح الحملة والسعي نحو تقييم التعليم وتواجده وانتشاره في بلادنا خاصة من قبل وسائل الإعلام المختلفة التي من المهم أن تلعب دورها المنشود في هذا الجانب.