الشركة العامة لإكثار بذور البطاطس.. جهود لتعزيز الأمن الغذائي
4 آلافطن حجم إنتاج الشركة من بذور البطاطس في العام الماضي ونأمل أن تتجاوز 5آلاف هذا العام
استطلاع / ماجد السياغي
تحتضن محافظة ذمار العديد من المؤسسات الزراعية التي تسهم في التنمية بكل أبعادها الزراعية، نظراً لتلاؤم موقعها الجغرافي وخصائصها المناخية لكثير من المحاصيل ومنها محصول البطاطس.
ومن أجل ذلك تعمل الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس- التي تتخذ من محافظة ذمار مقرا لها -على توفير بذور عالية الجودة لتلبية احتياجات المزارعين والتوسع في رقعة المساحة المزروعة بهذا المحصول نظراً لارتباطه الوثيق بمواطن بالأمن الغذائي.
كل هذا وأكثر في ثنايا هذا الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “الثورة”، فإلى التفاصيل:
في صدارة المحاصيل
تمتاز الزراعة في اليمن بتفاوت الخصائص المناخية التي ساعدت بدورها على تنوع الإنتاج؛ وتحتل الخضروات مراتب متقدمة من بين المحاصيل الزراعية من حيث المساحة المزروعة، ويأتي محصول البطاطس في صدارة محاصيل الخضروات من حيث متوسط المساحة المزروعة في الجمهورية اليمنية.
محافظة ذمار الزراعية التي تتربع على المرتبة الثانية في نسبة المساحة المزروعة بالخضروات، والأولى من حيث كمية الإنتاج على مستوى الجمهورية ،والأولى كذلك في إنتاج بذور البطاطس تحتضن الشركة العامة لإكثار بذور البطاطس التي تعد إحدى المؤسسات الزراعية الفاعلة في تعزيز مواطن الأمن الغذائي.
موسم الحصاد
تمضي الشركة في تغطية احتياجات المزارعين من بذور البطاطس بمواصفات عالية الجودة وخالية من الأمراض والآفات النباتية، وتشهد هذه الأيام موسم حصاد بذور البطاطس للموسم الزراعي 2019م، ويتوقع أن تكون إنتاجية هذا العام مرتفعة وذات جودة عالية نتيجة إدخال عدة عوامل على منظومة الإنتاج في زراعة هذا المحصول ..
عن ذلك يقول المهندس همدان زيد الاكوع- مدير عام الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس: في إطار توجه القيادة السياسية إلى الاكتفاء الذاتي وإعطائه اهتماماً كبيراً خاصة في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين وانطلاقاً من توجيهات قيادة وزارة الزراعة والري حرصت الشركة على تطوير ورفع قدرتها الإنتاجية من حيث جودة البذور والسعة التخزينية، حيث وصلت انتاجية الشركة خلال العام المنصرم أكثر من أربعة آلاف طن من بذور البطاطس عالية الجودة ونأمل في موسم حصاد هذا العام تجاوز هذا الرقم إلى أكثر من خمسة آلاف طن.
طلب متنامٍ
ويضيف الاكوع قائلا :حققت الشركة نسبة عالية من الثقة بينها وبين المزارعين، وهو ما قاد إلى تنامي الطلب على بذور البطاطس بشكل متزايد، ومن أجل تلبية هذا الطلب فنحن بصدد التوسع الأفقي والرأسي على مستوى الإنتاج للهكتار الواحد في رقعة المساحة المزروعة بعد أن تم اعتماد أصناف من بذور البطاطس ملائمة للمناخات المتنوعة وتعطي إنتاجية أكثر وعائداً أكبر وتكاليفها أقل وتلبي طموحات المزارعين وتوسع من نطاق التعاقد معهم.
توسعة
ويتابع المهندس همدان الاكوع في معرض كلامه :تحظى الشركة باهتمام ومتابعة قيادة وزارة الزراعة والري ،نظراً لارتباط نشاط شركة إنتاج بذور البطاطس بمواطن الأمن الغذائي، حيث اعتمدت قيادة الوزارة التوسعة الخاصة بمخازن الشركة بقدرة 1500 طن “توسعة مبردة” وهناك إمكانية للتوسعة تصل إلى 6 آلاف طن وسيتم اعتماد ذلك في خطط العام 2020م و2021م إن شاء الله بما يلبي الاحتياج والطلب المتزايد لبذور البطاطس التي تنتجها الشركة في إطار الخطوات على طريق الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
أمر ضروري
الدكتور عبدالله سيلان مدير عام البحوث الزراعية بهيئة البحوث الزراعية والإرشاد الزراعي تحدث قائلاً: الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس من المرافق الزراعية الهامة الرائدة في إنتاج بذور البطاطس النقية والخالية من الأمراض ،لذلك فإن تلبية احتياجات المزارعين ببذور عالية الجودة لأصناف مختارة من البطاطس تعد أمراً ضرورياً لضمان تحسين الانتاج من هذا المحصول وإكثاره باعتباره من المحاصيل النقدية التي تلبي طموح المزارع ولا يستغني عنها المستهلك.
الأمن الغذائي
ويتابع سيلان :محصول البطاطس من أكثر المحاصيل استهلاكا في المائدة اليمنية ويتزايد الطلب عليه بشكل كبير ،فهو من المحاصيل التي تساهم في الأمن الغذائي وتتعاظم أهميته في ظل ظروف الحصار المفروض على اليمن، وما يميز الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس أنها تقوم بتوزيع البذور على جميع محافظات الجمهورية ببذور عالية الجودة، وتقوم بالتنسيق مع المؤسسات الزراعية في المحافظة ذات العلاقة ومع المجاميع الزراعية بشأن إنتاج وتوفير بذور البطاطس التي يحتاجونها.
التغيرات المناخية
عن هذه الجزئية يقول الدكتور سيلان: ما من شك أن التغيرات المناخية لها تأثير سلبي على الإنتاج الزراعي ،واليمن من البلدان المعرضة للصدمات المناخية التي تكبح الإنتاجية الزراعية؛ فالتوجه إلى الاعتماد على بذور صحية تقاوم الأمراض والآفات النباتية ودعم المزارعين بها وتشجيعهم للتوسع في مساحتها المزروعة ومنها بذور البطاطس عالية الجودة والخالية من الأمراض أحد أهم الحلول التي تعوض آثار التغيرات المناخية وآثارها على مناطق إنتاج الغذاء.
دعم المزارعين
أما الأخ نبيل العزاني المدير المالي والإداري للشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس فقد قال: الشركة وحدة اقتصادية ناجحة تعتمد في موازناتها على مواردها الذاتية من إنتاجها لمحصول البطاطس وتعمل وفق آلية نموذجية تهدف إلى دعم المزارعين بكل المدخلات الزراعية في إطار نشاطها؛ فهي تقوم بشراء المحصول من المزارع بعد خصم ما قدمته الشركة من بذور وأسمدة بتكاليفها الحقيقية، ولا تعمل بهدف الحصول على الربح وإنما من أجل دعم المزارعين، وبالتالي تحقق من هذا الدعم مساهمتها في الأمن الغذائي.
أفضل من القات
وعلى الرغم من التوسع في زراعة القات على حساب رقعة المساحات المزروعة بالمحاصيل الأخرى، نظراً لأرباح القات السريعة خلال العام ،أكد لنا العديد من المزارعين ممن التقينا بهم أن أرضهم ليست للقات نظراً لما تحققه العديد من المحاصيل النقدية ومنها محصول البطاطس من جدوى اقتصادية، ويرون في زراعة البطاطس مصدر دخل يحقق لهم عوائد اقتصادية جيدة مع ما تشهده السوق المحلية من جودة العرض وتنامي الطلب من قبل البائع والمستهلك، على عكس شجرة القات التي تكلفهم الكثير من الوقت والمال والجهد المبذول وتستنزف موارد الأرض وتسبب الكثير من المشاكل الصحية والاجتماعية.
أمن البذور
ما من شك أن الأمن الغذائي يعتمد بالفعل على أمن البذور ومدى توفرها لدى المجتمعات الزراعية، ويأتي هذا التوسع في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة والري لتعزيز مفردات صمود المزارعين وتلبية احتياجاتهم من البذور الزراعية عالية الجودة ،وللتخفيف من تداعيات العدوان والحصار المباشرة وغير المباشرة على هذا القطاع الحيوي الذي يشكل مصدر دخل لـ 50 % من إجمالي القوى العاملة في البلاد ويعتمد عليه أكثر من 70 % من إجمالي السكان في حياتهم ومعيشتهم.
ومهما يكن من أمر سيظل هذا القطاع أحد أعمدة الصمود وستظل الزراعة شأنا حياتيا حاضراً ، وسيستمر المزارعون في حقولهم يزرعون ويحصدون ممسكين بفؤوسهم ، ولن تصرفهم همجية العدوان وحصاره عن مواعيد الحصاد ومعرفة تحولات الأغصان وألوان أوراق الشجر.