الثورة نت/..
أثناء بحث فريق من الأطباء عن ورم بحجم كرة ”البينج-بونج“ في الجانب الأيسر من رأس البريطاني كاميرون راي، البالغ من العمر 20 عامًا، فوجئ الأطباء بإشارته لأحد الجراحين المساعدين، وسؤاله ضاحكًا عما إذا كانوا قد أخرجوا مخه بالكامل خارجًا، وفقًا لما نشرته صحيفة ”دايلي ميل“ البريطانية.
عكس الجراحات العادية التي يتم تخدير المريض فيها موضعيًا مما يتركهم في حالة إفاقة وأحيانًا تفاعل مع الأطباء أثناء الجراحة، تعد حالات جراحات المخ أصعب العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها والتي من النادر جدًا أن يستفيق خلالها المريض، خاصة في حالة كاميرون، حيث يتم إجراؤها في الفص الأيسر من المخ، مركز اللغة والكلام والذاكرة وعمليات حيوية أخرى.
ووفقًا لجراح الأعصاب، الدكتور إسماعيل أوغراتدار، من الممكن أن يؤدي تحرك الجراح مليمتر واحد يمينًا أو يسارًا إلى تلف دائم في المخ.
وأضاف، ”في إحدى اللحظات النادرة نرى كاميرون غارقًا بالدموع في منتصف العملية لعدم قدرته على تذكر كلمة ”كرة القدم“.
بعد إجراء العملية تحدث كاميرون للصحيفة قائلًا: ”أعرف الكلمة لكنها لم تجر على لساني، ولذلك شعرت بالعجز“.
وجدير بالذكر أن كاميرون، بدأ رحلته العلاجية والتي انتهت بالعملية الجراحية، في ديسمبر من العام الماضي عندما أصيب بحمى وغثيان وفقدان للشهية دام لأسبوع، وفي صباح أحد الأيام انهار ونقل إلى المستشفى، حيث ظن الأطباء أنه مريض بالتهاب السحايا، ولكن الفحوصات التي أجراها كشفت عن أمر أكثر سوءًا.
ورغم أن خطر تلف المخ كان محدودًا في حالة كاميرون، إلا أن العملية تضمنت وضعه تحت تأثير مخدر كلي، وأيضا الجزء الذي يعد الأكثر إيلامًا وهو فتح الجمجمة، لكن استيقاظه أثناء العملية كان الأمر الأكثر خطرًا، حيث يزيد من احتمالات الإصابة بنوبة قاتلة، إلا أنه نجا من كل مخاطر العملية.
ورغم نجاح العملية واستئصال 95% من الورم وترك مخه دون أن يصاب بأذى، يعتبر سرطان كاميرون غير قابل للشفاء.
وبنفس الحماس الذي أظهره كاميرون داخل غرفة العمليات، علّق قائلًا “ في الشهرين المقبلين سأستأنف التأهيل الطبي، أعلم أن هذا الورم سيقتلني لكن لن أبقى بالمنزل أنتظر حدوث ذلك“.