كشفت قناة DW عن تعرض بعض السعوديات، ممن لجأن إلى ألمانيا لتهديدات يعتقد أنها سفارة بلادهن في ألمانيا
وتحدثت القناة الألمانية إلى أربع سعوديات، يشتبهن في وقوف السفارة السعودية وراء تهديدهن وتسليط نساء عربيات للتجسس عليهن في مراكز إيواء اللاجئين.
وإليكم نص الحوار الكامل للقناة مع السعوديات الهاربات:
“أين تختبئين؟ نعلم أنك لست في شقتك”. تتابع عائشة (اسم مستعار) قراءة الرسالة النصية، التي وصلتها، والتي تقول “سنصلك، لو ذهبتي إلى آخر العالم. يمكن لرجالنا تعقب خطواتك”.
تجلس عائشة في مطبخها، حافية القدمين، ترتدي ملابس رياضية، وأمامها ملف، جمعت فيه كل رسائل التهديد، التي وصلتها. وقد قامت بطباعتها وترجمتها إلى الألمانية من قبل مترجم. ومن ضمن الرسائل، الموجودة في الملف، هذه الرسالة: “لدى السفارة أشخاص يمكنهم الحصول على معلومات عنك من خلال بلدية المدينة”.
عائشة سيدة، في أوائل الثلاثينيات من عمرها، وتعيش حالياً كلاجئة في ألمانيا. في بلدها نظام يعامل النساء البالغات معاملة القاصرين، إذ تحتاج المرأة السعودية إلى موافقة ولي أمرها الذكر في كل شؤون حياتها تقريباً.
“سوف تفقدين حياتك”
في العادة يعيش اللاجئون في مركز استقبال اللاجئين المركزي في مدينة هالبرشتات طوال فترة دراسة طلب اللجوء. النساء السعوديات الأربع اللواتي تحدثت إليهن DW بشكل مكثف خلال الأسابيع الأخيرة، مقتنعات أنهن تعرضن للتجسس من قبل لاجئين آخرين من العالم العربي.
وبناءً على استفسار من DW، أشارت وزارة الداخلية في برلين إلى أن لا تتوفر لديها أي معلومات بشأن جواسيس محتملين داخل مراكز الإيواء في ولاية سكسونيا أنهالت وأن “مسؤولية ذلك تقع على عاتق الولايات”.
كما تلقت DW الجواب التالي من وزارة الداخلية في ولاية ساكسونيا أنهالت: “الاشكالية المتعلقة باللاجئين السعوديين معروفة في ولاية ساكسونيا أنهالت، إذ طورت السلطات المسؤولة إجراءات من أجل تجنب حالات الخطر المحتملة للمتضررين من خلال التدابير المناسبة”. في حين لم تقدم الوزارة أي معلومات إضافية حول الطبيعة الفعلية لهذه الإشكالية وما المقصود بالتدابير المناسبة المتخذة ضدها.
“أعتقد أنها السفارة”
بعد الموافقة على طلب لجوئها في أكتوبر عام 2017م، انتقلت لأول مرة إلى شقة صغيرة في مدينة هاله، على بعد أقل من 100 كيلومتر من مدينة هالبرشتات. لكن قالت إنها “لم تشعر بالأمان منذ البداية. في إحدى الليالي، وقف رجل، ذو ملامح عربية، لدقائق أمام باب بيتها. أبلغت الشرطة، لكنها لم تستطع تقديم شكوى، لأنه لم يحدث أي شيء يُعاقب عليه الرجل.
وفي أغسطس عام 2018م، سمعت عائشة قرعاً على الباب في الصباح، كانت امرأة منقبة، وتتذكر الموقف قائلة: “كانت تبدو مرتبكة، وكأنها في حاجة إلى مساعدة”. لكن عندما فتحت الباب، دفعتها المرأة إلى داخل شقتها. ومن الجانب قفز رجل ذو شعر أسود ولحية. قام الاثنان بتفتيش الشقة بينما أغلقت عائشة على نفسها في الحمام ودعت الشرطة مرة أخرى وانتقلت إلى ملجأ آمن للنساء.
“لا أحد يستطيع حمايتك منا”
فجأة بدأت تصلها رسائل على تطبيق “واتسآب ” من السعودية، وكانت نبرة الرسائل واضحة. “هل يجب أن أخبرك بسر، حتى تعرفين أننا نستطيع الوصول إليك؟”. ورسالة أخرى: “هل تعرفين الأشخاص الذين جاءوا إلى شقتك؟ لقد أرسلناهم إليك، حتى تعرفين أنه يمكننا الوصول إليك”.
هكذا قضت عائشة يومين في توتر، مع استمرار وصول رسائل التهديد على جهازها: “بالمناسبة، إنها مسألة وقت فقط قبل أن نعثر على منزلك الجديد، ولن يستطيع أحد حمايتك منا”.عائشة تقول” إن رقم الهاتف السعودي الذي أُرسلت منه الرسائل، يعود إلى أحد أشقائها”. في سبتمبر عام 2018م، غادرت عائشة ولاية ساكسونيا أنهالت هرباً نحو مدينة هامبورغ، المدينة الكبيرة.
هنا تعيش الآن مع هاتف محمول جديد ورقم هاتف جديد. ومع ذلك، لا تزال في حالة تأهب، بالرغم من عدة اتصالات، لم تتجاوب السفارة السعودية في برلين مع طلبنا التعليق على الأمر ولم تبد استعدادها للتحدث مع DW حول ما جاء على لسان هذه النساء.
وتلفت “وطن” إلى أن ” DW” قامت بحذف المادة من على موقعها بعد فترة قصيرة من نشرها للتقرير.