شموخ الجبال ارتسم في وجوههم حين توجهوا إلى مخيم العرس الذي يبعد عن مركز الشرطة بمسافة لاتتجاوز الـ50 مترا◌ٍ¡ في سبيل تنفيذ التوجيهات والتعميمات الصادرة عن قيادة وزارة الداخلية¡ والخاصة بمنع إطلاق النار في الأعراس وغيرها من المناسبات¡ غير أنهم لم يكونوا يعرفون بمنصب ووجاهة صاحب العرس في الحكومة..
دقائق فقط وتوارى الصوت الصادر من سيارة النجدة »الونان«¡ المندد بوقف إطلاق النار¡ لحظات لا يحب أفراد الأمن تذكرها أو عيشها مرة أخرى¡ اتصال هاتفي انهى شموخ الجبال الذي كان يستأنس بسحناتهم.. حين أمرهم المسؤول المباشر عليهم بالعودة¡ كون العرس تابعا لأحد عمداء الوزارة.. ليعود بعضهم على قدميه رافضا ركوب السيارة التي قدم فيها.
مشكلة هؤلاء أنهم يسعون للقيام بالواجب الملقى على عاتقهم منذ انتسابهم للمؤسسة الأمنية.. مشكلتهم أيضا عدم الاستفسار عن كثب حول منصب صاحب العرس في الحكومة¡ أو مكانته في أوساط القبائل¡ مشكلتهم وليست مشكلة قيادتهم أنهم لم يقرأوا السطر الغامض في التعميمات¡ والتي لا تقرأ إلا تحت الأشعة الحمراء!!
الحالة هذه تؤكد لنا أن مسلسل النفوذ وانتهاك القوانين من قبل المتنفذين¡ مستمر.
أسئلة عديدة تبحث عن إجابات¡ بل عن تفاعل حقيقي من قبل الجهات المختصة¡ يتمثل في توجيهات جادة يرافقها تطبيق فعلي على أرض الواقع.. نتمنى أن نجد لهذه التساؤلات إجابات شافية ضافية لدى وزارة الداخلية ممثلة بوزيرها اللواء الدكتور/ عبد القادر قحطان ونائبه اللواء على ناصر لخشع.. لأن تطبيق القانون يجب أن يتجسد على الجميع دون استثناء¡ بل ويجب تطبيقه على المسئولين والوجاهات ليجد المواطن فيه القدوة الحسنة¡ مما يولد لدى العامة الاطمئنان ويبث فيه الشعور والإحساس بأن الجميع مواطنون متساوون ويعيشون في وطن واحد.