يا حديدة : وعليكِ السّلام
أشواق مهدي دومان
أرى رجال اللّه في الحديدة التي عاملتها و نظرت إليها حكومات ما قبل العدوان معاملة و ( بَسرَة خالة فوق غداء ) وهي نفس المعاملة التي عوملت بها بقيّة المحافظات اليمنيّة، وكانت الحديدة واحدة منها تنعم بالإهمال من دولة الأحمريّين إلّا من حمل تربتها وولادتها للمانجو ولذيذ الفاكهة الصّيفيّة لهم ؛ نعم : فمزارعها لأولئك اللصوص وحدّث بذلك ولا حرج ، ودون وجل ولاخجل نهبوها وهي الأرض الطّيّبة السّهلة التي ما رفع أهلها بندقيّة أو عصا ضدّ زائر ، بل كانت المتنفّس الرّحب لمن ضاق وحوصر من الحزن و الكآبة ..
ولجمال تواضعها وهي السّهلة ، ليّنة الجانب فقد حسب مَن حسب أنّ أهلها سيعاملون المحتلّ بنفس معاملتهم لابن البلد لكنّ الأيّام أثبتت أنّ رجالها أبطال لا يرون في عفويتهم وبساطتهم محلّا لمحتلّ ولا يجدون له مكانا بينهم في حين سلّمت (غيرها) نفسها للمحتل ليعبث بها..
الحديدة الحسناء التي يتصارع الثيران لأجلها ظنا أن أسودها نائمة ، ما جعلهم يرفعون راياتهم الحمر ليتنافس فيها المتنافسون من البغاة و بقيّة الخونة والظّالمين ؛ لكنّها استعصت عليهم وأثبتت لهم بثبات رجالها أنها ليست كلّ حسناء خضراء دمن بل هي حسناء العزّة والشّرف والكرامة وشهامة الرّجال واصطفافهم جنودا ضدّ العدوان ، ومن أوّل وهلة عزّت عليها نفسها من أن يطأها محتل ، فلا زالت تدفع ثمن الحريّة كما دفعت ولازالت صعدة تدفع لليوم ثمن وفاء رجالها و ثمن احتضانهم لمسيرة القرآن التي لا تنحصر لناس من بين ناس فما دام القرآن عالمياً فمسيرة باسمه هي عالمية ، ولأنّ الحديدة عالميّة الموقع الاستراتيجي يتصارعون على احتلالها ولكن هيهات لهم ذلك و بها رجال عرفوا الحقّ فاتّبعوه و جانبوا الباطل و نبذوه .
فيا حديدة المجد والصّمود والثّبات ، ويا من تسامى ثراك وتشرّف بأن تنسكب عليه أغلى مهج لأغلى الرّجال وعلى رأسهم الرّئيس الشّهيد / الصّماد ،
ياحديدة : وقد ألقيتِ تحيتك علينا شموخا فحقّ ردّ التّحيّة لك بأحسن منها ،،،
يا حديدة :
و عليكِ السّلام .