التكافل الاجتماعي ومواجهة العدوان
نجيبة مطهر
الحمدُ لله القائل: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) من هذه الآية الكريمة والعظيمة والتي توضح لنا وترشد لنا الطريق بأبهى صورة لمواجهة أية مخاطر أَوْ أي عدوان علينا.
فَإنَّ اقتسامَ رغيف الخبز يعد ضرورةً من ضرورات التكاتف والتضامن المجتمعي بين السكان ولنا في رسولنا الكريم وأهل بيته الأطهار الأسوة الحسنة في ذلك، بعدما شرع نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، عقب هجرته إلى المدينة المنورة، ليتشارك المهاجرون مع إخوتهم الأنصار في السكن والمأوى والطعام؛ بغرض مساعدتهم بعدما ترك المهاجرون أموالهم وممتلكاتهم في مكة، حيث أراد –عليه وآله الصلاة والسلام- من تشريعه هذا إلغاءَ الفوارق المجتمعية، عبر إقامة نظام مجتمعي جديد يستندُ على أُسُس وروابطَ جديدة أساسها التآخي بين الناس، فالتراحم والتآزر فيما بيننا هو السبيل الوحيد لتقوية الجبهة الداخلية فإذا عمّ التآزر والتكامل بين المجتمع فَإنَّه سيكون قويا وصلبا ولا يمكن لأية قُــوَّة في العالم أن تؤثر فيه، وبهذه الطريقة سيسترشد المسؤولية لكافة أبناء اليمن إلى العودة إلى أوامر الله ورسوله للتراحم والتآزر، وبهذا يكون القليل بين أيديهم كثيراً.
وندعو المجتمع اليمني إلى ترك الأنانية والجشع والطمع فكل شيء زائل وما عند الله باقٍ، فإذا تراحم الناس لن يكون هناك جائع ولا عارٍ ولا مظلوم، وهذا هو المجتمع الإسلامي الصحيح الذي أسّسه خاتم الأنبياء وأهل بيته الأطهار.
وإذا تراحم الناسُ لن يكون هناك جشَعٌ عند التجار ولا يكون هناك غلاءٌ فاحش، وسيكون هناك صورة رائعة للمجتمع المسلم، فالشعب اليمني قد وصفه الرسول بأنه شعب الإيمان والحكمة.
ونحن على يقين إذَا حدث تراحُم وتكافُلٌ وتآزُرٌ بين الشعب اليمني سيعجز العدوّ عن أن يحقّقَ أي انتصار وستدفن كُـلّ الأَهْدَاف الاستعمارية والمطامع الإقليمية والدولية في اليمن أرضاً وإنْسَاناً وسيعود المغرّرُ بهم إلى رُشْدهم، فالراحمون يرحمهم الله.