مدير عام التربية والتعليم بمحافظة إب محمد الغزالي لـ”الثورة”:
و60 مدرسة استخدمت لإيواء النازحين
¶ الرسوم الدراسية ثابتة ولا يوجد أي زيادة فيها
24 ألف معلم وإداري موزعون في 1537 مدرسة تضم أكثر من 700 ألف طالب وطالبة في المحافظة
نعمل لاستيعاب الطلاب النازحين ونفذنا برنامجاً لتحديد مستوى من فقدوا وثائقهم
نسعى لتفعيل الخدمة الاجتماعية وتعليم الفتاة ومجالس الآباء وحملة لاستعادة الكتاب المدرسي
لقاء/ محمد الرعوي
عام دراسي وتعليمي جديد يدشنه مكتب التربية والتعليم بمحافظة إب لهذا العام2019-2018م ،بعزيمة صلبة واستعدادات مكثفة للحفاظ على العملية التعليمية لأبنائنا وبناتنا من محافظة إب وغيرهم من النازحين من أبناء المحافظات الأخرى، لاسيما في ظل استمرار العدوان وأدواته التدميرية الرامية إلى القضاء على كل مقدرات وطننا وممتلكاته ومؤسساته وجيله المتنور.
ذلك ما أكده مدير مكتب التربية والتعليم بالمحافظة الاستاذ/ محمد درهم الغزالي -في لقاء خاص لـ”الثورة”، مسلطاً الضوء على الاستعدادات الجارية لبدء العملية التعليمية لهذا العام وما يقوم به مكتب التربية والتعليم لاستمرار عملية التعليم وتحقيق النجاحات المرجوة.
بداية هل لكم أن تطلعونا على الاستعدادات الجارية والتي قمتم بها لبدء عملية التعليم لهذا العام خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة من العدوان والحصار ؟
– أولاً اسمحوا لي قبل ان أتحدث عن الاستعدادات الجارية والجهود التي نبذلها في مكتب التربية بمحافظة إب لتدشين بدء العام الدراسي الجديد لهذا العام ، ان أشير إلى أن أوضاع التعليم في محافظة اب نفس أوضاعه في الوطن ككل حيث تواجه العملية التعليمية والتربوية صعوبات وعراقيل جمة جراء ما يتعرض له الوطن من عدوان جائر وحاقد وحصار ظالم يحاصر الوطن برا وبحرا وجوا وقد وصل الأمر إلى الحرب الاقتصادية والحصار للشعب بكل أطيافه وفي لقمة عيشه بتوقيف المرتبات الشهرية ونقل البنك من صنعاء إلى عدن تحت مسمى سلطة الشرعية المزعومة بإيعاز من اباطرة العدوان كل ذلك أدى إلى وصول المعلمين وكافة موظفي الدولة إلى حالة معيشية صعبة , إلا اننا وبفضل الله تعالى وتعاون جميع المخلصين من التربويين وأفراد المجتمع وفئاته استطعنا مواصلة البذل واستمرار العملية التعليمية بالجهود الذاتية والإمكانات المتاحة .
وخلال العام التعليمي الجديد هناك العديد من الإجراءات والاستعدادات والتجهيزات لاستقبال العام الدراسي الجديد 2018 – 2019م والبدء في العمل لإنجاح هذا العام الدراسي خصوصاً في ظل الأوضاع التي تشهدها البلاد والتي اشرنا اليها مسبقاَ ، فقد اتخذ مكتب التربية والتعليم بمحافظة إب منظومة من الإجراءات الكفيلة بإنجاح العملية التعليمية واستمرارها واستقرارها داخل المدارس في ظل استمرار العدوان الغاشم وتتويجا للصمود التربوي الذي تميزت به محافظة إب في الأعوام السابقة ولعل أهم تلك الإجراءات التي يمكن عرضها لكم في هذا الحوار مايلي:
-إعداد مصفوفة الإجراءات اللازمة والمهمة لاستقبال العام الدراسي والمعني بالتنفيذ والموعد الزمني وفق اللوائح والتعليمات.
-عقد اجتماعات المجلس التربوي بالمحافظة لمناقشة التجهيز والاعداد وتكليف الشُعب والإدارات بإعداد ورفع خططها السنوية وتشكيل اللجان وفرق العمل المكلفة بمتابعة الاعدادات والترتيبات السنوية الجارية لهذا العام .
-عقد اللقاءات الموسعة للقيادات التربوية على مستوى المحافظة والمديريات والتي كان آخرها اللقاء السنوي الموسع المنعقد يوم الأربعاء12 /9 /2018م لتدشين العام الدراسي برعاية اللواء عبدالواحد صلاح محافظ المحافظة وبرئاسة أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة العميد أمين الورافي ووكيل المحافظة لشئون التعليم الأستاذ صادق حمزه ومدير مكتب التربية بالمحافظة الأستاذ محمد درهم الغزالي وبحضور رؤساء الشٌعب ومدراء الإدارات بالمكتب ومدراء مكاتب التربية بالمديريات .
-إعداد التعليمات واللوائح الخاصة بالعام الدراسي الجديد وانزالها للميدان للعمل بموجبها وبما يتناسب مع التعليمات الصادرة من الوزارة وتوزيعها على مكاتب التربية بالمديريات للعمل بموجبها والالتزام بها ولما فيه مصلحة أبنائنا وبناتنا الطلبة وإنجاح عملية التعليم وتكثيف الجهود للحفاظ على سير العملية التعليمية بنجاح .
-عقد اللقاءات الموسعة لمدراء وموظفي مكاتب التربية بالمديريات مع مدراء المدارس على مستوى كل مديرية بمتابعة وحضور المشرفين على المديريات من القيادات التربوية بالمحافظة وتكريس اللقاءات الموسعة للتأكيد على فتح المدارس لاستقبال الطلاب والالتزام بمواعيد الدراسة حسب التقويم المدرسي.
– تنفيذ النزول الميداني للمدارس من قبل القيادة التربوية بالمحافظة والمديريات وبصورة مستمرة لمتابعة الدوام ومدى تواجد الإدارات المدرسية والمعلمين .
-تفعيل الموجهين والمفتشين التابعين لإدارات التوجيه والرقابة والأنشطة والصحة والخدمة الاجتماعية والتحفيظ وتوزيعهم في المناطق القريبة لمقرات سكنهم للإشراف على العملية التعليمية ومتابعة سيرها داخل المدارس وتغطية العجز في المدارس الأشد احتياجا.
– تفعيل إدارة الخدمة الاجتماعية وتعليم الفتاة ومجالس الآباء والأمهات في جميع المدارس لتأدية دورها وحشد المجتمع لدعم العملية التعليمية والعمل على استمرارها والتخفيف من معاناة المعلمين نتيجة انقطاع المرتبات بسبب العدوان والحصار وتحقيق الشراكة الحقيقية بين المدرسة والمجتمع المحيط.
– تنفيذ حملة استعادة الكتاب المدرسي من الطلاب والعمل على تخزينها بصورة سليمة تضمن عدم تعرضها للتلف أو التمزيق والاستفادة منها في تغطية العجز في كتب المناهج الدراسية.
لا شك ان هناك تبعات مباشرة وغير مباشرة لاستمرار العدوان في محاولة بائسة لتدمير العملية التعليمية ، كيف تنظرون الى مستقبل التعليم بمحافظة إب في هذا العام ، وما الاضرار التي لحقت بالبنية والعملية التعليمية جراء العدوان ؟
– العدوان مهما استمر سينتهي والحرب مهما طالت ستضع أوزارها وما بعد العسر الا اليسر ونحن على أمل قوي بالله تعالى و بقدرات قيادتنا السياسية وصمود شعبنا المناضل أن مستقبل التعليم سيكون أفضل في اب وجميع محافظات الجمهورية , فرغم الإرهاصات والصعوبات والعوائق التي نواجهها في عدة جوانب منها ما لحق بالتعليم والمنشآت والمدارس من تدمير واضرار جراء العدوان حيث تعرضت المدارس لقصف مباشر وغير مباشر ومواجهات ونزاعات كما يأتي :
-تعرضت أكثر من(9) تسع مدارس لقصف وتدمير مباشر من قبل العدوان.
– تضررت أكثر من (16)مدرسة جراء القصف والتدمير غير المباشر من قبل العدوان.
-تضررت أكثر من (15)مدرسة جراء المواجهات المسلحة في بعض المناطق .
– تضررت أكثر من (60)مدرسة جراء استخدامها مراكز إيواء واغاثة للنازحين والعبث بالكثير من مقوماتها وتجهيزاتها, ولا زال حوالي (25) مدرسة الى الآن مراكز إيواء للنازحين.
إلا أن المسيرة التعليمية والتربوية مستمرة وقائمة على قدم وساق ومما يبعث الأمل في استمرار خطوات النجاح فيها هو صمود العاملين والقائمين على العملية التربوية والتعليمية من معلمين وإداريين وقوى عاملة وتفاعل الطلاب والمجتمع في سبيل إنجاح التعليم , ذلك الصمود الذي تجسد واقعاً في مخرجات العملية التعليمية والتربوية في محافظة إب سواءً في أعوام سابقة أو النجاح الذي سنحققه هذا العام بمشيئة الله.
ربما هناك من آثار مشكلة فرض رسوم زائدة ومبالغ بها على الطلبة في المدارس هذا العام، ما صحة ذلك؟
-لا صحة لأي شيء من تلك الأخبار ولا يوجد أي رسوم زائدة على أي طالب غير الرسوم الرسمية والمحددة في القانون والتعليمات ونحن في هذا الصدد نقوم بالمتابعة والإشراف على عملية تسجيل الطلاب في المدارس وعدم التجاوز في رسوم التسجيل المحددة رسميا والتأكيد على الإدارات المدرسية الالتزام باللوائح والقوانين وتعاميم الوزارة والتعاميم الصادرة من مكتب التربية بخصوص رسوم التسجيل السنوية الرسمية ولا يوجد أي زيادة فيها، وفي حال اخلال أي مدرسة في هذه التعليمات أو التجاوز لتخضع للمساءلة والمحاسبة.
ربما تواجهون في محافظة إب مشكلة ومعضلة تكاد اقل في المحافظات الأخرى، وهي الطلبة النازحون في محافظة إب من مختلف المحافظات الأخرى ، أين تضعون هذه المهمة ضمن مهامكم واستعداداتكم للعام الدراسي الجديد؟
-بالفعل في ما يخص الطلاب النازحين, فمن المعلوم أن محافظة إب تحتضن أعداداً هائلة من النازحين من أبناء المحافظات الأخرى وخصوصاً محافظتي الحديدة وتعز ، ومنذ العام الأول للعدوان نعاني في التربية والتعليم كثيرا في استيعاب الطلاب النازحين وما سببه ذلك من عجز في المباني والمقاعد الدراسية والكادر والكتاب المدرسي في حين عدم توفر أي مشاريع جديدة أو دعم لتوفير متطلبات العملية التعليمية، إلا أن ذلك لم يعقنا في اتخاذ جملة من الإجراءات والترتيبات لاستيعاب الطلبة النازحين من مختلف المحافظات من خلال التعميم على الإدارات المدرسية باستيعابهم في جميع المدارس وتسهيل إجراءات قبولهم ، كذلك التواصل مع مكاتب التربية والتعليم في المحافظات النازحين منها بخصوص التأكد من بياناتهم وتوفير ملفات وثائقهم الدراسية ، إضافة الى التنسيق مع المنظمات والجهات المعنية بالتنسيق مع وزارة التربية لتنفيذ الدورات التدريبية وعمل برامج دروس التقوية للطلاب النازحين في المواد العلمية للصفوف العليا وفي مبادئ القراءة والكتابة والحساب للصفوف الأولى وكذلك دورات وورش الدعم النفسي والاجتماعي والتي يتم تنفيذها عبر شعبة التوجيه التربوي وشعبة التدريب والتأهيل بالمكتب .
كما قمنا بتنفيذ برنامج تحديد المستوى الدراسي للطلاب النازحين المتقدمين للدراسة في الصفوف الأولى الذين فقدت وثائقهم تماما أو احترقت جراء قصف مدارسهم من خلال إجراء اختبارات نوعية لتحديد مستواهم الدراسي والصفوف المناسبة لمستواهم وأشرف على هذا البرنامج فريق من موجهي المواد والأساتذة المتخصصين ..
ماذا عن المدارس التي كانت مخصصات كمخيمات إيواء يسكنها العديد من الأسر النازحة؟
– وأما في ما يخص مشكلة سكن الأسر النازحة في بعض المدارس فقد سبق وتمت معالجة هذه المشكلة من خلال متابعة المنظمات الداعمة بالتنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة حيث تولت تلك المنظمات توفير مجمعات سكنية للنازحين وتزويدها بالأثاث والتجهيزات اللازمة أو توفير إيجارات شقق سكن وتم نقل الأسر النازحة في المدارس إليها ولم يتبق في المدارس إلا حالات قليلة جدا تجري متابعة نقلها،كما تم العمل على متابعة الجهات والمنظمات المانحة لتنفيذ الترميمات والإصلاحات في المدارس التي سكن فيها النازحون وإعادة تأهيلها لاستقبال الطلاب.
ربما خلال لقائنا بك في فترة سابقة كانت مشكلة انقطاع الرواتب على المعلمين من المشكلات التي واجهتموها والتي حاول الكثير استغلال هذه الفجوة لإرباك العملية التعليمية أو توقفها ، ما الحلول أو المقترحات التي ستقومون بها هذا العام للتخفيف من آثار هذه المشكلة؟
-في ما يخص الحلول والمقترحات لمشكلة انقطاع مرتبات المعلمين جراء الحصار الذي يفرضه العدوان الغاشم فقد تم التغلب عليها في الأعوام السابقة وهذا العام اتخذ المكتب حزمة من الإجراءات التي تعين المعلمين على هذه الظروف القاهرة وذلك من خلال : – العمل على استيعاب المعلمين بالمدارس في المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي وإدراجهم في كشوفات المستفيدين بالتنسيق مع المجالس المحلية بالمديريات، متابعة الوزارة والجهات المعنية بسرعة صرف مرتبات المعلمين ،حشد المجتمع للمساهمة في دعم العملية التعليمية وتخفيف معاناة المعلمين، وبحمد الله وتوفيقه ومع بداية أول يوم دراسي من العام الجديد توجه أكثر من سبعمائة وخمسين ألف طالب وطالبة من أبناء محافظة إب للدراسة في “1600” مدرسة على مستوى المحافظة تحدوهم الآمال في عام دراسي حافل بالبذل والعطاء والنجاح على يد معلميهم الكرام الذين لم يدخروا جهدا ولا بذلاُ في سبيل تعليم أبنائهم وفلذات أكبادهم رغم المعاناة التي يمر بها المعلمون كغيرهم من موظفي الدولة جراء انقطاع المرتبات والحصار الذي يفرضه العدوان الغاشم.
هناك قوة بشريه وطاقة عاملة تصل إلى عشرات الآلاف من المعلمين والعاملين في سلك التربية والتعليم بالمحافظة وهذا بلا شك يتطلب إدارة فاعلة وجهوداً كبيرة ، نريد أن تطلعونا على إحصائية القوى العاملة والمدارس والطلبة ولو بشكل مختصر ؟
-مما لاشك فيه أن دور التربية والتعليم كبير والواجب عظيم تجاه الله والوطن والشعب وفي محافظة إب تحظى العملية التربوية بخصوصيات تميزها عن غيرها من محافظات الجمهورية من حيث الاتساع الجغرافي والانفجار السكاني الذي استدعى التوسع في المدارس والمجمعات التربوية وتوفير القوة العاملة بعدد كبير حيث يبلغ إجمالي عدد المعلمين والاداريين العاملين ميدانياً في المدارس أكثر من (24.000) معلم ومعلمة وإداري موزعين على (1537) مدرسة ومجمع تربوي يدرس فيها أكثر من(769826) طالب وطالبة الى جانب جهود الكادر الإداري في الإدارات التعليمية في المديريات ومكتب التربية بالمحافظة والموجهون في الإشراف والتوجيه التربوي والفني والمالي والإداري والأنشطة والصحة المدرسية والخدمة الاجتماعية وتعليم الفتاة وتحفيظ القرآن الكريم والذي يصل عددهم حوالي أكثر من (5000) , كما أوضحت في سؤالك فإن هذه القوة العاملة والاعداد الهائلة من الطلاب واتساع رقعة المدارس يتطلب جهوداً كبيرة وقوى عاملة ومتابعة مستمرة ؛ ومن خلال تعاون القيادة التربوية وتوزيع المهام بين أعضاء المجلس التربوي بالمحافظة والتواصل ومتابعة الإدارات التربوية بالمديريات وتفعيل آلية التوجيه والإشراف نعمل ما بوسعنا على إدارة العملية التعليمية والتربوية.
كلمة أخيرة تودون قولها في هذا اللقاء؟
– أشكر صحيفة الثورة لإتاحة مثل هذه الفرصة لمناقشة القضايا التعليمية والوضع التعليمي في المحافظة ومن خلالكم يطيب لنا أن نعطر الشكر لكل من تعاون معنا في إنجاح العملية التعليمية في قيادة وزارة التربية والتعليم ممثلة بمعالي وزير التربية الأستاذ يحيى بدر الدين الحوثي وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة باللواء عبدالواحد صلاح محافظ المحافظة والعميد أمين الورافي الأمين العام ووكيل شؤون التعليم الأستاذ صادق حمزة وموصول الشكر للتربويين والمعلمين الأجلاء المرابطين في مدارسهم برؤوس الجبال وبطون الأودية، ومن تعاون من أوساط المجتمع أفرادا ومؤسسات.