سأل الكاتب أون جونز في صحيفة “ذا غارديان”، هل ستنهي مذبحة الأطفال في اليمن الصّمت والتواطؤ الإجرامي للحكومة البريطانية؟ وقال “كانوا أطفالاً صغاراً في حافلة على طريق عودتهم من نزهة، كانوا يضحكون ويتمايلون فرحين، ثم من دون علم احترقوا حتى الموت”.
الكاتب يشدد على أنه “يجب التفكير في دور بريطانيا في المجزرة التي راح ضحيتها نحو 43 طفلاً، فوفقاً لحملة “ضد تجارة الأسلحة”، قدمت حكومتنا إلى الديكتاتورية السعودية البغيضة أسلحة بقيمة 4.7 مليار جنيه إسترليني منذ بدء الحرب في اليمن”، مضيفًا إن الطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار والقنابل والصواريخ: كل ما قدمته الشركات البريطانية من المحتمل أن تكون أسقطت على رؤوس أطفال يضحكون على طريق عودتهم من نزهة”.
وأشار “جونز” الى أنه قبل أشهر فقط، احتفت الحكومة البريطانية بالدكتاتور السعودي محمد بن سلمان وكشف النقاب عن صفقة مساعدة بقيمة 100 مليون جنيه، منحته هذا التمثيل الاستثنائي للعلاقات العامة، بينما أعلنت شركة “بي إيه إي سيستمز” عن بيع 48 طائرة تيفون أخرى. وازداد الأمر سوءًا حيث أن العسكريين البريطانيين يشاركون بشكل مباشر في مساعدة المجهود الحربي السعودي.
ولفت الكاتب في صحيفة “ذا غارديان” إلى أن الآلاف توفوا ومعظمهم على أيدي القوات التي تقودها السعودية ونحن نستمر بالتسليح”، وتساءل “تمّ تشريد الملايين وترك البلد على حافة المجاعة، ولكن أين الغضب الوطني؟ أين التغطية الإخبارية من الجدار إلى الجدار حول هذه الأهوال المرتكبة باسمنا؟، ليقول إن الفشل الذي لا يغتفر للإعلام في محاسبة الحكومة البريطانية جعل معظم السكان غير مدركين أن هذه الحرب تحدث.
وتابع “لنفترض أن الأمة المعتدية هي عدوٌ للغرب – مثل إيران – لكانت هناك دعوات للتدخل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة لوقف المذبحة منذ فترة طويلة. لكنّ أصدقاءنا وحلفاءنا الجيّدين يتمثلون بالديكتاتورية السعودية المتشّددة والمصدّرة للتطرف وبالتالي يستمر الصّمت والقتل”.
وينتقل الكاتب للحديث عن جرائم العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين، فيقول “انتقل بتفكيرك إلى رعب من نوع آخر يكشف المشاركة الغربية المباشرة. ليلة الأربعاء الفائت، قُتلت امرأة حامل وابنتها البالغة من العمر 18 شهراً في غزة جراء غارة جوية صهيونية. ويجري تأطير القتل على أنه صراع بين حماس والكيان الصهيوني ، كما لو كان هناك تكافؤ بين سجين كبير في الهواء الطلّق وقوة عسكرية عظمى إقليمية، مشيراً إلى أن “المنظمة غير الحكومية لحقوق الإنسان أفادت بأن 9456 فلسطينيًا استشهدوا على يد قوات الأمن الصهيونية – بالتواطؤ الغربي – في السنوات الـ18 الماضية، من بين الشهداء الفلسطينيين، كان هناك 2025 طفلاً. وتشير تقديرات أخرى إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الفترة نفسها يصل إلى 9730. ومع استمرار المذبحة، وصلت مبيعات الأسلحة البريطانية إلى العدو الصهيوني لمستوى قياسي”.
ويختم الكاتب مقاله بأن “السعودية وكيان العدو يعتقدان أنهما يمكن أن يفلتا من تحمل مسؤولية قتل الأبرياء، بمن فيهم الأطفال، لسبب بسيط للغاية هو أنهم يتمتعون بدعم عسكري ودبلوماسي غربي. قد يكون هناك تلاوة لفعل الندامة من وقت لآخر، لكن يتم نسيانه بسرعة. ولكن ما دامت بريطانيا وحلفاؤها متواطئين – وطالما فشلت وسائل الإعلام في واجبها في إعلام الجمهور بما يحدث باسمهم – فإن هذه الأهوال ستستمر.”