دمشق/
واصل الجيش السوري تقدمه في ريف درعا جنوب البلاد، وبسط سيطرته على بلدات المليحة الشرقية والمليحة الغربية والرخم في ريف المحافظة الجنوبية.
ونفذت وحدات من الجيش السوري ، سلسلة رمايات نارية مركزة ضد محاور وتحركات مسلحي “جبهة النصرة” وخطوط إمدادها في السهول المحيطة بالجمرك القديم في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا.
ويسعى الجيش إلى قطع طرق وخطوط إمداد المسلحين في درعا البلد، القادمة من الريف الشرقي والحدود الأردنية.
ودخل الجيش بلدتي “الكريم الجنوبي” و”الشرايع” في ريف درعا الشمال شرقي بعد انضمامهما إلى المصالحات المحلية، كما تم في البلدتين تسوية أوضاع نحو 450 شخصا، بينهم 75 مسلحا سلموا أسلحتهم وأنفسهم للجيش لتسوية أوضاعهم.
إلى ذلك سلم نحو 375 شابا من المتخلفين عن الخدمة العسكرية الالزامية والاحتياطية، أنفسهم وتمت تسوية أوضاعهم.
وكان الجيش السوري تمكن قبل يومين من استعادة السيطرة على كامل منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي، عقب اشتباكات عنيفة خاضها ضد الإرهابيين في المنطقة، وسط انهيار تام في صفوف الإرهابيين.
من جانب آخر، بدأ نحو 400 نازح سوري مغادرة بلدة عرسال الحدودية متجهين إلى سوريا أمس في حالة نادرة من العودة التي تريد الحكومة اللبنانية تشجيعها.
ومنذ الصباح الباكر تجمع الناس في عربات صغيرة وجرارات محملين المراتب وخزانات المياه والاثاث. وقام أفراد من الأمن العام اللبناني بتسجيل أسماء السوريين أثناء مرورهم عبر نقطة تفتيش على طريق خروجهم من عرسال.
ويتوجه النازحون إلى القلمون عبر الحدود وهي منطقة تم تطهيرها من المسلحين في هجمات شنها الجيش السوري وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران الذي لعب دورا قياديا في ذلك.
وقال المغادرون إنهم قدموا أسماءهم إلى السلطات اللبنانية التي قامت بدورها بإرسال الأسماء إلى سوريا للحصول على موافقة الدولة السورية.
وتشكل القافلة جزءا صغيرا جدا من مليون لاجئ سوري مسجل في جميع أنحاء لبنان ومن خمسين ألفا موجودين في عرسال حسب تقدير المسؤولين المحليين في البلدة.
وقال كثيرون إنهم سعداء بالعودة إلى سوريا. وبينما قال البعض إن منازلهم صالحة للعيش فيها سمع آخرون أن منازلهم قد دمرت.
وقال علي عبد الله (34 عاما) وهو يغادر مع زوجته واثنين من أبنائه الصغار ”نحن من زمان ناويين نرجع, نحن ما صدقنا تهدا الامور, تروق شوي, يرجع الواحد عبيته, بالنهاية الوطن غالي. ما في أغلى من الوطن“.
وكان قد أنجب أحد أولاده في لبنان ولم يزر هذا الطفل سوريا قط. وقال عبد الله ”أكيد أنا أريد أن أعيده لأقول له هذا بلدك هذا وطنك هذا بيتك, نحن بيتنا ليس الخيمة“.
لكن مرشد درويش (55 عاما) قالت إنها قررت البقاء في خيمتها في عرسال بدلا من العودة إلى سوريا مع ابن عمها.
وقالت ”البيت يحتاج إلى عمل ولا توجد نوافذ ولا أبواب … لا يمكننا العيش هناك“. وأضافت ”لا أستطيع تحمل الصخور … بمجرد أن يتم إصلاح غرفتي سأعود“.
وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها لا تشارك في تنظيم عمليات العودة ولم يتمكن فريقها في سوريا حتى الآن من الوصول إلى القرى التي كان الناس يعودون إليها.
وقال اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني إن بيروت تعمل مع الدولة السورية على عودة آلاف اللاجئين الذين يريدون العودة إلى ديارهم.
ومع استعادة القوات السورية والقوات المتحالفة معها المزيد من الأراضي كثف المسؤولون اللبنانيون دعوات عودة اللاجئين إلى المناطق السورية التي تراجعت فيها أعمال العنف.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة والدول المانحة الأجنبية للبنان إنه ليس من الآمن الآن عودة اللاجئين إلى سوريا حيث لا يزال التوصل لاتفاق سياسي لإنهاء الحرب متعددة الأطراف بعيد المنال.
وأدى النزاع الذي دام سبع سنوات إلى خروج 11 مليون سوري من ديارهم. وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص فروا إلى لبنان. وتقول الحكومة اللبنانية إن العدد يبلغ 1.5 مليون نسمة أي ربع السكان.
ويتوزع النازحون في جميع أنحاء لبنان وغالبا في مخيمات مؤقتة وسط فقر مدقع ويواجه هؤلاء أحيانا خطر الاعتقال بسبب القيود المفروضة على الإقامة القانونية والعمل.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قد زار عرسال هذا الشهر للضغط من أجل عودة المزيد من النازحين.
واتهم باسيل المفوضية بمنع اللاجئين السوريين من العودة. وتنفي المفوضية ذلك قائلة إنها تدعم العودة عندما تكون آمنة وإن مانحين دوليين رئيسيين أعربوا عن استيائهم مما وصفوه ”باتهامات زائفة“.
وقالت ليزا أبو خالد المتحدثة باسم المفوضية لرويترز”نحن نعمل بطرق مختلفة للتخلص التدريجي من العقبات التي يراها اللاجئون في طريق عودتهم بما في ذلك من خلال التواصل مع السلطات المعنية داخل سوريا“.
أضافت ”نحن نحترم تماما القرارات الفردية بالعودة عندما يقرر اللاجئ أن الوقت قد حان له أو لها“.