المواجهة قدرنا .. ولن نستسلم
عبدالفتاح علي البنوس
من في المنطقة العربية لا يعرف الشعب اليمني وطيبته التي لا تتوفر لدى شعوب المنطقة عموما، هل يعقل بأننا كما يصورنا بعض المنافقين والمراوغين ممن يحلو لهم أن ينعتوا بالمحايدين، شعب يعشق الحروب والدماء والصراعات والفتن والأزمات، غبي كل الغباء وأحمق كل الحمق، من يرى في التصدي لفلول الغزو والاحتلال ومليشيات الارتزاق والخيانة الموالية لقوى العدوان نزعة عدائية وسلوكاً متطرفاً، فكل ذلك عبارة عن ردة فعل طبيعية تقوم بها حتى الحيوانات الأليفة عندما يحدق بها الخطر الذي تشعر بأنه يتهدد حياتها حينها تدرك بأنه لا خيار غير المواجهة، فما بالكم بعدوان تجاوز عامه الثالث وما يزال يواصل همجيته وانتهاكاته السافرة ومؤامراته القذرة التي تستهدف الوطن والشعب، بالله عليكم ماذا تتوقعون أن نعمل تجاه كل ذلك ؟! هل نجبن ونفتح أذرعنا وأحضاننا لاستقبال الغزاة والمرتزقة والجماعات الإرهابية المتطرفة التي تمارس الذبح والسحل والتنكيل والتمثيل بالمواطنين وتسومهم سوء العذاب؟!
هل ننتظر تكرار سيناريو تعز والخوخة وعدن وحضرموت والمخا ؟! ألا يحق لشعب أعتدي عليه من تحالف يضم عشرات الدول أن يدافع عن نفسه ويقاتل من أجل صون شرفه وكرامته والحفاظ على وطنه وسيادته ؟! ما الذي عندنا للسعودي أو للإماراتي أو للأمريكي أو للبريطاني أو السوداني ؟! لسنا دعاة حرب ولا صناع أزمات شهد لنا بذلك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله “أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان” وقوله في حديث آخر : “إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن” هذه شهادة الصادق الأمين فينا، وما دون ذلك من التحليلات والتفسيرات الرعناء التي يطلقها أبواق الشقاق والنفاق والعمالة والارتزاق أشبه بالأعيرة النارية (المفسدة) .
يريدوننا أن نستسلم ونذل لهم ونرفع لهم الرايات البيضاء ليدشنوا مسلسل الفتك والقتل فينا والتنكيل بنا ،ويرون في الاستسلام الطريق نحو السلام المزعوم، ولا أعلم عن أي سلام يتحدثون وهم يشعلون الجبهات ويسعون للسيطرة على المحافظات ورفع غلة القتلى والجرحى ؟! يريدون أن نسلم بولاية ترامب ونعلن الانبطاح لمشروع الهيمنة الأمريكية والعودة لبيت الطاعة السعودي وتسليم مقدراتنا وثرواتنا للغازي الإماراتي والسعودي لتتحول اليمن إلى صومال جديدة يشتغل أهلها بالصراعات فيما هم يستأثرون بالثروة ويستغلون المنافذ البرية والبحرية لخدمة مصالحهم وتعزيز نفوذهم .
المواجهة فرضت علينا فرضا ولم نمنح أي خيارات غيرها وما دام الغزاة وأذنابهم يعتدون على أرضنا وينتهكون سيادتنا فلا بديل ولا تراجع عنها مهما بلغت التضحيات، فلا تفريط ولا تراجع ولا خذلان مهما أرعدوا وأزبدوا ومهما كذبوا وروجوا فنحن بالله أقوى ولن تزيدنا أراجيفهم وأكاذيبهم إلا بأسا وشجاعة وإقداما، ليحشدوا ما بوسعهم حشده في الساحل الغربي فهم للهلاك قدموا وللنهاية المخزية ساروا ولا عودة لهم إلا داخل توابيت الموت، الحديدة ستظل مقبرتهم وفيها وعلى تربتها وسواحلها سيرى الغزاة والمرتزقة مصارعهم وهذا هو وعيد الله لهم وهذه هي نهايتهم الحتمية ولن تشفع لهم العربية ولا الحدث ولا سهيل ولا الإخبارية السعودية ولا اليمن اليوم الإماراتية .
بالمختصر المفيد، قدرنا المواجهة والتصدي بكل بسالة لحثالة العالم بأسره وليعلم المبعوث الأممي مارتن غريفيت بأننا مع السلام لا الاستسلام وأننا بعد كل ما حصل لن نقبل بشرعية هادي المزعومة ولا بحكومته الفندقية ولا بالوصاية السعودية ولا بالهيمنة الأمريكية، ولن نقبل إلا بالحوار مع العدو السعودي مباشرة ولا مجال للعب بالوقت والدخول في مفاوضات عبثية مع الأذناب والقباقيب والأحذية، ما لم فعليه أن يحزم أمتعته ويغادر بلادنا غير مأسوف عليه، ولنا ومعنا الله ومن كان الله معه فلا أحد ضده .
صوماً مقبولاً، وذنباً مغفوراً، وعملاً متقبلاً، وإفطاراً شهياً.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .