> جراء استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر:
> غنيمة: ملايين اليمنيين يعانون الجوع والمرض بسبب الحرب والحصار
> الناشط العميسي: تفاقمت الأوضاع المأساوية نتيجة نفاق العالم وتجاهله لمعاناة اليمنيين
> الشامي: ثلاث سنوات من الحصار والعدوان لم يحقق العدو فيها سوى المجازر والدمار
> حميد عاصم: مستمرون في الصمود والتحدي رغم الأوضاع الكارثية للعدوان
استطلاع / رجاء عاطف
قبل ثلاث سنوات بدأت السعودية وبالتحديد في الـ 26 من مارس 2015م الحرب الظالمة على شعبنا اليمني دون مقدمات ومبررات، معلنة عداونها عليه مباشرة من خلال غاراتها الوحشية التي استهدفت المدنيين من النساء والأطفال، ولم تكتف بعد بل تطاولت في قصف وتدمير كل شيء جميل في هذا البلد العظيم ، واليوم ثلاث سنوات من العدوان الغاشم والحصار وانتهاك كل الحقوق والقوانين الإنسانية كشفت عن سعيها لكسر إرادة الشعب ومحاولة تركيعه ، بخنقه اقتصاديا إلا أنه كان مقابل كل ذلك صمود اسطوري رغم معاناة المجتمع اليمني .
تفاصيل أكثر عن الأوضاع الإنسانية في اليمن خلال سنوات الحصار والعدوان كما يراها بعض المراقبون والمتابعون:
الأوضاع الإنسانية في اليمن كارثيه بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هكذا بدأ الدكتور عادل غنيمة – أستاذ العلوم السياسية – جامعة عمران، حديثه وقال: لم تقدم الأمم المتحدة شيئا يذكر مقارنة بالوضع الإنساني وظلت تتاجر بالقضية الإنسانية اليمنية طوال هذه السنين بل إن مبعوثها الدولي السابق ولد الشيخ قد ساعد في تفاقمها من خلال دوره المشبوه في اقناع دول مجلس الأمن بالموافقة على نقل البنك المركزي والذي حرم مليون ومائتي ألف من الموظفين مرتباتهم والذين يعولون ما يقدر بسبعة ملايين نسمه هو ما فاقم من الأزمة الإنسانية بحيث وصل عدد اليمنيين الذين يعانون من الجوع والمرض حوالي 22مليون نسمة.
وأكد غنيمة أن الأمم المتحدة إلى اليوم غير قادرة على رفع الحصار الذي تفرضه دول التحالف وعلى رأسهم السعودية حيث تم إغلاق مطار صنعاء ومنع الملايين من السفر ومات13لف مواطن جراء إغلاقه ويتم تشديد الحصار على موانئ الحديدة والصليف لمنع وصول المساعدات الإنسانية ومنع وصول السفن التجارية في سابقة خطيرة في الحروب والأمم المتحدة تتفرج على مظلومية الشعب اليمني، وأضاف أن دول العدوان تتحمل كامل المسؤولية نتيجة حصارها لشعب كامل وضرب الموانئ وتدمير رافعات الموانئ وتأخير وصول المواد الغذائية والمشتقات النفطية والغازية وقطع الكهرباء وضرب ابار المياه ومحطات المجاري وانتشار الاوبئة من كوليرا ودفتيريا وأنفلونزا.
أكاذيب زائفة
يضيف أستاذ العلوم السياسية: الأمم المتحدة ورغم تعاطف مبعوثها الإنساني مع اليمن لم يقدموا إلا القليل تجاه 3ملايين نازح والسبب هي السعودية التي تدعي تقديمها10ملايين دولار كمساعدات انسانية في تمثيلية سعودية فاضحة لإقناع المجتمع الدولي بأن الجلاد المتسبب في هذه المعاناة الإنسانية هو المنقذ فلم يلمس الشعب اليمني أي مساعدات إنسانية من دول العدوان وبالاخص السعودية وخاصة في مناطق سيطرة انصار الله التي يصل فيها عدد السكان إلى 25 مليون نسمة وما يحدث سوى تصوير مجموعة من القواطر التي تحمل مساعدات إنسانية إلى عدن ومارب والجوف ويتم تسليمها لحكومة الخونة الفاسدة والتي بدورها تقوم ببيعها في الأسواق، وخلال حديثه يدعو غنيمة الأمم المتحدة عبر مبعوثها الدولي الجديد ومبعوثها الإنساني الجديدة إلى النظر في معاناة شعب اليمن وفضح أكاذيب السعودية والدعوة إلى فتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة والصليف وأهم دعوة هي اقناع مجلس الأمن بضرورة وقف إطلاق النار وإرغام السعودية وحكومة الاحتلال على القبول بالحل السياسي لكي تنتهي هذه المعاناة الإنسانية كما ندعو مبعوثي الأمم المتحدة إلى تحييد البنك المركزي وإقناع أطراف الصراع بإعادة تصدير النفط والغاز كمردود هام لموازنة الدولة والعملات الأجنبية.
الوضع أشد خطورة
ويقول المحامي والناشط الحقوقي – كمال العميسي : إن الشعب اليمني أظهر خلال ثلاثة أعوام من العدوان والحصار صمودا اسطوريا واظهر للعالم كله وجه العدوان القبيح والذي بسببه صارت الأوضاع الإنسانية في اليمن أشد خطورة، فعلى مدى هذه السنوات استفحل الجوع في كثير من الأسر وفتكت الأمراض بكثير من فئات المجتمع والمواد والأجهزة الطبية لا تفي بالغرض وأغلبها خرج عن العمل، ويضيف قائلاً: شاهدنا أكاديميين يجمعون علب البلاستيك لكسب لقمة العيش لأسرهم بعد انقطاع المرتبات وشاهدنا المرأة تعمل بنفسها أعمالا تثقل الكاهل من أجل اطفالها وشاهدنا اطفالا حرموا من التعليم ودخلوا في معترك الحياة وتحملوا مسؤولية أسرهم، هذه الأوضاع المأساوية نتيجة نفاق العالم وتجاهله لشعب بأكمله فأملنا وثقتنا في الله وحده أن يجعل لنا من هذا العدوان فرجا ومخرجا ونصراً مبينا.
فشل ذريع
من جانبه يرى الدكتور محمد الشامي- مدير منطقة السبعين التعليمية الثانية أنه خلال ثلاث سنوات من العدوان على يمن الإيمان والحكمة استخدم فيها أطناناً من الأسلحة المحظورة عالميا على بلد فقير كي يتدخل في شؤونه، لم يحقق أي هدف من أهدافه بل أنفق مئات المليارات من في الحرب على اليمن كانت كفيلة بنهضة الأمة العربية والإسلامية اقتصاديا وزراعيا وتعليميا وصناعيا وحضاريا، وأيضا كفيلة بالقضاء على الأمية والفقر والمجاعة وامتلاك مسكن لكل مواطن، وأن تلحق جميع أطفال الأمة في التعليم بأنواعه المختلفة، وقال: إن ما حققه تحالف العدوان خلال هذه الفترة هو كشف العملاء والمرتزقة من جميع الفئات والمكونات ممن يتقاضون رواتب شهرية ثمن بيع كرامتهم وأرضهم لقوى العدوان، كما نجح في تدمير الطرقات والمدارس والمعاهد المهنية والمؤسسات الحكومية والمزارع والمصانع وقصف الصالات والمنازل وقتل النساء والأطفال.
وتابع: لم ينجح تحالف العدوان سوى في زرع وتمويل الجماعات الإرهابية في المناطق التي تحت سيطرتهم وفي الجبهات وبدعم ومساعدة أمريكية صهيونية، إلى جانب تحقيقه زيادة في معاناة وإهانة المواطن اليمني في مطارات العالم أغلبهم من الطلاب والمرضى، ونجح بحصاره البري والبحري في تسويق السلع والمواد المنتجة من بلدانهم إلى اليمن والتي لا يتم تسويقها في أي دولة اخرى لرداءتها .
صمود اسطوري
وأشار الشامي إلى ان دول العدوان صنعت خلال ثلاث سنوات لصوصاً من التجار المنافقين الموالين لهم والقابعين في الرياض وتمكينهم من العمل في مجال الاستيراد والتحكم في السوق داخليا وخارجيا، ورفع الأسعار، كما حقق نقلة نوعية في ابتكار أنظمة إدارية وأمنية في المناطق المحررة كما يزعمون قائمة على نظام أشبه ما يكون نظام العصابات، إلى جانب سرقة ثروات اليمن وأشجارها ومنع وصول الدواء والغذاء، بل وقطع المرتبات في محاولة منهم لتجويع وتركيع المواطن اليمني عله يعلن استسلامه لها .
وقال: إن مقابل ثلاث سنوات من العدوان حقق الصمود الأسطوري لليمن إعداد وتجهيز جيش وطني قوي كبدهم خسائر فادحة بشريا وماديا ومعنويا، إلى جانب الاستقلال في صنع واتخاذ القرار خالص دون وصاية سعودية اماراتية أمريكية، كما زاد من الصبر والتحدي والإصرار على الانتصار مهما كانت التضحيات دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة والعزة.
وختم حديثه بأن العدوان كشف قوة وبأس اليمني الحر المخلص الشهم وقوة وبأس المرأة اليمنية الحرة المناضلة الشريفة العفيفة التي تفتخر بتقديم أولادها فداء لهذا الوطن ودفاعا عن الحق في مواجهة الباطل، وتجلى لليمنيين الأحرار أن كل أعمال التدمير والاحتلال الذي تمارسه، وتهدف إليه مملكة آل سعود غرضه إبقاء اليمن ضعيفا وهزيلا وفقيرا تابعا لها منفذا لأوامرها يعيش ويقتات على بقايا فضلاتها النتنة، وهذا ما لم يكن ن ولن يكون والنصر قريب بإذن الله ولا نامت أعين الجبناء والمنافقين.
صمت دولي
فيما قال حميد عاصم – رئيس الدائرة الجماهيرية للتنظيم الناصري: بعد ثلاث سنوات من العدوان على اليمن وشعبنا وجيشنا ولجاننا صامدون في جهادهم وفي دفاعهم عن وطنهم ودينهم وعن استقلالهم بالرغم من الظروف الانسانية والمعيشية والصحية الصعبة التي يمر بها الانسان اليمني جراء العدوان الغاشم وجراء الحصار البري والبحري والجوي الذي تفرضه دول تحالف الشر على اليمن وفي ظل صمت مطبق من الشعوب العربية وصمت المجتمع الدولي الذي أصبح يمثل سياسة الدول المعتدية ، وأضاف إن الأوضاع الانسانية في اليمن أصبحت سيئة للغاية في مجالات الغذاء والدواء وفي مجال الإيواء وخاصة في صفوف النازحين الذين نزحوا من محافظاتهم ومديرياتهم وقراهم بسبب قصف طيران الأعداء ذلك القصف البربري الذي لم يستثن أحداً ودمر المنازل على رؤوس ساكنيها وشردهم وكذلك الكثير من المدارس وقتل الطلاب، كما أن قصف العدوان للمصانع وخاصة مصانع الغذاء فاقم الأوضاع ومنع دخول الدواء جعل عشرات الالاف من المرضى وخاصة من يعانون أمراضاً مستعصية ومزمنة في حالات سيئة، كما ان الحرب والحصار قد جعل الكثير من الاطفال والكبار يعانون من سوء التغذية التي ستكون لها اضرار صحية مستقبلا ومع العلم بأن ما تقدمه المنظمات الدولية من مساعدات لا تكفي إلا لنسبة بسيطة من المواطنين.
صعوبة في تلبية الاحتياجات
وأخيراً يقول بشار الماخذي – راصد في المركز اليمني لحقوق الإنسان: إن العدوان هو الجريمة الأكبر وبعدها يأتي الحصار لأنه دون مبرر وكان عدواناً مباشراً استهدف وقتل الكثير من الضحايا المدنيين والذين وصل عددهم إلى الآلاف من الأطفال والنساء ليس ذنبهم سوى انه مجرد اعتداء من أجل شرعية مزعومة فكانت هذه الضحايا والتدمير الممنهج لكل شيء وإطباقه على اليمنيين والذي تجلى بشكل واضح في سوء التغذية لدى الأطفال والحالة النفسية السيئة التي تلحق بالمواطن وعدم توفير المتطلبات الانسانية والتي تسبب أزمة وحالة من التوتر والمشاكل النفسية لدى المجتمع وأيضا عدم وصول الأدوية وارتفاع اسعارها وايضا هناك مشكلة كبيرة وهي الحصار الاقتصادي لدينا مليون وثلاثمائة موظف لا يستلمون مرتباتهم وفقدوا الجزء الرئيسي من دخلهم الذي يعتاشوا منه إلى جانب أن العملة المحلية لم تعد لها قيمة وانهارت بسبب العدوان تقريبا إلى أقل من نصف قيمتها مما يعني أن الوضع مأساوي جداً والمواطن اليمني مجرد انه يريد تلبية احتياجاته الأساسية أصبح صعباً جدا وهذا أكبر ما يعانيه المجتمع .