قوات التحالف تعاني التعثر والانهيار.. والبشير غير مرتاح بلقبه “رئيس المرتزقة”

 

ديفيد هيرست يكتب عن “عاصفة الحزم” التي تحولت إلى عملية: أطلق النار على قدمك!

 

هادي محتجز في “قفص ذهبي” وغير مسموح له بزيارة اليمن أو الإدلاء بأي تصريح

الثورة/
نشر موقع “ميدل إيست أي” الأمريكي تقريراً أعده رئيس تحرير الموقع الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست تحت عنوان: (عملية : أطلق النار على قدمك) تطرق فيه إلى نتائج الحرب على اليمن بعد أكثر من عامين ونصف, مشيراً إلى أن قوات التحالف البرية التي جمعها السعوديون بدأت بإظهار عدد من علامات التعثر والانهيار.
حيث بدأت الانقسامات تظهر بين القوات البرية اليمنية والأجنبية التي تقاتل الحوثيين في مختلف مناطق البلاد وهو ما قد يهدد مستقبل التحالف الذي تقوده السعودية.
وبحسب الكاتب الصحفي هيرست فإن القوات السودانية، التي تشكل الجزء الأكبر من أكثر من عشرة آلاف مقاتل أجنبي ينشطون تحت لواء التحالف الذي تقوده السعودية تعاني من ارتفاع معدلات الخسائر، حيث قال مصدر كبير مقرب من الرئاسة في الخرطوم لـ “ميدل ايست أي” إن أكثر من 500 جندي سوداني قتلوا في اليمن.
وكان قائد قوة الدعم السريع التابعة للجيش السوداني الفريق “محمد حمدان حميدتي” قد أعلن قبل شهرين فقط بأن 412 جندياً سودانياً بينهم 14 ضابطاً قد لقوا مصرعهم في لقاء مع صحيفة الأخبار السودانية.
وقال المصدر السوداني ان “هناك ضغوطا كبيرة للانسحاب من هذه المعركة المستمرة”.
وحالياً، هناك قوة قوامها يتكون من 8000 جندي سوداني يقودها جزئياً ضباط إماراتيون، وهي منتشرة في جنوب اليمن وكذلك في عدد المناطق التي تقع إلى الجنوب الغربي من محافظة تعز وتحديداً في المخا.
أما في الداخل، فالرئيس السوداني “عمر البشير” قد بدأ في إعادة النظر فيما يحصل. فهو لم ينسى بعد شريان الحياة الذي حصل عليه عندما أودعت الرياض مليار دولار في البنك المركزي السوداني قبل عامين من الأن، تليها قطر التي أودعت 1.22 مليار دولار.
إلا أنه ليس مرتاحاً بصفة “رئيس المرتزقة” الذي يطلق عليه حالياً، كما أنه بات لديه الآن أيضاً علاقات أخرى لإعادة النظر فيها.
ففي يوم الخميس الماضي، أصبح البشير رئيس أحدث وأخر المواكب العربية التي وجدت طريقها الى باب “فلاديمير بوتين”، حيث قال للرئيس الروسي إنه بحاجة الى الحماية من الولايات المتحدة، وأنه ضد المواجهة مع ايران، اضافة الى دعمة لسياسة الإبقاء على الرئيس السوري “بشار الأسد” على رأس هرم السُلطة هناك.
ويأتي ذلك عقب الحادثة التي وقعت في البيت الداخلي السوداني، والتي وصفت بأنها عملية تجسس ومحاولة انقلاب، وقد تم فصل “طه عثمان أحمد الحسين” من منصبه كمدير لمكتب الرئيس السوداني بعد اكتشاف حملة جواز سفر سعودي وأوراق إقامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أن تم القبض عليه وهو يقوم بعمل اتصالات سرية مع كل الدولتين المذكورتين سلفاً.
التجمع اليمني للإصلاح
أما عن وضع المكونات السياسية المحلية للتحالف فيقول هيرست: يبدو بأن التمرد قد بدأ في شق طريقه أيضاً بين صفوف اليمنيين الذين هتفوا وأيدوا قبل عامين ونصف العام تدخل السعودية ضد الحوثيين الذين كانوا يحاولون الاستيلاء على البلاد.
فقد كانت العلاقة بين المملكة السعودية وحزب الإصلاح –الذي يضم أكبر مجموعة من المقاتلين اليمنيين الذين يستخدمهم التحالف في القوات البرية المنضوية تحت لوائه – في أفضل الأحوال متناقضة ومتضاربة، كما يعادي ولي عهد أبوظبي الذي يعتبر من أكثر الشركاء المقربين لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حزب الإصلاح المرتبط بالإخوان المسلمين معاداة علنية.
وباستخدام القوات السودانية، فرض الإماراتيون حصاراً مطبقاً على تعز، التي تعتبر معقل حزب الإصلاح ومدخله إلى كل من الجنوب والغرب اليمنيين، اضافة الى استخدامهم لتلك القوات في محاربة “القوات التي تواجه التحالف” في الشمال.
ومع ذلك، فإن السعوديين أنفسهم يستضيفون حالياً قيادات حزب الإصلاح في الرياض.
لكن يبدو بأن الخط الفاصل بين الإقامة في فندق والإقامة في السجن غير واضح هذه الأيام في الرياض، وهذا ينطبق على الضيوف اليمنيين شأنهم شأن نظرائهم اللبنانيين.
وينقل هيرست عن مصدر مقرب من هادي الظروف التي كان فيها محتجزاً بأنها “مريحة ولائقة لكنها لا تمت للحرية بأي صلة”، كما قال أيضاً إن “هادي” كان محتجزاً فعلياً في “قفص ذهبي” وغير قادر على زيارة اليمن أو الإدلاء بأي بيانات أو تصريحات، على الرغم من أنه سيسمح له بالعلاج في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، وفي الوقت نفسه فإن قيادة حزب الإصلاح تمتلك نوعاً من الحرية في التحرك والعمل كما أنهم يظهرون علامات تشير الى تمكنهم من القيام ببعض أمورهم الخاصة.
لكنهم وبأية حال يشعرون بأن السعر السياسي الذي دفعوه لدعم الحملة السعودية قد تحول في عيون اليمنيين من التحرير إلى الاحتلال.
كما أنهم أيضاً يدفعون ثمناً مادياً باهظاً، فقد قتل عدد من الشيوخ والعلماء الإصلاحيين، وكذلك السلفيين الذين رفضوا توجيهات القيادة الإماراتية كما استهدفوا أيضاً في محاولات الاغتيال.
وقال المصدر أيضاً “إن الإماراتيين لا يخفون عداءهم تجاه الإصلاح، حيث يتم اغتيال الشيوخ والعلماء، بالتنسيق مع المليشيات الموالية للإمارات، وبالإضافة إلى ذلك، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم وبوضوح الحصار على تعز، وتقوم بعرقلة وصول الإمدادات الى مقاتلينا في المدينة”.
“ونتيجة لذلك، فإن الكثير من أعضاء وأفراد القاعدة الشعبية لحزب الإصلاح اضافة الى قادة الحزب بدأوا يشعرون بأن هذا التحالف له سعر أغلى من أن يدفع، خاصة وأن شعبية التحالف السعودي بين أوساط اليمنيين الذين دعموا التدخل قبل عامين بات الآن في أدنى مستوياته”.
وقال المصدر الذي نقل عنه هيرست إن “حزب الإصلاح قد ضحى بالكثير من أجل أن يكون جزءاً من التحالف لكننا لم نحصل على أي عوائد، بل وعلى العكس فإحدى الدول من أعضاء التحالف تتآمر ضدنا – أي الإمارات”.
ولذلك بدأ قادة حزب الإصلاح باتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وتعزيز وجودهم في مارب والجوف، بشكل مستقل عن قرارات التحالف”.
وفي محاولة لاحتواء التمرد حاول السعوديون إيلاء المزيد من الاهتمام لقيادة الإصلاح في الرياض، حيث التقى ولي العهد الامير “محمد بن سلمان” مؤخراً برئيس حزب الإصلاح “محمد اليدومي”.
وقد خلق ذلك عاصفة من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعتبر الأمير جماعة الإخوان المسلمين “إرهابيين”ودفعوا بالجنرال علي محسن الأحمر مجدداً إلى الخطوط الأمامية للمعركة.
لكن كبار القادة في حزب الإصلاح ينظرون إلى هذه التحركات والترتيبات الجديدة على أنها قليلة جداً، ومتأخرة جداً.
وكما لو كان توازن القوى الخارجية المتنافسة في اليمن ليس معقداً بما فيه الكفاية أصلاً، تدخل سلطنة عُمان.
فعُمان التي تعتبر أيضاً جنوب اليمن كفناء خلفي لها، ويساورها القلق بشكل خاص إزاء استيلاء الإماراتيين على سلسلة الموانئ والجزر الاستراتيجية قبالة سواحل اليمن، حيث وصف مصدر دبلوماسي قطري هذه التحركات بأنها ولادة “لامبراطورية بحرية إماراتية”، إلا أن العمانيين أيضاً متضايقون جداً إزاء ذلك.
ومن المفهوم أيضاً لماذا لا يزال العُمانيون على اتصالات هادئة ومستمرة مع زعماء القبائل اليمنيين المحليين في جنوب اليمن، الذي يعتبر بعضهم من القوات الانفصالية، وذلك لتنظيم “استجابات وتفاهمات مُنسقة” مع الميليشيات التي تدفعها وتسيطر عليها أبوظبي.
وبصفة عامة، فإن أول مشروع عسكري يطلقه الأمير السعودي البالغ من العمر 32 عاما كوزير للدفاع ليس سوى فوضى تكتيكية واستراتيجية.
فالأمير الذي أُشيد به في الأوساط الغربية كالشاب المخلص الذي سيقود حملة العودة ضد إيران، نجح في توحيد اليمنيين ضده، وهو إنجاز نادر في عالم متعدد الأقطاب، لقد أطلق النار على نفسه، مراراً وتكراراً في القدم.
ترجمة/ أحمدعبدالرحمن قحطان

قد يعجبك ايضا