دعوات لحظرها على الأطفال.. الألعاب والمفرقعات النارية.. إثارة تقلص مساحات الفرح

تحقيق / حاشد مزقر
يطلق بعض المواطنين الكثير من الألعاب النارية شديدة الإنفجار في الأجواء عبثا واستهتارا بأمن وسكينة وسلامة الناس، بزعم الفرح الذي غالباً ما يحيلونه إلى ترح! ورغم ما تسببه هذه الظاهرة من ازعاج كبير للناس وتزداد وتيرة نشاطها بشكل كبير في مواسم الأعياد والأعراس وعودة الحجاج.. في التحقيق التالي نبرز أخطار هذه الظاهرة.. وأسباب استمرارها.. والمعالجات العاجلة لمحاصرتها .نتابع:
ترتفع أصوات الناس حينما تذكر ظاهرة اطلاق المفرقعات في الأعياد والأعراس والمناسبات، فيبدون سخطهم واستياءهم من استمرار هذه الظاهرة وتعنت كثيرين ولامبالاتهم بآثارها السلبية..
هشام راجح موظف، يقول: للأسف إلى وقت قريب كان الكثير من الناس يطلقون الرصاص ومن مختلف الأسلحة في الأعراس كنا نشاهد هذه الظاهرة وكأنها أصبحت مفروضة علينا ومن ينتقد أي شخص من أهل العريس يواجه سيلا من الكلمات اللاذعة والرد الجاهز: هذا عرس ولابد من الابتهاج والفرح!!..مع تلاشي هذه الظاهرة نسبيا بدأنا نلمس تزايد إطلاق الألعاب النارية والمفرقعات وكأنها البديل لإطلاق الأعيرة النارية.
و يرى راجح أن “هذه النظرة قاصرة لأن هذا العبث ليس تعبيرا عن الفرح والسرور بل تخويف للنساء والأطفال ولنا مآسٍ كثيرة حدثت بسبب هذه الظاهرة حيث شاهدنا بعض الإصابات الخطيرة التي أصابت العديد من الأطفال بسبب انفجار هذه المفرقعات في أيديهم والبعض فقد أصابعه وآخرون أصيبت عيونهم، ويستغرب قائلا : بعض الألعاب النارية تحدث انفجارات شديدة جدا تفزع الناس وكأنها قنابل او رشاشات ثقيلة وما يزيد الطين بلة ان هناك من يقوم باستخدامها في انصاف الليالي وفي ذلك استهتار بسكينة المواطنين واوقات راحتهم.
كابوس مزعج
محمد منصور يعمل محامياً، يرى من جانبه أن” من يعبرون عن الفرحة في العيد والأعراس بهذا الشكل غير حضاريين”.. ويقول: “هؤلاء يحولون أعراسهم من احتفالية جميلة إلى كابوس مزعج للناس”. ويضيف: “لاحظنا في الآونة الأخيرة اتساع هذه الظاهرة في الليل وهذا الأمر أصبح لا يطاق وينتشر حتى في أحياء وحارات العاصمة صنعاء”.منصور يؤكد “امتعاض الكثيرين من هذه التصرفات”.. ويتابع: “لكن الأمر باق على ما هو عليه وهنا لابد من تحرك جاد من الجهات الأمنية لضبط المستهترين بسلامة الناس أيا كانوا”.. ويتساءل لماذا لا يتم ضبط مستوردي هذه الألعاب النارية التي أصبحت مقاربة في اصواتها للأسلحة والقنابل.؟
أفراح منفلتة
أما صلاح البكري طالب جامعي، فلا يبدي استغرابه من هذه الظاهرة كونها ليست وليدة اليوم ويعود بذاكرته إلى الوراء قائلاً: “في سنوات ماضية شددت الجهات المختصة على حظر هذه المسألة ولاحظنا اختفاءها والتزام الناس بعدم إطلاق قنابل الألعاب النارية في الأعراس والأعياد لكننا الآن لمسنا عودة الناس مجددا لإطلاق المفرقعات النارية في الأعراس وحتى أيام العيد رغم استمرار العدوان الغاشم على اليمن”.وينتقد البكري “من لايزال يعتبر استخدام المفرقعات النارية في المناسبات شيئاً لا بد منه لإظهار الفرحة رغم كل المآسي التي يتعرض لها الوطن”.ويردف: بإمكان الناس التعبير عن فرحتهم وتحدي العدوان بمظاهر الفرح المنضبطة التي لا تتسبب بآثار سلبية على المجتمع “.
إهدار للمال
فيما ذهب عبدالله علاو، رئيس منظمة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان، إلى اعتبار الظاهرة عادة سيئة وسلوكاً يتنافى مع الحريات وحقوق الإنسان ويقول: يتم اطلاق المفرقعات النارية وأحيانا الأعيرة النارية ليلاً بكثافة ولمدة طويلة فتحدث انفجارات كبيرة وهذا يزعج الناس الآمنين والمرضى والأطفال ويفزعهم خاصة وظروف الناس مع الحرب ونفسياتهم مؤهلة للفزع والخوف من أي انفجارات.
ويلفت علاو إلى ما يتسبب به الفزع الناجم عن ازعاج رصاص ومفرقعات الأعراس من أمراض كالسكر والإصابة بالفشل الكلوي وغيرها من الأمراض.
موضحا المخاطر المباشرة التي يتسبب بها إطلاق النار في المناسبات من بينها الإصابات القاتلة نتيجة الراجع أو ما يسمى راجع المقذوفات حيث يصيب مواطنين ويلقون حتفهم..ويشير علاو إلى نقطة أمنية أخرى تتعلق بإطلاق النار والمفرقعات النارية فيقول: توفر هذه الظاهرة بيئة مناسبة لارتكاب جرائم تفجير أو اغتيال أو غيره حيث تعد غطاءً مناسبا لمرتكب الجريمة وهذا يحدث ثغرة أمنية كبيرة، وينبغي أن يمتنع الجميع خصوصاً في ظل الظروف الراهنة للبلاد عن إطلاق النار والمفرقعات في الأعراس.
ويختتم عبدالله علاو حديثه بنصح محبي هذه العادات بقوله: إن كانت لديهم كميات من الرصاص فليتبرعوا بها للجبهات في الحدود حيث يذاد عن أرض الوطن وربما طلقات بسيطة تنقذ حياة بلد بدلا من إهدارها في الهواء, كما أن قيمة هذه المفرقعات قد تذهب لإطعام عائلة فقيرة أو أسرة منكوبة من النازحين.
من جانبه، الناشط الحقوقي علي الجلعي قال: استخدام الألعاب النارية ظاهرة مجتمعية غير مقبولة وسلوك مشين وإقلاق للأمن والسكينة العامة في الظروف العادية وهي تعبر عن حالة سيئة يعيشها من يقوم بهذا العمل فهو يشعر بنقص في شخصيته، فمن يقوم بتلك الأفعال المنافية للذوق العام أقل ما يوصف بالشخصية الانهزامية.وتابع: هذا الفعل غير مقبول في المجتمع ويعتبر تصرفاً غير طبيعي كما أن هذه الظاهرة انتهاك للخصوصية وللأمن المجتمعي، ولا بد من إجراءات حازمة وصارمة تطبق على الجميع خلال هذه الفترة الصعبة التي نعيشها.
أخيراً
تعتبر هذه الظاهرة سلوكاً سلبياً تتعدى حرية وراحة المواطنين والغريب ان اكثر من يقوم باستخدام هذه المفرقعات والقنابل النارية هم من الأطفال ويحدث انها تسبب ازعاجاً كبيرا للناس خصوصاً الأطفال والمرضى وهنا يظهر السلوك الأخلاقي لهؤلاء الأطفال فلماذا تسمح لهم أسرهم بإقلاق سكينة الناس مع العلم أنهم يدفعون قيمة هذه المفرقعات من جيوبهم ويفضلونها على أشياء كثيرة قد تفيد أطفالهم وأسرهم.

قد يعجبك ايضا