رجاء حمود الإرياني
ظروف الحياة التي نعيشها أثرت بشكل كبير على الروابط الأسرية والعائلية، فتجد أفراد الأسرة يعيشون تحت سقف واحد من دون أن يعلم أحدهم شيئاً عن الآخر، ربما في مراحل الطفولة المبكرة تكون الأم أقرب صديقة لإبنتها ، لكن بعد أن تتخطى مرحلة الطفولة هل تظل العلاقة كما كانت لنكن صادقين هنا، هل تعرف الأم عنها كل شيء حقاً؟ هل تعتقد أنها مازالت صديقتها؟ غالباً ستكون الإجابة لا، فقد انشغلت كل منهما بأشياء أخرى كالدراسة والعمل وأداء الواجبات المدرسية والمنزلية وغيرها، وحتى متابعة المواقع والأجهزة الالكترونية، التي أضعفت الروابط الاجتماعية أكثر مما أضافت إليها.
لذلك نجد الكثير من الفتيات ، تتحفظ في التحدث مع الأم في كثير من الأمور، منها أمور تتعلق بالمشاعر وعلاقاتها بالآخرين، أو تغيرات جسدية تحدث لها أثناء البلوغ، وتلجأ للحديث مع الصديقة أو قريبة لها من نفس سنها، رغم أنهن يشاركنها نفس الخبرة المحدودة.. بدلا من أن تتحدث مع أمها لعدة أسباب، منها الشعور بالاحترام الزائد تجاه الأم، مما يخلق حاجزًا نفسيًا يمنع الفتاة من التحدث لأمها عن الأمور الخاصة، أو ربما لفتور العلاقة بين الأم والإبنة، وإمّا بسبب الخوف أو الرهبة، وتزداد المخاوف إذا كانت الأم جافة المشاعر تجاه أولادها.
لذلك لابد أن تعمل الأم على توطيد علاقتها بإبنتها مرة أخرى . – ويجب أن تبحث الأم عن الوسائل والطرق التي تتقرب بها إلى ابنتها وتحاول فهمها وفهم مشاعرها وطموحاتها في وقت.
قد يكون الأمر صعباً في البداية، وأحيانًا تبوء المحاولة بالفشل ولكن على الأم أيضا أن تقنع ابنتها بأن الأم هي الأجدر بالثقة، وهي أكثر شخص محبة لابنتها، وبالتالي تكون الأم قد أعطت الثقة للتحدث إليها ، فإذا كانت الأم صديقة ابنتها منذ الصغر وتستمر تلك الصداقة كما هي؛ سيكون الحديث بينهما شاملا لكل الأمور، ويحدث بصورة سلسة ودورية، أما إذا كانت الأم قاسية، أو تشك في ابنتها، سيكون من الصعب فتح حوار بينهما.
وعلى الأم أن توضح لإبنتها أن التحدث في الأمور الخاصة مع الغرباء؛ ليس في صالحها لأن أي كلمة تقولها الفتاة خارج محيط عائلتها قد تؤخذ عليها، كما أن أسرارها تكون معرضة للإفشاء بل وللتضخيم ونشر الشائعات، وبالتالي إذا تحدثت الفتاة مع والدتها تكون في غنى عن هذه المشاكل.
لذلك يجب أن تبحث الأم عن الوسائل والطرق التي تتقرب بها إلى ابنتها وتحاول فهمها وفهم مشاعرها وطموحاتها في وقت مبكر من عمرها حتى إذا بلغت سن المراهقة كانت العلاقة بينهما مبنية على الصراحة والصداقة وأن تخصص بعض الوقت يوميا للجلوس مع ابنتها وإن لم تستطع على الأقل يوما في الأسبوع ولا يجب إن تدع انشغالها يعوقها عن التواصل مع ابنتها.
في الختام
أشدد على أهمية دور الأم في تربية ابنتها فهي معلمتها الأولى التي تعلمها فن الحياة والعديد من الامور كي تساعدها على المضي قدما في حياتها ومواجهة أعباء الحياة، فضلا عن العديد من القيم تضيفها الأم إلى رصيد ابنتها وعوامل اخرى تساهم في تنمية عقل وقدرات الإبنة . خاصة في مرحلة المراهقة، فالأم بلا شك لها دور رئيسي في حياة كل فتاة.