بعد فشل معاول العدوان تفكيكهم
استطلاع / اسماء حيدر البزاز
جاء العيد مرسخا لقيم الحب والتسامح والتوحد ، فرحة واحدة وعيد واحد وعادات وتقاليد واحدة تجمعنا ، وفشلت كل مخططات العدوان لشرخ هذا التوحد وزعزعته ، لتخلق هذه المحطات الايمانية فرصة لتعميق تلك المعاني السامية وترميم أي قوة لتدميرها. ..
البداية كانت مع الكاتب والاعلامي عبدالرحمن مطهر حيث قال لنا : ان العيد وكل الطقوس الدينية وحدت المسلمين بشكل عام في مختلف دول العالم ونحن في اليمن جزء من العالم الإسلامي وما اتمناه شخصيا ان تكون أيام العيد السعيد فرصة لمراجعة انفسنا ومواقفنا ومعاملاتنا فالدين الإسلامي ليس صلاة وصوماً فحسب وانما المعاملة هي أساس الدين ،لهذا اتمنى ان تكون الأيام الماضية والعيد فرصة جيدة لمن ارتضوا لأنفسهم الارتماء في احضان المملكة السعودية وباركوا العدوان على بلدهم وقتل شعبهم دون ادنى سبب ،ان يراجعوا أنفسهم وضمائرهم وان يتقوا الله عز وجل في افعالهم وأقوالهم وان يستغلوا العفو العام ويعودوا لوطنهم فاليمن يتسع للجميع ونتفق أو نختلف داخل الوطن وبالحوار الجاد والعقلاني نستطيع معالجة مختلف الملفات والقضايا السياسية العالقة..
مخططات عبثية
اما الناشطة زهراء شرف الدين فتقول. : في يوم حاول الاعداء شق صفهم ،والتكالب عليهم ،،والكيد لهم ، يأتي اليمنيون بحكمتهم وفطنتهم ليقولوا لهم خسئتم وخسئ مخططكم العبثي ،وتراجديتكم الهزيلة ،فتمسك اليمنيون بقول الله تعالى:{{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}}
واضافت قائلة : وفي يوم يفرح فيه اليمني بعيد من الله ونصر ،،فيه يألم العدو بالبوار والخسارة، فتجتمع ﺃﻻسر اليمنية مبتهجة ومستذكرة كل شهيد وأسير وجريح ،فلم يثنها إرجافهم ولم يخفها نباحهم ،،
فيا لهم من شعب عظيم !!!فإذا كان عدوهم أقوى من الحجارة فهم أقوى من الفولاذ .
بسمة المحيا
رئيس المركز اليمني للجاليات عارف الرزاع: رغم شراسة هذه الحرب وسعيها لشرخ وحدة وصف المجتمع المدني تطل علينا محطات ومناسبات دينية تحيي عمق توحدنا ووحدتنا واصالتنا ولحمتنا وترابطنا ، ليقبل العيد لاحياء قيم التسامح والتصالح والحب والإحسان في عادات وتقاليد واعراف موحدة ، وهنا أقول اليمن بحاجة من الجميع الى وقفة جادة لإعادة البسمة والفرح والى محياها من جديد. .
المحبة والايثار
وذهب عبدالرحمن اليحيري – إعلامي إلى القول : بقدر ما للسياسة من حرية وتعبير عن الانتماء لأي توجه كان بقدر ما تزرع في كثير من الأحيان شروخاً وندوباً في النسيج الاجتماعي لأي مجتمع كان ويظهر ذلك جليا في المقارنة بين المجتمع اليمني سابقاً قبل ابتلائه بعدوى الانتماءات السياسية والتعصبات الحزبية وما نراه اليوم من تجاذبات وخلافات سياسية بين الأخ وأخيه والوالد والولد والرئيس والمرؤوس.
لكن ما يشعر المرء بالفخر والعزة وأنه من طينة اليمني الأصيل ما نراه في المناسبات الدينية وخصوصاً في الأعياد من سيادة روح الإخاء والمحبة والإيثار.
واضاف : إن المجتمع اليمني بطبيعته لم تفرقه توجهاته وانتماءاته السياسية بقدر ما فرقته سياسة العدوان المدمرة ، فمجتمعنا اليمني بطبيعته مجتمع متسامح وممتثل لروح الاسلام الحنيف تدعمه في ذلك أواصر وعادات المجتمع القبلية الايجابية والترابط بين مختلف شرائحه.
ومضى اليحيرى بالقول: الأعياد في اليمن ولله الحمد مازالت تختفظ، بأسرار سعادتها في الذات وزرعها في الغير على الرغم من التهام المدنية والتطور التكنولوجي المتسارع لكل جميل في المثير من المجتمعات فنرى الأرحام والأرامل والأيتام والفقراء والمعسرين والمنقطعين هم النقطة الأهم في أذهان كل اليمنيين مع بزوغ فجر كل عيد جديد وهي أسمى فرحة ينتظرها الغني والفقير.
رسالة
وتمنى اليحيري من الله تعالى الحفاظ على هذا البناء الاجتماعي، الفخر الذي صمد في أعتى الظروف وكان كلمة السر في هذا الصمود الأسطوري في وجه آلة القتل والاعتداء على الشعب اليمني العظيم، وعدم إتاحة الفرصة لمن يحاولون شق الصف اليمني ونسيجه الاجتماعي تحت أي مبرر حزبي أو مذهبي فاليمن وحريته وعزته وكرامته قبل كل فرد أو جماعة أو حزب أو مذهب أو طائفة.
وسنفرح بأعيادنا ونبتهج مع اطفالنا رغم الجراح فاليمن باقٍ بفضل الله وبفضل تعاون وتعاضد وتكامل وتراحم ابنائه.
لحمة وترابط
ومن وزارة الاوقاف يقول فؤاد الصياد: بالرغم من قسوة الظروف المعيشية إلا ان العيد يضفي على الجميع فرحة تنسيهم ولو القليل من منغصات الاحداث بالداخل اليمني حيث كان يتمنى الناس ان يدخل العيد وقد صارت البلاد في حال أفضل من هذا الحال وصار الأمن والاستقرار يعم كل مكان ، ولن نتحدث كثيرا عن التفاوت في مستويات الناس المادية فالأمر نسبي والأهم ان مناسبة العيد تظل لحظة فيها من المرح والسعادة يجتمع فيها كل ابناء اليمن من اقصاه إلى اقصاه في اجواء من الترابط الأسرى والعائلي ، تنسيهم لفترة معينة ويلات هذه الأزمة الطاحنة في البلاد .
هسترة الحقد
الكاتب حسين السراجي : من بين الركام والخراب والدمار والشهداء والجرحى والمفقودين والجوعى والمحتاجين حلَّ العيد الخامس في زمن العدوان .. جاء العيد وسط الأحزان والأفراح وقد اشتدت هسترة الحقد والعدوان بحثاً عن نصر مزعوم هنا أو هناك .نحن اليوم نبتهج وقلوبنا موجوعة ونفوسنا متعبة وجراحنا نازفة وثقتنا بربنا كبيرة وآمالنا عريضة إذ أنه كلما أوغل العدو في سفك دمائنا واشتد حصارنا تعجل زواله وحفر قبره وآذن الله بنهايته فلا تستعجلوا فإنما هي حكمة الله له ولنا !!
لم تتحطم نفوسنا ولم تتوقف ابتساماتنا فنحن شعب العزة والكرامة , ننتفض لنسمو ومن بين الركام تنبعث العزة وتحيا الحرية ، سنمارس حياتنا كالعادة فيزداد عدونا حنقا وغيظا ولتنهال عليه اللعنات المتواليات والله غالب على أمره .
لنتذكر في هذا العيد شهداءنا الذين سمت أرواحهم وطهرت سرائرهم حين رووا الأرض بدمائهم فنترحم عليهم ونصل أسرهم وأهليهم ونشارك أطفالهم البسمة .
لنتذكر في عيدنا الأبطال المرابطين في جبهات العزة وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويواجهون الموت، فندعو لهم ونزور عوائلهم ونشاركهم الفرحة.
لنتذكر في عيدنا الجرحى والأسرى والمفقودين والنازحين , المكلومين والمفجوعين فنتشارك الفرحة وإياهم ونرسم البسمة على وجوههم .
لنتذكر البؤساء والفقراء المحتاجين فنتشاطر وإياهم الفرح والبهجة.
الحرب .. الحصار .. الفقر .. الجوع .. الموت …. إلخ ومع ذلك فاليمنيون يعيشون العيد بكل مباهجه متحدين الحرب والحصار وكأن لا شيء يحدث !!