*القائم بأعمال رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين لـ”الثورة”:
أجرى اللقاء / ماجد السياغي
مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين الذي لطالما كان الشبكة الوطنية الذي اتخذ من جبل هران في محافظة ذمار موقعاً له لرصد الزلازل والهزات الأرضية ومراقبة أنشطتها لم يسلم من ألسنة طائرات العدوان السعودي الأمريكي في إطار حربه الشاملة على اليمن أرضا وشعباً ومقدرات .
ولتسليط الضوء حول معرفة تداعيات هذا الاستهداف الممنهج “الثورة” التقت بالأخ المهندس محمد حسين الحوثي، القائم بأعمال رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين والذي تحدث في البداية عن أهمية المركز في رصد ودراسة الزلازل والبراكين، حيث قال:
كما هو معلوم أن الزلازل ظاهرة طبيعية عن النشاط الداخلي للأرض ولا يمكن منعها مهما بلغت مقدرة الإنسان العلمية لكن يمكن تخفيف آثارها المدمرة من خلال القيام بإجراءات وقائية احتياطية مسبقة، وهنا تكمن أهمية المركز في رصد الزلازل والهزات الأرضية ومراقبة النشاط الزلزالي وعمل الدراسات والتقارير الزلزالية اللازمة للمناطق المتعرضة للزلزال ومعرفة أسباب النشاط الزلزالي إلى جانب القيام بدراسة الانهيارات الأرضية في مختلف مناطق الجمهورية والاستفادة من معطياتها المتراكمة بما يضمن تخفيف المخاطر الزلزالية والحد من أضرارها إلى أقصى حد ممكن على السكان والمساكن.
فالمعطيات التي يعمل المركز على توفيرها تحدث إدراكا وتفهما لدى المواطنين حول هذه الظاهرة والتعامل معها بحذر وجدية، برغم غيابها أو عدم حدوثها لفترة من الزمن. والأهم هو معرفة كيفية التصرف أثناء وبعد حدوث الزلزال مما سيساعد على تخفيف آثاره اللاحقة التي قد تفوق آثاره الأولية.
ما هو هدف دول تحالف العدوان من ضرب المركز وشبكاته ؟
– عصر يوم الخميس الموافق 21 مايو من العام 2015م تعرضت مدينة ذمار لأكثر من 13 غارة قامت بها طائرات العدوان السعودي الأمريكي توزعت على مبان ومنشآت حكومية كان من بينها مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين الواقع في جبل هران الذي دمر بالكامل ويأتي هذا الاستهداف لضمان عدم توثيق ما تقوم به دول تحالف العدوان من جرائم حرب على الشعب اليمني تستخدم فيها أسلحة محرمة دولياً، فالمركز كانت لديه شبكات لها القدرة على تسجيل التفجيرات النووية أو الشبه نووية كموجات زلزالية لها شكل موجي معين وكان المركز قد وثق جريمة إلقاء العدوان قنبلة نيوترونية على جبل نقم في 13 /5 /2015م. وتم تسجيلها على شكل موجات زلزالية بلغت قوتها 3 درجات على مقياس ريختر وبعدها بأيام قليلة تم استهداف المركز من قبل طيران العدوان وتدميره ومساواته بالأرض وذلك في سياق إخفاء أي توثيق مدعم بالأدلة والإثباتات العلمية عن هذه الجرائم وما يستخدم فيها من أسلحة محرمة دولياَ.
ماذا عن حجم الخسائر في المبنى والأجهزة والمعدات التابعة للمركز؟
– تم تدمير مبنى المركز كلياً وتدمير أثاثه وشبكاته ومعداته وأصوله المستندية حيث بلغت خسائر المركز نتيجة الدمار الذي ألحقته به طائرات العدوان السعودي الأمريكي ما يزيد عن مليار ريال يمني إضافة إلى حرمان اليمن من استمرار التسجيلات الزلزالية بغية الحصول على الكتلوج الزلزالي ولدينا فترة انقطاع وضياع 3 سنوات من البيانات الزلزالية وهذه خسارة كبيرة لا تقدر بمال.
ما هي تداعيات تدمير المركز في رصد الزلازل والهزات الأرضية ومراقبة أنشطتها؟
– كما أسلفت حدوث فترة انقطاع وفقدان سنوات من تسجيل البيانات الزلزالية حيث أن الكود الزلزالي لليمن الذي على ضوئه نستطيع تشريع قوانين البناء المقاوم للزلازل لا يمكن الحصول علية إلا من خلال كتلوج زلزالي ( عبارة عن تسجيل البيانات الزلزالية دون انقطاع لمدة تتراوح بين الخمسين عاماً والمائة عام) وهذا ما كان المركز بصدده لولا ما قام به الطيران السعودي من إجرام وعدوان في حق المركز واستهدافه للبنية التحتية العلمية.
كما استطاع المركز البدء بتسجيل وحفظ المعطيات الزلزالية لمختلف المناطق اليمنية من عام 1994م تقريباً وحتى حدوث كارثة تدمير المركز وشبكاته الزلزالية .
كيف يتعامل المركز حالياً في رصد الأنشطة الزلزالية ومراقبة مستواها بعد تدميره بالكامل ؟
– لا يستطيع المركز حالياً رصد الأنشطة الزلزالية والبركانية بسبب توقف شبكاته المركزية ومحطاته الفرعية بشكل نهائي وفي ظل استمرار العدوان والحصار الجائر وانعدام الموارد المالية لا نستطيع تغطية احتياجات ونفقات المركز اللازمة لتشغيل شبكاته وأجهزته ومحطاته الفرعية في مختلف مديريات محافظات الجمهورية والجزر اليمنية وصيانتها بشكل دوري .
شهدت مديريتا عتمة ومغرب عنس مؤخراً هزات أرضية، ما هي طبيعة هذه الهزات وما هي الإجراءات التي اتخذت لدراسة الوضع ومراقبة الأنشطة الزلزالية في المنطقة؟
– ما شهدته مديريتا عتمة ومغرب عنس هو عبارة عن حشود زلزالية seismic swarm حيث تم رصد قرابة 700 هزة أرضية تراوحت قوتها بين 1.8 و3.9 درجة على مقياس ريختر وقد قام المركز بجهود ذاتية وبتنسيق وتعاون قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ووزارة النفط بالنزول الميداني وتركيب واستخدام محطات زلزالية حقلية بدائية ورقية في تلك المناطق والبقاء طيلة شهر ديسمبر 2016م لرصد تلك الهزات.
التفسير العلمي لما شهدته تلك المناطق من حشود زلزالية خفيفة إلى متوسطة هو نتيجة نشاط تكتوني مرتبط بالانفتاح والتوسع المستمر للبحر الأحمر وخليج عدن بمعدل 2.5 سم في السنة
إضافة إلى وجود نشاط حراري ناتج عن ضعف سمك القشرة الأرضية في المناطق الغربية من اليمن بعمق 300 كم تقريباً بامتداد المناطق المحاذية للبحر الأحمر وخليج عدن.
حيث أوضحت دراسة فرنسية يمنية أن سمك القشرة الأرضية في تلك المناطق يتراوح بين 14 كم و30كم تقريباً وارتفاع الصهارة النارية من خلال الشقوق والفواصل المليئة بها تلك المديريات سبب حدوث الاجهادات والضغط وتولد طاقة أدت إلى حدوث تلك الهزات الأرضية آنفة الذكر .
والجدير ذكره أننا في اليمن من خلال تسجيلات شبكات المركز الزلزالية معتادون على رصد مثل تلك الأنشطة والحشود الزلزالية الخفيفة إلى ما دون المتوسطة بين الفترة والأخرى في العديد من المحافظات اليمنية وخصوصاً المناطق الغربية من اليمن كما حدث في مديرية القفر محافظة إب وما حدث في بعض مناطق محافظة ذمار والبيضاء وعدة مناطق أخرى خلال السنوات الماضية .
شهدت بعض مناطق مديرية جهران في أواخر شهر مارس الماضي حدوث تشققات وتصدعات وهبوط أرضي ما هي أسبابها وحجم مخاطرها؟
– إن ظاهرة الشقوق والهبوط الأرضي وتغير منسوب مياه الآبار الجوفية المفاجئ منتشرة في منطقة قاع جهران والمناطق المجاورة لها وبعض تلك الشقوق آخذة في الازدياد والتوسع.
هذه الشقوق تمتد مسافات بالكيلومترات وبعضها متواجد إلى جوار أنبوب النفط الممتد من مارب إلى الحديدة، وإلى جوار أبراج الكهرباء المنتشرة على امتداد المنطقة، وعلى الطريق العام خط ذمار-صنعاء والذي يربط بين عدد من محافظات الجمهورية .
كما أن آثار زلزال ذمار في 13 ديسمبر 1982م أحد أقوى الأسباب وراء ظاهرة هذه الشقوق، وهو ما يثير مخاوف في أن ما يحدث حالياً قد يكون إعادة تنشيط لهذه التصدعات والتشققات نتيجة اجهادات وضغوط أرضية وعمليات تكتونية في باطن الأرض يتم من خلالها تراكم الطاقة والتي قد تكون مقدمة لهزات أرضية محتملة.
وللحد من الضرر والتقليل من المخاطر الناتجة عنها عقد في الخامس من ابريل الحالي اجتماع بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، أقر تشكيل لجنة علمية من الخبراء والجهات المختصة، لدراسة ظاهرة التشققات الأرضية في حوض جهران بمحافظة ذمار والمناطق المشابهة لها. وستقوم اللجنة، بجمع المعلومات المرتبطة بالدراسات السابقة لهذه الظاهرة والخروج برؤية علمية، يتم عرضها عن الجهات المعنية، لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
حقد ذفين
كلمة أخيرة تود قولها في نهاية اللقاء؟
– لا يمكن اغفال أهمية ودور المركز في رصد الزلازل والهزات الأرضية ومراقبة النشاط الزلزالي وعمل الدراسات والتقارير الزلزالية اللازمة للمناطق المتعرضة للزلزال ومعرفة أسباب النشاط الزلزالي إلى جانب القيام بدراسة الانهيارات الأرضية في مختلف مناطق الجمهورية، وكونه كذلك فقد حرص العدوان الغاشم على أن يكون المركز في دائرة أهدافه ونتيجة هذا الحقد الدفين لآل سعود اصبح المركز متوقفاً وشبكاته الزلزالية والبركانية ومحطاته الفرعية متوقفة وخارج الخدمة. وفي الوقت الذي تعاني فيه الأوعية الايرادية والموازنة العامة للدولة من ضغوط مالية كبيرة وشحة في الموارد في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين إلا أن أهمية عمل المركز تجعل من توفير مبنى بديل وكذا توفير الإمكانيات المالية اللازمة لإعادة تشغيله بشبكاته ومحطاته الرئيسية مطلباَ قائماً وملحاَ حتى يتمكن المركز من القيام بدوره الوطني والإنساني كونه المركز الوحيد في الجمهورية اليمنية.
Next Post
قد يعجبك ايضا