هل يستطيعون إخماد الحريق ¿

صقر الصنيدي –

لا يبدو عليهم ما هو أكثر من الانكسار ولا يغطي وجوههم غير الحزن , خلف ذلك الحزن القليل من الأمل بأن يستعيدوا ما ذهب من شقا العمر وكد السنين بعد أن تعرضت محلاتهم التجارية للحرق بنيران الحقد والكراهية والعبوات الحارقة في منطقة لا يعقل أن يحدث فيها شيء كهذا لكنه حدث ” حضرموت ” التي كان نورها وليست نارها يصل إلى أندونيسيا ويكسو ماليزيا ويعمر القلوب ويصون الأبدان ويحفظ الممتلكات ويرعى الأمانات.
الشاكون أنفسهم غير مستوعبين لما حدث, وضعوا كل أحلامهم في محلات مغلقة وفجأة رأوها تحترق ومعها قلوبهم أيضا◌ٍ دون أن يجدوا من يحمي السلع التي جلبوها ليبيعوها للناس ويحصلوا على الكسب الحلال, وهناك من يقوم بالتظاهر بحب حضرموت وإشعال النار في المحلات التي تنعش شوارعها بتهمة أن أهل هذه المحلات من مناطق بعيدة لهم أطفال ينتظرون عودتهم محملين بالهدايا والحب.
لقد بحث الشاكون عن إنصاف في كل مكان ولم يجدوا غير تقارير تملأ أكياسهم وتتحدث عما كانوا يملكون أجهزة هواتف تزينها صور تجارتهم قبل أن تحترق في المكلا والشحر وسيئون وغيل باوزير والقطن وحورة وحتى تريم تلك المدينة التي لا يفترض أن يبكي فيها مسلم إلا من خشية الله وليس على تجارة احترقت ومصدر رزق أغلق إلى الأبد.
جاء عدد من ممثلي أصحاب المحلات المحترقة للوقوف أمام البرلمان عله يعالج الجرح ويضع قليلا◌ٍ من البلسم على اليائس قالوا إنهم هناك لا يجدون من يوقف المعتدين ولا من يحاسب المقصرين هم لا يريدون إلا النوم بعد يوم عمل مضن◌ُ وسط بضاعتهم التي اشتروها بمالهم الحلال وهم يعرفون أن غدا◌ٍ يوم دون نيران أو نيرون.
“تسابقنا لفتح تجارتنا في حضرموت لما قرأنا وسمعنا عن أهل هذه المحافظة الطيبين الذين سافر أجدادهم لنشر الإسلام في كل العالم ” يقول أحدهم وهو يرقب بوابة مجلس النواب عن الشخص يروي له ما حدث هناك يوم أحرق دكانه قيام مجموعة ممن لا يخافون الله بفتح ثغرة في الباب الحديد وصب الزيت وإشعال النار منتصف الظهيرة دون مراعاة لأي حق إنساني .
أملهم الوحيد أن يتدخل النواب للضغط على الجهات المسئولة لتوفير الأمن وللتعويض عن الضرر المادي أما الضرر النفسي فمن يداويه “مرت أربعة أشهر ونحن نعاني وكل فترة يتضرر ناس جدد ويقع ضحايا , ما لم تتحرك الأجهزة الأمنية لحماية المواطن وممتلكاته فمن يحميه ” يسأل احدهم ولن يجد الإجابة.
من مطالبهم أيضا◌ٍ أن لا يتركوا فريسة لمن لا قلب له الذي يتخذ من ضعفهم وقلة حيلتهم مصدرا للبطولات الوهمية .
عدد المحلات التي أحرقت بفعل الفوضى 308 محلات في حضرموت بخسائر تتجاوز ربع مليار ريال فهل يستطيع النواب إخماد هذه النيران خاصة كتلة المحافظة الذين لا يسكتون على ظلم ولا يغضøون الطرف على ضيم.

قد يعجبك ايضا