ملياردير أمريكي: الاتحاد الأوروبي على وشك الانهيار

عواصم/ وكالات
قال الملياردير الأمريكي جورج سوروس رئيس مؤسسة المجتمعات المنفتحة والمعروف بأنه أب الثورات المخملية والمعروف أيضاً بقلقه من ظهور الاتحاد الأوروبي في مقال لصحيفة “بروجيكت سينديكيت”: إن الاتحاد الأوروبي على وشك الانهيار.
وأضاف الميلياردير الأمريكي: إن المجتمعات الكبيرة هي الآن في أزمة حقيقية، وسط وجود أشكال مختلفة من المجتمعات المنغلقة من الديكتاتوريات الفاشية لدولة المافيا والتي باتت الآن تتزايد بشكل كبير، حيث إن السبب الرئيسي لهذا الازدياد هو أن القادة المنتخبين فشلوا في تلبية التوقعات والتطلعات المشروعة للناخبين، فأصبح الناخبون محبطين مع الإصدارات السائدة للديمقراطية والرأسمالية.
وتابع بالقول: فقبل انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأمريكا، أرسلت أنا في العطلة تحية لأصدقائي كتبت فيها: “هذه الأوقات ليست كالمعتاد، أتمنى لكم التوفيق في عالم مضطرب ” والآن أشعر بالحاجة إلى مشاركة هذه الرسالة مع بقية العالم، ولكن قبل أن أفعل، لابد لي أن أقول لكم ما الذي أدافع عنه، فعند انهيار الاتحاد السوفيتي، برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة متبقية، ملتزمة بنفس القدر بمبادئ الديمقراطية والأسواق الحرة، وقد كان تطوراً كبيراً منذ ذلك الحين وهو عولمة الأسواق المالية، التي يقودها الدعاة الذين جادلوا بأن زيادة العولمة ستؤدي طرداً إلى زيادة مجموع الثروة، فبعد كل شيء، يتم تعويض الفائزين من الخاسرين.
وأردف بالقول: وفي الواقع كان للعولمة عواقب بعيدة المدى اقتصادياً وسياسياً حيث أحدثت بعض التقارب الاقتصادي بين البلدان الفقيرة والغنية، ولكنها زادت من عدم المساواة داخل البلدان الفقيرة والغنية على حد سواء، ففي العالم المتقدم، الفوائد المتراكمة وخاصة لأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، والذين يشكلون أقل من 1? من السكان، أدت لعدم وجود سياسات معينة والتي أصبحت المصدر الرئيسي للاستياء من معارضي الديمقراطية ولا سيما في أوروبا.
ومضى يقول : كنت أحد المؤيدين الأشداء للاتحاد الأوروبي في بدايته، حيث اعتبره تجسيداً لفكرة المجتمع المنفتح والتي تعتبر كرابطة للدول الديمقراطية المستعدة للتضحية بجزء من سيادتها من أجل الصالح العام، حيث إن وحدة القادة يعتبر هدفاً يمكن تحقيقه ووضع جدول زمني ثابت للإدارة السياسية اللازمة لتحقيق ذلك، فهذه هي الطريقة التي وضعتها المجموعة الأوروبية والاتحاد الأوروبي.
وتابع: ولكن بعد ذلك حدث خطأ يرثى له، فبعد الانهيار الاقتصادي في عام 2008م، تحول الاتحاد الأوروبي إلى متساويين في العلاقة بين الدائنين والمدينين، حيث كان يواجه المدينون صعوبات في الوفاء بالتزاماته فظهرت ألمانيا كقوة مهيمنة في أوروبا، لكنها فشلت في الارتقاء إلى مستوى الالتزامات الناجحة التي يجب أن تتوفر، وهي النظر إلى أبعد من المصالح الذاتية الضيقة أي النظر إلى مصالح الناس الذين يعتمدون عليها، ومقارنة بسلوك الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية مع سلوك ألمانيا بعد الانهيار الاقتصادي عام 2008م، أطلقت الولايات المتحدة خطة مارشال، ما أدى إلى تطور الاتحاد الأوروبي، فكان نتيجة ذلك أن فرضت ألمانيا برنامج التقشف الذي خدمت فيه المصالح الذاتية الضيقة.
لكن إعادة توحيد ألمانيا تبين أنه كان مكلفاً للغاية، أي أنه عندما انهار بنك ليمان براذرز، فإن ألمانيا لم تكن تشعر أنها غنية بما فيه الكفاية لمواجهة أي التزامات إضافية، وعندما أعلن وزراء المالية الأوروبيون أنهم لن يسمحوا لأي مؤسسة مالية كبرى أخرى أن تفشل، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن كل دولة من الدول الأعضاء ينبغي أن تنظر إلى مؤسساتها، وفي الواقع كان ذلك بداية لعملية التفكك في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف بالقول: أي إنه وبعد الانهيار الاقتصادي في 2008م، أصبح الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو مخلتان بشكل متزايد، فالظروف السائدة أصبحت بعيدة كل البعد عن تلك المنصوص عليها في معاهدة ماستريخت، ولكن أصبح تغيير المعاهدة تدريجياً أكثر صعوبة من قبل، لا بل إنه بات مستحيلاً في نهاية المطاف، فأصبحت منطقة اليورو ضحية القوانين البالية، التي يمكن أن تمرر الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها فقط من خلال إيجاد الثغرات فيها، فهذه هي الطريقة التي أصبحت فيها المؤسسات الأوروبية معقدة على نحو متزايد.
واختتم الكاتب بالقول: وفي الواقع أنا قلق إزاء مصير الاتحاد الأوروبي، الذي هو في خطر قادم ومن المرجح أن يحدث ذلك في موسم الانتخابات الأوروبية في عام 2017م في هولندا، وألمانيا، وإيطاليا، وفي فرنسا، الذين هم أبرز المتنافسين وآمل أن زعماء أوروبا والمواطنين على حد سواء سوف يدركون أن هذا يشكل خطراً على طريقتهم في الحياة والقيم التي قام على أساسها الاتحاد الأوروبي، وهذا كله يأتي وسط النمو الاقتصادي المتراجع وأزمة اللاجئين التي تخرج عن نطاق السيطرة، أي إن الاتحاد الأوروبي على وشك الانهيار.

قد يعجبك ايضا